الأزمة الاقتصادية التي تعصف بفنزويلا بدأت تقتل البشر وتثير غضبهم من مسؤولي البلاد لانعكاسها على قدرة السلطات على استيراد الأدوية لعلاج الناس، مما يحول دون إنقاذ العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مزمنة من الانهيار الصحي الذي قد يصل إلى الوفاة، بمن فيهم الذين يتعرضون إلى حوادث ويتطلب علاجهم أدوية غير متوفرة في الصيدليات والمستشفيات. من بين هؤلاء الذين يدفعون غاليا فاتورة الأزمة الطفل باولو ماركيث الذي يعاني من سرطان الدم.
والدته إينيدا بيباس تشرح موقفه الصعب قائلة:
لا شيء متوفر هنا ويجب علينا أن نذهب إلى بلدان أخرى لشراء الدواء وهو مُكلف ماديا. للأسف، الوضع الذي نمر به رهيب. الكثير من الأطفال والبالغين يموتون بسبب عدم توفُّر الأدوية لمعالجتهم من أمراضهم.
من بين هؤلاء المُعذَّبين في فنزويلا المتأزمة اقتصاديا بسبب اعتمادها على موارد النفط الذي تراجعت أسعاره آديلْسُو بيلين الذي يعاني من الهيموفيليا أو النزف الوراثي للدم.
آديلسو يقول عن معاناته:
السلطات تستورد المروحيات ولا تستورد الدواء. بثمن المروحيات الخمس التي اشتُريَتْ مؤخرا كان يمكن حل مشكلة ندرة الدواء في فنزويلا. كانت لديهم الدولارات الكافية لهذه الغاية، لكن لنا نحن المرضى الذين نعاني من ندرة الدواء والغذاء لم يقدموا لنا حلا فعليا، ولم أسمع بشيء بشأننا.
الصيدليات في فنزويلا خاوية، ولا تكاد تتوفر على أبسط الأدوية، فيما تجد الحكومة نفسها عاجزة عن الاستجابة لمتطلبات مواطنيها الصحية وحتى الغذائية.
تراجُعُ أسعار النفط والتضخم الذي بلغت نسبتُه مائة وثمانين بالمائة العام الماضي، حسب البنك المركزي الفنزويلي، وصراعات سياسية مُعقَّدة بأبعاد إقليمية ودولية تضع مصير هذا البلد منذ اشهر على كف عفريت.