شاركت الإمارات دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للبيئة 2016، الذي يصادف 3 يونيو من كل عام، وذلك تحت شعار لنحارب من أجل حماية الأحياء البرية، تأكيداً على المشاركة المهمة لحماية الأنواع البرية من خطر الاستنزاف والانقراض التي تتعرض له من خلال الممارسات الخاطئة، مثل الصيد الجائر أو التجارة غير الشرعية بمنتجاتها، حيث تؤدي هذه الممارسات إلى تدهور التنوع البيولوجي، وتهدد بقاء كثير من الأحياء البرية في بيئاتها الطبيعية مثل الفيلة ووحيد القرن والنمور والعديد منها. وأوضح معالي الدكتور ثاني أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، أن الحياة تعتمد بصورة رئيسية على السلع والخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، وفي مقدمتها الهواء النقي والمياه والغذاء والدواء والتي ترتبط مع بعضها البعض، وعند الإخلال بأحد عناصرها فإن ذلك يؤدي إلى دمار تنوعها وبقائها، فهي توفر فرص المعيشة للعديد من سكان العالم بصورة مباشرة وغير مباشرة، ويستهدف يوم البيئة العالمي لهذه السنة حث المزيد من الأشخاص والجهات حول العالم لاتخاذ خطوات تحول دون تصاعد إجهاد النظم الطبيعية لكوكب الأرض لكيلا تؤدي بالنهاية إلى تدهور التنوع البيولوجي، وذلك من خلال تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول جذرية لحماية الحيوانات والنباتات البرية، من الاستغلال المفرط في التجارة غير المشروعة. وقال: من الملاحظ أن جرائم الحياة البرية تتزايد بسبب الطلب والعرض المتزايد على منتجات الحياة الفطرية، ما أدى ذلك إلى تدهور التنوع البيولوجي وفقد كثير من الموروثات الطبيعة وانقراض كثير من الأحياء البرية، لذلك يجب أن ندرك أن الأحياء البرية في شتى أشكالها الجميلة والمتنوعة هي جزء لا يعوض من النظم الطبيعية للأرض والتي يجب حمايتها من أجل هذا الجيل والأجيال القادمة وبأنها تضفي قيمة متزايدة في النواحي الجمالية والعلمية والثقافية والترفيهية والاقتصادية. وأضاف معاليه، إن دولة الإمارات ومن هذا المنطلق، تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها والمتمثل في دورها بالمساهمة في الحد من عمليات الاتجار غير المشروع بالحياة البرية ليس على الصعيد المحلي فقط، وإنما على الصعيد العالمي، حيث قامت باتخاذ مجموعة مهمة من الخطوات في هذا الاتجاه، من بينها تقوية الأطر المؤسسية والتشريعية، التي تتمثل في القانون الاتحادي رقم 11 لسنة 2002 بشأن تنظيم ومراقبة الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض والقانون الاتحادي رقم 24 لسنة 1999 في شأن حماية البيئة وتنميتها والقانون الاتحادي رقم 16 لسنة 2007 في شأن الرفق بالحيوان، حيث تعمل حالياً على تحديثه والقانون الاتحادي رقم 23 لسنة 1999، بشأن استغلال وحماية وتنمية الثروات المائية الحية، وكذلك التطبيق الأمثل للالتزامات الوطنية في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة والمتمثلة في اتفاقية سايتس واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأنواع المهاجرة وكذلك مذكرات التفاهم المنبثقة منها وهي مذكرة تفاهم في شأن أبقار البحر (الأطوم) والسلاحف البحرية وحماية أسماك القرش المهاجرة والطيور الجارحة. كما أن الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي تعمل على تطوير وتنفيذ برامج لتحسين حالة الصون لـ 70% من أكثر الأنواع تهديداً بالانقراض. تسعى الدولة جاهدة في مواصلة ما حققته من إنجازات مهمة في السنوات السابقة لتوفير المزيد من الحماية للتنوع البيولوجي والنظم البيئية المختلفة، وتعزيز المكانة المرموقة التي تحتلها الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي، مستندة في ذلك إلى رؤية الإمارات 2021 وإلى الأجندة الوطنية للرؤية والخطط الاستراتيجية للحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، حيث تم مؤخراً اعتماد مجموعة مهمة من الاستراتيجيات أهمها الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البيئة البحرية والساحلية، وتحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر، وهي