أكد مرعي عواجي مدير تطوير التحكيم السعودي الدولي السابق (43 سنة) أن الخطة القادمة لتطوير مستوى الحكام السعوديين هو القضاء نهائيا على حضور الحكام الأجانب ولكن نحتاج إلى مزيد من الوقت، على أقل تقدير ثلاث سنوات، من أجل الاستغناء عنهم. وقال عواجي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: هذه الخطة تعتمد على ارتقاء مستوى الحكام السعوديين وكفاءتهم وتطبيق ما يطلب منهم. وتابع: كثير من الحكام يتضايقون من الانتقادات والهجوم المتواصل الذي يشنه بعض رؤساء الأندية أو وسائل الإعلام تجاههم وأتمنى أن تتغير هذه النظرة مستقبلا خصوصا أن الحكم السعودي بحاجة إلى من يقف معه ويسانده. وبين عواجي أن فكرة اعتزاله التحكيم كانت تراوده بعد نهائي كأس ولي العهد الذي جمع الهلال والأهلي، حيث شعر أن الوقت حان للرحيل ليقوم هو باتخاذ القرار النهائي بعد نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. ويضيف: لا أخفيك أن اللحظات كانت عصيبة جدا بالنسبة لحكم أمضى عمره في التحكيم. «الشرق الأوسط» التقت بالحكم السعودي المعتزل قبل أيام فكان الحوار التالي: * قضيت في سلك التحكيم أكثر من 15 عاما وكانت الأحداث والمواقف كثيرة جدا.. متى شعرت أنه حان الوداع لهذه المهنة الصعبة؟ - أعتبرها لحظة عصيبة بالنسبة لي وللأمانة قرار الاعتزال كان صعبا للغاية ولكن كان لا بد منه وفكرة الاعتزال راودتني من بعد قيادتي مباراة نهائي كأس ولي العهد هذا الموسم التي جمعت الهلال والأهلي والتي أعتبرها مسك ختام لمشواري وعطائي التحكيمي، وكنت أنتظر الوقت المناسب ووجدت أن الفرصة لإعلان الاعتزال بعد نهائي كأس الملك وهذا ما حدث ولا أخفيك ولله الحمد خرجت بفوائد كثيرة من خلال الحب والمودة والاحترام والعلاقة المميزة التي اكتسبتها من الجميع سواء على مستوى المسؤولين في الرياضة السعودية أو الزملاء الإعلاميين أو اللاعبين أو الإداريين وحتى الجمهور الرياضي. * كيف ترى الانتقادات والهجوم المتواصل تجاه الحكام.. هل تعتقد أنه يسبب لكم ضغوطا داخل الملعب؟ - بكل أمانة نحن كحكام نتضايق بشكل كبير من الانتقادات والهجوم المتواصل تجاهنا سواء عن طريق وسائل الإعلام أو ما يكتب عن طريق التواصل الاجتماعي، خصوصا من بعض رؤساء الأندية أو الجمهور الرياضي، ولكن هذه الانتقادات لم تؤثر بشكل سلبي على مسيرتي التحكيمية، حيث واصلت الركض واستفدت الكثير من الانتقادات التي زادتني قوة وشجاعة لفرض نفسي داخل الملاعب وتظل هذه الانتقادات هي وجهة نظر نحترمها، ولكن ما أتمناه أن تتغير هذه النظرة مستقبلا فالحكم السعودي بحاجة إلى من يقف معه ويجدد الثقة فيه. * ماذا عن دائرة التحكيم هل ترى أنها ساهمت في ارتقاء مستوى الحكام السعوديين؟ - بكل تأكيد دائرة التحكيم قدمت الشيء الكثير للتحكيم والحكام وكان من الضروري إنشاؤها وجميع الدوريات في العالم يملكون دائرة للتحكيم التي تعتمد بشكل كبير على التطوير والارتقاء بمستوى قضاة الملاعب ومنذ مجيء الإنجليزي هاورد ويب شاهدنا الكثير من التغييرات التي ساهمت في ارتفاع مستوى الحكام، حيث شكل مع رئيس اللجنة عمر المهنا ثنائي عمل مميزا، ولكن في نفس الوقت نحتاج إلى مزيد من الوقت والعمل من خلال تطبيق خطة تطويرية مستقبلية نستطيع فيها تلاشي جميع السلبيات. * بعد اختيارك مديرا لتطوير التحكيم السعودي ما هي الصلاحيات الممنوحة لك؟ - اختياري لهذا المنصب جاء بعد قناعة تامة من المسؤولين وأشكرهم على هذه الثقة وأتمنى أن أقدم الشيء المأمول لخدمة التحكيم وزملائي الحكام، وبالنسبة للصلاحيات مهمتي هي تطوير التحكيم السعودي من جميع الجوانب الفنية والإدارية واللياقية وإكمال عمل لجنة الحكام بالتشاور مع مدير الدائرة ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا الذي نستفيد دائما من خبراته ونصائحه، خصوصا أنه قدم الشيء الكثير للتحكيم وهو من يوجهنا ولا اخفيك هذا المنصب هو شرف لي أيضا سأقدم آراء استشارية، وبالنسبة لتكليف الحكام السعوديين الأجانب فهي مسؤولية مدير الدائرة هاورد ويب. * هل لديكم خطة لزيادة عدد الحكام السعوديين المؤهلين للوجود في الاستحقاقات العالمية مثل كأس العالم؟ - نعرف جيدا أن الحكم السعودي فهد المرداسي سيكون مرشحا للحضور في كأس العالم 2018، إذ إنه من ضمن حكام النخبة ولدينا خطة مستقبلية لأكثر من حكم سعودي من أجل وجودهم في المناسبات الكبيرة، ونأمل أن نشاهد الحكام السعوديين في جميع المحافل الدولية وهم قادرون بإذن الله على تحقيق ذلك وأعتقد أن الحكم فهد المرداسي استطاع خلال فترة وجيزة بوجوده في نهائي كأس العالم للشباب والقادم سيكون أفضل في ظل ارتفاع مستوى التحكيم السعودي في المشاركات الخارجية، أيضا الدوليان المساعدان عبد الله الشلوي ومحمد العبكري سجلا حضورا مشرفا في الكثير من المناسبات، وسيشارك الطاقم الثلاثي في أولمبياد البرازيل. * ولكن ما نشاهده أن الحكم السعودي غير مرغوب به محليا، بدليل أن أحد رؤساء الأندية طالب بحضور حكام أجانب في جميع مباريات فريقه وتكفل بدفع مكافآتهم؟ - نحن نحترم وجهات النظر، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الأخطاء التحكيمية واردة ولا يمكن حجبها من لعبة كرة القدم وإذا تابعنا دوريات العالم نجد أن الحكم الأجنبي لا يزيد عن الحكم السعودي فهو يقع في الأخطاء وهذه طبيعة كرة القدم، ونحن نسعى إلى تطوير مستوى التحكيم بقدر ما نملك من الإمكانات، وحكامنا ولله الحمد يملكون الشجاعة والجرأة التي تساعدهم على النجاح، وللمعلومية جميع الحكام على مستوى دوريات دول الخليج أو دوريات الدول العربية يحسدون الحكم السعودي من خلال كثرة مشاركاته ونجاحاته وقيادته أقوى المباريات. * هل أنت مع أو ضد تقليص الحكام الأجانب؟ وهل تعتقد أنه آن الأوان لاعتزال بعض الحكام بسبب انخفاض مستواهم التحكيمي؟ - بكل تأكيد أنا مع قرار تقليص العدد الخاص بالاستعانة بالحكام الأجانب، وأنا جدا متفائل أن العدد سيتقلص حتى يتم القضاء عليهم نهائيا، والخطة القادمة هي كيف نستطيع الاستغناء عن الحكم الأجنبي، ولكن ربما هذه الخطة تحتاج إلى سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات، وهذا يعتمد أيضا على كفاءة الحكام السعوديين من خلال الارتقاء بمستواهم والثقة التي يمتلكونها من أجل إقناع الشارع الرياضي، وما يخص الشق الثاني من السؤال أتمنى من أي حكم يرى أن عطاءه بدأ يتراجع عليه أن يتخذ قرار الابتعاد والاعتزال من التحكيم وتسليم الصافرة أو تسليم الراية إذا كان حكم مساعد، ولا أود تحديد أسماء حكام ولكن يجب على الحكم أن يتخذ القرار بنفسه بالابتعاد.
مشاركة :