هيئة الترفيه ومفهوم الترفيه

  • 6/3/2016
  • 00:00
  • 57
  • 0
  • 0
news-picture

هنا يكون دور الدولة والمجتمع والمؤسسات المدنية بشكل عام، وتحديداً المؤسسات والهيئات المعنية بالرفاه والسياحة والتعليم تهتم غالبية الدول بخلق أنواع من البرامج والمبادرات، التي تهدف إلى الترويح عن النفس، والتقليل من الشحن النفسي، والتخفيف من الضغوط الناتجة عن العمل، أو البيت، أو المجتمع بشكل عام كونها، أي الضغوط، تؤدي إلى الانفجار والغضب والحساسية، ومزيدٍ من العنف، وبالتالي تكثر الجرائم المرتكبة، ويتفكك المجتمع، وينتشر الحقد والحسد بين الناس ما يؤدي إلى ارتكاب أعمال تخريبية سواء أكانت انتقامية، أم من باب التعبير عن إثبات الوجود، وهذا بعلم النفس يسمى العنف المضاد، أو لفت الانتباه من قِبل أشخاص معينين، يحملون جينات عدوانية طورتها الضغوط الحياتية، ولم يجدوا ما يوقف نموها، وبالتالي ترعرعت وكبرت وتضخمت إلى أن أصبحت طاقة كاملة قابلة للانفجار، وهنا يأتي دور الدولة والمجتمع والمؤسسات المدنية بشكل عام، والمؤسسات والهيئات المعنية بالرفاه والسياحة والتعليم بشكل خاص، بالتشارك مع جميع القطاعات الأخرى، والوزارات المعنية بإيجاد فرص عمل أولاً لشغل أوقات هؤلاء، وزرع الاكتفاء الذاتي فيهم، وإشباع رغباتهم المادية لأن وجود نقص في هذا العنصر بالتحديد يُولِّد العنف، ويدفعهم إلى الانتقام والسرقة، كما أن هناك برامج منوطة بالقطاع التعليمي أهمها استغلال طاقات الشباب سواء أثناء العام الدراسي، أو حتى، وهذه مهمة جداً، أثناء الإجازات. سأتوقف عند الإجازات قليلاً، وأسأل سؤالاً بحجم الوطن: «ما هي برامجنا في الإجازات»؟ مع الأسف، أقولها بـ «الفم الملآن» بالحسرة والحب في آن واحد، بالحسرة لأن المجتمع بأطيافه ومختلف طبقاته وأجهزته، ووزاراته، وقطاعيه الخاص والعام لم يوجد حتى الآن برامج تهدف إلى جذب الشباب والشابات، وجعلهم ينعمون ببرامج صيفية تُنمِّي عقولهم ومداركهم وتملأ أوقات فراغهم بالحب، فنحن ننتمي إلى دين يحث على العمل والإنتاج، واستغلال العقول والوقت الاستغلال الأمثل. «نعمتان.. الصحة والفراغ»، حديث شريف يدعو إلى استغلال الوقت والعقل، كما يدعو إلى خير البشرية، واستغلال طاقات الشباب والشابات في القيام بالأعمال الجيدة والمفيدة. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله». آيات كثيرة، وأحاديث عديدة تحثنا على العمل والإنتاجية، واستغلال الوقت والعقل الاستغلال الأمثل، فأين نحن من هذه التعاليم والإرشادات والقوانين؟ أين نحن من مناهج الشرع، ومن تعاليم الشريعة السمحة بأكملها منذ 1400 عام؟! الآن وقد صدرت التوجيهات الكريمة بإنشاء هيئة للترفيه، ولدينا مسبقاً هيئة للسياحة، سأقترح التالي: وضع خطة «برامج متكاملة» من الألف إلى الياء، على أن تكون خمسية أي لمدة خمس سنوات مقبلة، تتضح فيها الرؤية الكاملة لماهية الترفيه، ومفهوم الترفيه، وتوضع فيها الاستراتيجيات العامة والواضحة للكيفية التي ستكون عليها، وتقوم عليها هذه الهيئة، فدون خطة استراتيجية لن نرى برامج، ولن ننجح في هئيتنا التي أُنشئت من أجل الوطن والمواطن. ولابُد من ربط هذه الهيئة بوزارة التربية والتعليم لوضع برامج تستهدف النشء، وطلبة «الثانوية»، والجامعات، وتكون قابلة للتطبيق وملزمة لجميع المراحل حتى لا تكون هناك تدخلات من قبل الغير أو اجتهادات! ومن المهم جداً تفعيل هيئة السياحة ودورها، فننتقل من مرحلة البرامج إلى صناعة السياحة، ومفهوم السياحة، وليس مجرد برامج اعتدنا عليها وغالبيتها مكررة! لابد من القفز على جدران الصمت، وإضفاء برامج تعتني بالفرد والأسرة والمجتمع برمته، ولابد من إيقاف مهرجانات التسوق المملة والمكررة التي ضاق بها المجتمع ذرعاً!

مشاركة :