استراتيجيات تركز بشكل خاص على تأهيل النظم البيئية المتضررة في البيئتين البرية والبحرية، والحد من الضغوط التي تتعرض لها النظم البيئية الحساسة، لا سيما التي تشكل موائل مهمة للأنواع النباتية والحيوانية المهددة، وتوعية المجتمع وواضعي السياسات وصناع القرار بأهمية وقيمة الخدمات التي يوفرها التنوع البيولوجي والنظم البيئية، وأن تنفيذ البرامج والمبادرات والمشاريع المقترحة في هذه الاستراتيجيات يشكل نقلة نوعية في الجهود المتواصلة للمحافظة. وفي ختام البيان قال معالي الدكتور الزيودي: نحن على يقين بأن جهود المحافظة على الأنواع البرية ومكافحة الإتجار غير المشروع في الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض هي مسؤولية دولية، تتطلب جهوداً متضافرة موصولة بعمل جماعي وتعاوناً دولياً، لضمان غد أفضل لنا ولأجيالنا القادمة. بلدية دبي نظمت بلدية دبي فعاليات متنوعة بمناسبة يوم البيئة العالمي للاحتفال بهذا الحدث البيئي الهام والهادف إلى توحيد المجتمعات تجاه أهمية الحفاظ على البيئة وبهدف زيادة الوعي بالقضايا البيئية المختلفة، وتشجيع وتوحيد الجهود للعمل من أجل حماية كوكب الأرض. وافتتح المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي فعاليات اليوم العالمي للبيئة، وذلك بحضور عدد من المسؤولين، حيث اطلع على فعاليات معرض منتجات الأفراد والشركات والمنظمات المهتمة بهذا الحدث والذي عرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تم تصنيعها من مواد معاد تدويرها وكذلك أماكن الطهي باستخدام منتجات عضوية. وقال مدير عام بلدية دبي، إن يوم البيئة العالمي يوم مهم ويمثل أهمية القضايا البيئية في الإمارة، حيث إن العالم يشهد حالياً نمواً غير مسبوق وصادماً في تجارة الحياة البرية غير القانونية، حيث إنه من خلال القتل غير المشروع لنحو 2500 من الفيلة تم الإتجار بالعاج الذي بلغ وزنه نحو 32 طناً وتم ضبطه في عام 2011 كما نوه بأن جرائم الحياة البرية خطرة جداً، تهدد الاقتصاد المجتمعات على حد سواء. تديرها شبكات، ويتم الاتجار بهم عالمياً في الكثير من الدول بطريقة المخدرات نفسها باعتبارها غير قانونية. احتفالات وأشار إلى أن بلدية دبي تولي اهتماماً بالغاً للاحتفال بيوم البيئة العالمي تزامناً مع الاحتفالات العالمية بهذا الحدث، وأضافت أن كل الجرائم المتعلقة بالحياة الفطرية تمثل تهديداً حقيقياً للعديد من الفصائل والأنواع النادرة، وأن موضوع هذا العام المتمثل في الدعوة للحفاظ على الحياة الفطرية هو في الحقيقة رسالة واضحة للجميع للتأكيد على أهمية المحافظة على جميع أنواع الحياة الفطرية وخصوصاً تلك المهددة بخطر الانقراض واتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها المساعدة في الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. وتضمن الاحتفال بيوم البيئة العالمي في بلدية دبي العديد من الفعاليات والأنشطة والندوات من خلال محاضرات قام بإلقائها نخبة من الخبراء المحليين والدوليين والمختصين في هذا المجال، وكذلك النقاشات بين المختصين في مجال علوم البيئة ومجال المحافظة على الحياة الفطرية، وشارك في الاحتفال عدد من الجهات المحلية مثل جمعية الإمارات للحياة الفطرية، الصندوق العالمي لصون لطبيعة، هيئة البيئة في أبوظبي وكذلك مجموعة من المصورين والسينمائيين والشعراء المهتمين بالحياة الفطرية والبيئة. وبالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية تم إطلاق (25) من السلاحف البحرية في محمية جبل علي البحرية، وشارك في فعالية الإطلاق أكثر من 700 شخص من المتطوعين، الذين توافدوا إلى محمية جبل علي البحرية منذ الصباح الباكر؛ دفعهم للمشاركة حبهم للحياة البرية ورغبة منهم للتطوع في مثل هذه الفعالية المهمة. وقد صاحب الإطلاق عدد من الفعاليات والأنشطة البيئية ومنها زراعة أشجار القرم ( المانجروف) في المحمية، حملة لتنظيف شاطئ المحمية وكذلك لتنظيف قاع البحر بمشاركة واسعة من الغواصين المتطوعين. بلدية الحمرية نظمت بلدية الحمرية مبادرات وفعاليات توعوية وتثقيفية بهدف غرس مفهوم البيئة المستدامة وأهمية