غادر السويسري كريستيان جروس أمس جدة، متجهاً لموطنه بعد ان ترك بصمة في النادي الأهلي، لن ينساها (المجانين) أبداً، جروس ودع بعد موسمين ذهبيين قدم فيهما الملكي بأبهى صورة، وترك نسقاً فنياً يحتذى به. لم يكن رحيله صاخباً، حيث فضلت إدارة النادي الأهلي بناءً على طلبه أن يحزم حقائبه في هدوء، ويتسلل عبر مطار الملك عبدالعزيز دون ضجيج الجماهير التي ذرفت الدمع عندما أعلن رسمياً انتهاء فترته في الملكي، وعدم رغبته تجديد عقده، بحثاً عن الراحة والابتعاد في اتجاه معاكس للإثارة والتعب والعناء التي كانت تسير تفاصيل حياته اليومية. جروس الذهبي الذي وضعه الأهلاويون في قائمة عمالقة التدريب كونه ظفر بلقب الدوري الغائب عن الخزائن الخضراء مدة تزيد عن الـ 30 عاماً. جروس كان حريصاً أن يختم مشواره في الأهلي الذي أحبه بالاطمئنان على كل شيء، عندما جهز بديله البرتغالي جوميز، وأوصى أن يمنحه الأهلي كافة الصلاحيات، بل أنه لم يترك حتى مجالاً للقيل والقال حيث اكتفى بما قدمه في فترة عمله، دون أن يضع تقريراً فنياً للرجوع إليه. آخر عهد جروس بالأهلي كان من خلال وداعية في الكمباوند الذي يسكنه أمس الأول، حضر فيها بعض الإداريين الذين رافقوه في مشوار الذهب، وقليل من المحبين، وقبل كل هؤلاء كأس دوري جميل وكأس خادم الحرمين، التقط معهما الصور التذكارية، ووقع بحبر الإنجاز إن البطولتين تحققتا في عهد ارتدائه القبعة الفنية للملكي، ورحل.
مشاركة :