لستة أيام، تحولت روما، المعروفة باسم «المدينة الخالدة» إلى عاصمة الخيول العربية الأصيلة، حيث استضافت النسخة السابعة من «المؤتمر العالمي لخيول السباق العربية الأصيلة» الذي يندرج في إطار نشاطات «مهرجان الشيخ منصور بن زايد للخيل العربية». وبعد فرصوفيا «بولندا»، العام الماضي، حط رحال المهرجان في روما هذا الصيف قبل أن ينتقل الصيف المقبل في نسخته الثامنة إلى بلد عربي هو المغرب، وهو ما أعلنته الرئيسة التنفيذية للمهرجان، لارا صوايا، بحضور كوكبة من الرسميين وممثل عن المغرب في اليوم الأخير من نشاطات المهرجان. الحقيقة، أن المهرجان جاء متنوعا وكثيفا، كما أن منظميه عرفوا أن يستفيدوا من تراكم الخبرات الناجمة عن سبعة أعوام من النشاط الذي بدأ متواضعا، لكنه تفتح اليوم واتسع وهو يضم عشرات الدول، وينظم ما لا يقل عن 120 سباقا عبر العالم. ويبدو تنوعه من خلال العدد الكبير من المدعوين الذي زاد في روما على 500 مدعو جاءوا من 60 بلدا عربيا وأجنبيا. والتنوع يكمن أيضا في تعدد ميادين التخصص والخبرات التي تتناول كلها الخيل من الوجوه كافة «الاستيلاد والتربية والتدريب والتأهيل والرعاية والتغذية، فضلا عن كل ما يتناول الفرسان ومهنة السباقات». أما الكثافة فتعكسها النشاطات الكثيرة التي حفل بها المهرجان، حيث خصصت أربعة أيام للندوات واللقاءات «الاستيلاد والتدريب والسباقات والقواعد والشروط والقوانين الناظمة والفرسان النساء والإعلام». بيد أن أهم ندوة تناولت مستقبل الخيول العربية الأصيلة وموقعها في العالم وشروط عالميتها. واختتم المهرجان الذي حضره رسميون من الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا ومئات الاختصاصيين العرب، وعلى رأسهم من جاء من الإمارات العربية المتحدة والعالميين في اختصاصات الفروسية كافة «ملاك ومدربون وأطباء بيطريون وخبراء في الفروسية...» والعشرات من ممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية، بسباقات استضافها مضمار كابانيلا القريب من روما تميز بتواجد رسمي وشعبي بارز. وقد فاز بالسباق الرئيسي «الجولة الثانية من التاج الثلاثي الأوروبي لكأس الشيخ زايد» المهر «زياد» لصاحبه الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. كما فازت السويسرية استريد وولشلجر بلقب الجولة الثامنة لبطولة العالم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات «إيفهار». لتوضيح صورة ما حصل في روما، يتعين الإشارة إلى الحفاوة المتميزة التي أبداها المسؤولون عن العاصمة الإيطالية وإلى الضيافة التي لقيها المهرجان من حاضرة الفاتيكان التي زار المدعوون متحفها في اليوم الأول، حيث رحبت بهم سلطات الفاتيكان، ليس ذلك فحسب، بل إن مأدبة عشاء أقيمت تكريما لهم داخل المتحف، وهي بادرة نادر للغاية. «عالم واحد 6 قارات وأبوظبي عاصمة سباقات الخيول العربية الأصيلة في العالم»: هذا الشعار أراد منظمو مهرجان الشيخ منصور الدولي تحويله إلى واقع من خلال المؤتمرات والسباقات التي تنظم في أبوظبي، وأهمها المهرجان الرئيسي الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية كل عام في نوفمبر (تشرين الثاني)، ولكن أيضا من خلال نقل هذه الرياضة ونشاطاتها المصاحبة إلى العواصم الأخرى، حيث تتنقل في أوروبا وأميركا وتذهب شرقا وغربا. كذلك تحظى هذه الفعاليات الرياضية بدعم من قبل الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. وقد احتضن مضمار كابنيللي فعاليات سباقي الجولة الثامنة من بطولة العالم للشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات والجولة الأولى لمونديال أم الإمارات للفرسان المتدربين «افهار» بالتزامن مع النسخة السابعة من المؤتمر العالمي لخيول السباق العربية (إيطاليا 2016).
مشاركة :