الحفاظ على البيئة. وتضمنت هذه المبادرات مشاركة أفراد المجتمع ورواد البحر في الفعاليات التوعوية بالمحافظة على البيئة في يوم البيئة العالمي، من خلال توزيع مطويات وهدايا ترفيهيه صديقة للبيئة تجذب الكبار والصغار، وتوضح لهم فكرة إعادة التدوير وطرق الاستفادة منها. حملت هذه المبادرة شعار فلنحافظ على نظافة بيئتنا وشملت هذه المبادرة أيضاً توعية للسلامة العامة والتوعية من الغرق من خلال حملة حياتك غالية حافظ عليها، التي تهدف إلى التوعية بخطورة التيارات البحرية وكيفية التعامل معها، إضافة إلى توزيع مطويات توضح طريقة عمل الإسعافات الأولية والتصرف في حالات الغرق. وشهدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور وأشادوا بالدور التوعوي والتثقيفي الذي تقوم به بلدية الحمرية الذي يرسخ مفهوم البيئة المستدامة والمحافظة على البيئة البحرية بطريقة حضارية وودية. وأكد مبارك راشد الشامسي مدير بلدية الحمرية على أهمية اليوم العالمي للبيئة واستغلاله في نشر ثقافة البيئة المستدامة وتوعية الأفراد، مشيراً إلى البلدية نظمت حملات سابقة لترسيخ معايير الصحة والسلامة على شاطئ الحمرية من خلال رؤيتها المجتمعية في تكثيف جهودها لتوعية مرتادي الشاطئ وتمكينهم من قضاء وقت ممتع في ممارسة السباحة على ضفاف الشاطئ. الإمارات للبيئة: جمع 1.6 مليون كيلو غرام مواد أعيد تدويرها العام الماضي أكدت حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة أن المجموعة ماضية قدماً في غرس ثقافة إعادة تدوير النفايات في المجتمع الإماراتي لتصبح عادة يومية، مع عزمها على التوسع في برامجها الثمانية لجمع وإعادة تدوير النفايات، لإشراك مختلف شرائح المجتمع في حماية البيئة وضمان مستقبل مستدام للأجيال المقبلة، مشيرة إلى تمكن أعضاء المجموعة عبر برامجها وحملاتها من جمع 1,643,743 كيلو غرام من المواد المعاد تدويرها العام الماضي. جاء ذلك خلال الاحتفال السنوي الـ 19 للمجموعة، الذي نظمته بالتعاون مع دائرة التنمية السياحية بحكومة عجمان، ضمن احتفالاتها بيوم البيئة العالمي في متحف عجمان بحضور أكثر من 250 من مديري الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة وكبار الشخصيات، حيث تم الاحتفاء بـ 70 فائزاً في برامج المجموعة لإعادة التدوير، و27 فائزاً في مسابقة الرسم البيئي. وقالت حبيبة المرعشي في كلمتها الافتتاحية: عاماً تلو الآخر، استخدمنا هذا المنبر لنشر رسالة المسؤولية البيئية، وتسليط الضوء على الفائزين الذين بذلوا جهداً كبيراً كلل بالنجاح لبرامجنا، ما يستحق الثناء. والنتائج المتميزة من برامج المجموعة لإعادة التدوير هي شهادة على الحماس المطلق، والعمل الجاد والالتزام من أبطالنا حماة البيئة، حيث نهدف من خلال برامجنا المختلفة إلى لمس عقول الأفراد وحثهم على إدراك مفهوم إعادة التدوير ليصبح روتيناً في حياتهم. وأضافت: إننا نعتقد أن الحركة البيئية تحتاج لقادة وأبطال ذوي اهتمام بالتنمية الخضراء، ولتأهيلهم وتطوير قدراتهم ليصبحون رواد البيئة في المستقبل، نحن نشجعهم على ترسيخ السلوك الصحيح وبناء الموقف الجيد والمؤيد للبيئة لتصبح جزءاً من شخصيتهم وتفكيرهم بشكل مستدام. ويسعدني القول إنه على مدى السنوات الماضية نجحنا في تأهيل العديد من الرواد، الذين أصبحوا مصدر إلهام للآخرين وساهموا بنشر رسالة لإنقاذ مواردنا الطبيعية للعالم، من خلال مشاركتهم الفعالة في برامج وحملات المجموعة لإعادة التدوير المختلفة. وقال فيصل النعيمي المدير العام لدائرة التنمية السياحية في عجمان: نحن فخورون بتقديم كل الدعم لحملة مجموعة عمل الإمارات للبيئة المستمرة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة. مبادرات نظمت بلدية مدينة الشارقة عدداً من الفعاليات وأنشطة التوعية للاحتفال بيوم البيئة العالمي بمبنى البلدية الرئيسي بمنطقة المصلى، وذلك بحضور راشد بن طليعة رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، ورياض عبدالله عيلان مدير عام بلدية مدينة الشارقة، وجمع من أعضاء المجلس البلدي ومديري قطاعات البلدية وموظفي ومسؤولي الإدارات المختلفة.
مشاركة :