برأت المملكة ذمّتها أمام الله والشعوب الاسلامية برفضها التوجهات الإيرانية بتسييس شعيرة الحج،وبرفض بعثة منظمة الحج الايرانية التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحج بعد كل التسهيلات الممكنة التي قدمتها المملكة تتحمّل القيادة الإيرانية أمام الله، وأمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج هذا العام. ويرى علماء الشريعة الذين تحدثت معهم «المدينة» أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورغم كل المواقف الإيرانية العدائية تجاه المملكة قدم تسهيلات كبيرة تخدم حجاج بيت الله الحرام، ويسهل إجراءات الحجاج الايرانيين لقدومهم الى الديار المقدسة غير أن إصرار طهران على تسييس الحج برفض البعثة الإيرانية التوقيع على الترتيبات المتفق عليها بعد أن تلقت تعليماتها من مرجعيتها في قم. العلماء أكدوا الآتي: المملكة سهلت إجراءات حجاج إيران نظام ولاية الفقيه ابتكر بدعة «التسييس» ما تقوم به إيران محاولات لزرع الفتنة وقال استاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور سعيد الهويمل: إن المملكة العربية السعودية تؤدي واجبها بكل أمانة وصدق وإخلاص، وتقدم کل ما بوسعها لحجاج بيت الله الحرام، ولا تقصّر معهم ولا تميّز بينهم، مشيرًا إلى أن نظام ولاية الفقيه ابتكر بدعة «الحج والشعارات السياسية» لإحداث الفوضى خلال موسم الحج لافتًا إلى ان الذاكرة تحفظ الكثير من الأحداث التي افتعلتها إيران لإثارة الفوضى خلال شعيرة الحج في أعوام مضت. ولفت الدكتور هويمل إلى أن رفض الوفد الإيراني التوقيع على محضر الترتيبات الذي قدمت فيه كل التسهيلات التي تمكّن الحجاج الإيرانيين من أداء الحج کان واضحًا أن الهدف هو تسييس الفريضة وإبعادها عن مقصدها لأهداف وغايات لا علاقة لها بالإسلام، معتبرًا أنّ نظام ولاية الفقيه لديه مشروع فكري سياسي يسعى لتطبيقه على حساب دول المنطقة من خلال مدّ نفوذه وهيمنته فيها تحت دعاوى مذهبية وذرائع مظلومية وحُجج مختلفة. من جانبه اعتبر المفكر والداعية الاسلامي الدكتور جمال العزة أن ما تقوم به إيران لا علاقة له بموضوع الحج بقدر ما هو محاولات لزرع الفتنة الدينية مبينًا أن المملكة العربية السعودية قدمت كل التسهيلات اللازمة للحجاج الإيرانيين غير أن طهران تسعى لإضفاء الطابع السياسي على الفريضة الدينية لأهداف ما زالت مجهولة لكنها تستهدف بطريقة أو أخرى نشر الفوضى والطائفية بين المسلمين. وقال: إن التحركات والإجراءات الإيرانية تهدف لتعريض حياة الحجاج وأمنهم وسلامتهم للمخاطر مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية قدمت كل التسهيلات الممكنة لإيران في موضوع الحج غير أن طهران ما زالت مصرّة على تسييس الحج بكل الطريق لتنفيذ أجندة سرّية تستهدف المجتمعات الإسلامية على قاعدة نشر الطائفية باعتبارها مدخلا للفوضى. وأكد أن المملكة العربية السعودية برأت نفسها أمام الله وأمام العالم وأن إيران وحدها المسؤولة أمام الله وشعبها بأنها كانت تقف وراء حرمان الإيرانيين من أداء الحج هذا العام لافتًا إلى أن ما تسعى إليه إيران بات واضحًا ومكشوفًا مشيرًا إلى أن سعي طهران لتسييس الحج مسألة خطيرة على العالم أن يدركها الآن. واعتبر الباحث في الشؤون الاسلامية واستاذ الشريعة في جامعة اليرموك أمين الجراج أن ما قامت به إيران مثير للقلق مبينًا أن محاولات تسييس الحج ورفض تنظيم إجراءاته وتدابيره السنوية التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية بقدرة واقتدار بات يثير الريبة خصوصًا أن البعثة الإيرانية وافقت على جميع الترتيبات غير أنّ تعليمات من طهران أوقفت التوقيع عليها وهذا يؤكد أن قرارات سياسية وقف وراء عدم توقيع الوفد الإيراني. وقال: إن إيران فيما يبدو كانت قد أعدت خطة لتنفيذها خلال موسم الحج وهو ما اتضح من خلال رفض التوقيع على محضر الترتيبات بعد أن قدمت المملكة العربية السعودية تسهيلات كبيرة ووافقت على جميع الطلبات الإيرانية مشيرًا إلى أن طهران بذلك لا تستهدف المملكة فحسب وإنما الأمة الإسلامية برمتها.
مشاركة :