الألعاب الشعبية الرمـــضانية

  • 6/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال مختص الآثار والتاريخ والتراث الشعبي وعضو جمعية تاريخ وآثار البحرين محمود عبدالصاحب أن الألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال والصبية في شهر رمضان في البحرين قديما متنوعة ومنها الخاتم والخشيشة والخبصة التي يتفنن الصبية الصغار في ممارستها خلال ليالي الشهر الكريم، معتبرا ان هذا الموروث من الالعاب يجب الحفاظ عليه وتشجيع الجيل الحالي على ممارسة مثل هذه الالعاب التي من شأنها تعزيز اللحمة والصداقة بين ابناء الحي الواحد كونها من الموروثات الفكرية والتاريخية التي يجب الحفاظ عليها ونقلها لابناء هذا الجيل بدلا من الالعاب التكنلوجية الحديثة التي لا تورث سوى العزلة الفكرية.. واوضح تلك الالعاب كانت تتسم بالسهولة والبساطة الممزوجة بروح من المنافسة والتسلية والمرح وتؤدى بصورة جماعية من شأنها تقوية الروابط الاجتماعية وتزيد روح الألفة والمحبة بين افراد الحي وابناء الجيران.. وأكد أن هناك عددا من الألعاب الشعبية القديمة التي كان يمارسها أبناء وبنات الحي في شهر رمضان وغيرها من شهور السنة ومنها ألعاب الأولاد كلعبة الخاتم التي تتم من خلال فريقين من الاطفال عددهم 10 متقابلين ويتم من خلالها قبض الخاتم بين كفي أحد الفريقين ويقوم الفريق الآخر بمحاولة اكتشاف الكف التي تخبئ الخاتم من خلال التخمين والتقصي وتحسب نقطة لصالح الفريق الذي يكتشف القبضة التي تخبئ الخاتم ويتم احيانا الاستعاضة عن الخاتم بقطعة نقود أو بحجر صغير.. ألعاب الاولاد أما لعبة الخشيشة فتعد من الالعاب الجميلة والمميزة والتي يفضل الصبية الصغار ممارستها وتتم بطريقتين حيث يختبئ الاطفال ويبحث عنهم طفل واحد أو على شكل فريقين يختبئ الفريق الاول ويبحث عنهم الفريق الثاني وهكذا. وهناك بعض الألعاب التي كان يمارسها الأطفال في مختلف المواسم كلعبة التيلة التي تمارس من خلال فريقين من الاطفال يقفان في صفين متقابلين ويحاول الاطفال إصابة اكبر قدر من التيلات لتكون ملكا لمن أصابها. وكذلك لعبة الدوامة التي تأتي بعدة أنواع منها الزنبور والمقورة والبلبول مصنوعة من الخشب ويثبت في طرفها مسمار وطريقة لعبها أن يلف حولها خيط عند بداية المسمار ثم يقذف بها فتدور وتظهر مهارة اللاعب في تحقيق دورانها مدة أكثر. ولعبة الدحروي التي تلعب من خلال إطار حديدى مستدير وعصا من الجريد أو سلك من الحديد منحني الرأس، حيث يمسك الفتى بالعصا ويستخدمها لدحرجة الإطار وهو يركض إلى نقطة معينة، والفائز هو من يصل إليها قبل الآخرين دون أن يقع إطاره على الأرض. ألعاب الفتيات كما أن هناك عدد آخر من الألعاب التي تمارسها الفتيات ومنها لعبة اللقفة التي هي عبارة عن خمس حصوات متوسطة الحجم تقذفها الفتيات عاليا ثم تمسكها كما أن لعبة الخبصة من الالعاب التي تتطلب شطارة لكسب كل ما لدى المجموعة من الخرزات وتكثر هذه اللعبة في أيام شهر رمضان.. أما لعبة السكينة التي تفنن فيها الفتيات ويظهرن رشاقتهن ومهارتهن في هذ اللعبة التي لا تتطلب سوى علبة فارغة أو حجر ضعيف، ويسمى (القيس) ويتم رسم مستطيل على الأرض ثم يقسم إلى ستة مستطيلات وكل مستطيل له إسم، مع رسم نصف دائرة لدى أول المستطيل.. وتلعب الفتيات برفع رجلها اليسرى، مع دفع القيس بالرجل اليمنى وهي تحجل ثم تستريح بإنزال رجلها في احدى خانات المستطيل او البيوت كما تدعى وهكذا حتى يتم الوصول لآخر بيت عندما تنتهي من البيوت جميعها، تقذف بالقيس من خلف ظهرها من فوق الرأس لتلعب غيرها.. وكذلك ممارسة الفتيات للعبة المدود التي تقوم فيها كل فتاة بتشكيل بيت بسيط من الكرتون فيه أسرة كاملة مصنوعة من ما يتوفر من مواد أولية، ومن ثم يمثلن قصة من قصص الحياة اليومية كما لعبة البروي التي هي عبارة عن علب فارغة وقواقع بحرية وأكياس الخيش وبقايا الطعام وغيرها من المواد البسيطة، ثم يقمن بعمل منزل من المواد التي أحضرنها وترتيبه وتعيين الحجرات والمطبخ، ويزرن منازل المجموعات الأخرى.. أضافة الى استمتاع الاطفال آنذاك في شهر رمضان بالحكواتي الذي يسرد القصص البطولية والمخيفة مثل قصة بودريا وأم الخضر والليف وابودعيدع وغيرها من القصص التي تثير الخوف لدى الاطفال أضافة الى ممارسة العاب الحزاوي والالغاز وطرح الامثال والبحث عن المغزى منها كما كانت هناك العديد من الالعاب التي جاءت لاحقا ومنها لعبة الكيرم والدومنه والصبة والداما التي يمارسها الرجال في المجالس الرمضانية والمقاهي الشعبية والتي لازال البعض يطرحها اليوم كنوع من العودة الى الالعاب الشعبية الماضية مطالبا بإعادة أحياء هذه الالعاب ونقلها للجيل الحالي الذي بدأت التكنولجيا الحديثة تحد من علاقات الاطفال الاجتماعية وتحد الصداقات لديه وروح المنافسة.. ترابط اجتماعي وشدد عبدالصاحب على ضرورة مبادرة مؤسسات المجتمع التي تهتم بالتراث والتاريخ البحريني من متاحف ومراكز وفعاليات مختلفة لإحياء مثل هذه الالعاب الشعبية خاصة خلال هذا الشهر الفضيل وتعزيز اللحمة والترابط بين ابناء الحي والجيران كونها ايضا من الالعاب المفيدة التي تسهم في تنمية العقل والترابط المجتمعي من خلال اقامة المعارض والمهرجانات المختلفة التي تهتم بطرح هذا الجانب وتعريف أبناء الوطن والسائحين بهذه الالعاب القديمة التراثية سواء عبر التلفاز أو وسائل الاعلام المختلفة وإقامة دورات ومسابقات لممارستها وذلك حرصا على الحفاظ على هذا الجانب من التراث البحريني وكونها عاملا هاما في ترسيخ القيم والسلوكيات الحميدة الى جانب ما توفره من متعة وتسلية للجميع. المصدر: فاطمة سلمان

مشاركة :