اقتحمت القوات العراقية، أمس، مركز ناحية الصقلاوية، الواقعة شمال غرب مدينة الفلوجة المعقل الرئيس لتنظيم «داعش» في محافظة الأنبار، فيما شنّ التنظيم هجوماً عنيفاً على حقل عجيل النفطي في تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وأعلن قائد عمليات بغداد، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، أمس، دخول القوات إلى مركز ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية حتى تحرير جميع مناطق الناحية. ونقل موقع «السومرية نيوز» عن الشمري قوله، إن «القوات الأمنية تمكنت من دخول مركز ناحية الصقلاوية ورفع العلم العراقي فوقه». من جهته، قال العقيد أحمد الدليمي، إن «القطعات العسكرية من القيادة المشتركة وبقيادة جهاز مكافحة الإرهاب وبدعم من طيران التحالف الدولي والعراقي، تمكنت من الدخول إلى عمق مركز ناحية الصقلاوية». وأضاف أن «القطعات العسكرية جوبهت بمقاومة شرسة من عناصر (داعش)، التي تحصنت في أوكار عدة، إلا أن الطيران الحربي كان له الفاعلية الكبرى في عمليات الاختراق التي أسفرت عن مقتل 24 عنصراً من تنظيم داعش، وتدمير خمس مركبات، وثلاثة مخازن تابعة له». بدورها، أفادت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي، في بيان رسمي، بأن «الفرقة 14 من الجيش العراقي والحشد الشعبي، تمكنت من اقتحام مركز ناحية الصقلاوية من جهة الطريق السريع، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح». وبحسب القيادة فإن طائرات التحالف وجهت ضربة جوية إلى قارب يحمل مجموعة من مسلحي التنظيم، اثناء محاولتهم الفرار من الصقلاوية عبر نهر الفرات وقتلتهم جميعاً. ولايزال أمام القوات استعادة المناطق الزراعية والقرى المحيطة بالصقلاوية التي تبعد عن مدينة الفلوجة نحو 10 كيلومترات. والصقلاوية ذات أهمية استراتيجية للتنظيم من ناحية الإمداد، كونها الرابط بين الفلوجة وجزيرة الخالدية، التي تمتد إلى صحراء الأنبار التي مازال التنظيم يسيطر عليها، وصولاً إلى الشرقاط ومن ثم عاصمة التنظيم في الموصل. وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ فجر 23 مايو الماضي، عمليات لتحرير الفلوجة من قبضة التنظيم الذي يسيطر على المدينة منذ يناير 2014. إلى ذلك، ذكر مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين، أمس، أن تنظيم «داعش» شنّ «أقوى هجوم» على حقل عجيل النفطي (40 كم شمال شرق تكريت)، وسيطر على بعض المواقع داخل الحقل، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة مع القوات العراقية، وسقط قتلى وجرحى بين الطرفين. وأشار المصدر إلى أن الهجوم بدء «بعملية التفاف من خلف القطاعات العراقية». من ناحية أخرى، نفي قائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، أن يكون التنوع الطائفي والعرقي بين أبناء الأجهزة الأمنية المشاركة بعملية الفلوجة، أدى إلى عرقلة أي جزء من خطط تحرير المدينة، نافياً أيضاً ما يتردد عن وجود خلافات بين القيادات العسكرية التي تقود العملية، وتحديداً ما بين الجيش و«الحشد الشعبي».
مشاركة :