شهر رمضان المبارك له وقع خاص في حياة البحرينيين فهذا الشهر منذ سنوات طويلة تميز بأجواء وأهازيج وأكلات وسلوكيات تختلف عن طيلة أشهر السنة، وما زالت بعض هذه الاجواء مستمرة ليومنا الحالي على الرغم من التطور والتقدم الهائل، الا أن لشهر رمضان المبارك أجواء بحرينية بامتياز توارثتها الاجيال على مدى سنوات كما أن بعضها اندثر بسبب التطور وانشغالات الحياة، وسنستذكر في هذا التقرير أهم أجواء استقبال الشهر الكريم في السابق والتي لا زالت مستمرة ليومنا الحالي. الإستعدادات لشهر رمضان في السابق وفي بداية شهر شعبان يبدأ الناس بالاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك فيتحد شهر شعبان مع شهر رمضان من حيث الصورة والأجواء من خلال تواجد أرباب البيوت في الأسواق لشراء مستلزمات رمضان لاعداد الاطعمة التي تحمل الطابع الرمضاني، ويتواجد في بعض الأحياء دقاقين الحب الذين يقومون بضرب حب الهريس حتى تزال القشور عنه وليكون صالحا للطبخ، فوجبة الهريس لا تخلو من موائد شهر رمضان المبارك وهي أهم الوجبات التي لا زالت موجودة ليومنا الحالي، وكان ل دقاقين الحب بعض الأغاني والأهازيج التي يرددونها بغرض الترفيه والتخفيف من التعب ونذكر منها: أجمل صبري على دار الحبيب أبراك، ومن مدامع عيوني ترسن أبراك، ياريشة العين عيني بالدجى تبراك، والله لأعصي جميع الناس وأطيعك، وأحاب الكون كوني من أصابيعك، والناس ماهي سوى وانظر أصابيعك، وأن ردتني في لك يا حلة الابراك. بداية الشهر الكريم في آخر يوم من شهر شعبان يخرج الرجال للشواطيء والأماكن المرتفعة بحثا عن هلال شهر رمضان المبارك وتسمى هذه الليلة بليلة الاستهلال، وفي هذه الليلة إذا تمت مشاهدة الهلال من قبل الأهالي يقصدون القضاة الذين هم في الأساس رجال الدين ويتواجدون في المساجد ليتحققوا من صدق رؤيتهم للهلال حتى يتم الاعلان عن بداية شهر رمضان المبارك وبدء الصيام، وبعد ثبات رؤية الهلال يتم اطلاق عدة طلقات إيذانا ببدء الشهر المبارك، ويتم اضاءة وتزيين جميع الشوارع والزرانيق او الدواعيس ويتوجه الرجال للمساجد وللمجالس للصلاة وللاستماع أو لتلاوة القرآن الكريم وكان الأغنياء يفتحون مجالسهم لتلاوة القرآن الكريم فيها وذلك من خلال تعاقدهم مع عدد من القراء مقابل مبالغ معينة ويتباهون فيما بينهم بعدد الختمات التي تتم بمجالسهم بعدها يتم توزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين. أما النساء فيذهبن لزيارة الجيران والاهل للتسلية وقضاء الوقت مع بعضهن البعض، وكان الأطفال يخرجون في الفرجان حاملين الفنارة ويرددون بعض الأهازيج التي كانت ولا زالت تردد حتى يومنا الحالي في استقبال شهر رمضان المبارك وهي: حياك الله يا رمضان يابو القرع والباذنجان، ومن العادات التي كانت تمارس في السابق ايضا يتم في الاسبوع الاول من شهر رمضان زيارة الأشخاص الكبار في السن فالاصغر سنا لحين انتهاء الشهر، كما كان البعض يستعد بتنظيف معدته من خلال تناول الاعشاب والأدوية المخصصة لهذا الشأن ك العشرج او السنامكي لتكون مستعدة للصيام ومستعدة لاستقبال وجبات شهر رمضان الدسمة. ولم يكن الناس منغلقين حيث كان جميع الاهالي يتساعدون مع بعضهم البعض حيث كان الصفافير يجولون في الطرقات وهم ينادون صفار القدور، وما أن يسمع الاهالي هذا النداء حتى يتوجهون له حاملين أوانيهم القدور التي يعمل الصفار على تنظيفها وتلميعها لتكون صالحة للاستخدام ويتم فيها طبخ الفطور والسحور، الى جانب خروجالمسحراوابو طبيلةالذي يتواجد في كل مناطق البحرين بغرض ايقاظ النائمين ليتمكنوا من تناول وجبةالسحورمن خلال قرع الطبل وترديد بعض الأهازيج، وكمكافأة له يتم تقديم وجبة السحور من قبل اهالي المنطقة. القرقاعون في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان يحتفل الأطفال ب القرقاعون يخرجون حاملين أكياسا مصنوعة من القماش ويجوبون المنازل التي تكون في العادة لأقاربهم وجيرانهم الذين يستعدون لتوزيع الحلويات والمكسرات على الأطفال بعد ترديدهم لمختلف الأهازيج بحسب منطقتهم مثل:عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يا مكة المعمورة، يا ام السلاسل والذهب يا نورة، عطونا من مال الله، يسلم لك عبدالله، عطونا حبة وميزان، سلم لكم عزيزان، يا بنية يالحبابة، أبوك مشرع بابه، باب الكرم ما صكه، ولا حط بوابه، وما أن تفتح الابواب يدخل الاطفال للمنزل وهم يغنون ويذكرون اسماء سكان المنزل كالتالي:لولا فلان ما جينا، يفك الكيس ويعطينا، الله يخليه لامه، ويلحفها بالساحة، من المطر وسياحه. كما هنالك عدد من الأهازيج الأخرى التي يرددها الاطفال ك:قرقاعون عادت عليكم يالصيام، والليل اقصير في شهر رمضان، يالله ويالله يالله عطونا من مال الله، سلم لكم عبدالله، عطونا من مال الله، بيت مكة يوديكم الله يخلي ولدكم، ولدكم يالحباب وسيفه يرقع الباب، قرقاعون سلم ولدهم يالله، ويخليه لأمه يالله، ويجيب لها المكدة ويحطها في كم أمه، يا شفيع الأمة، عم المطر وسلاحه، قرقاعون. وفي مناطق اخرى يتم ترديد أهازيج في ليلة القرقاعون من قبل الأطفال تختلف قليلا عن المناطق الاخرى وهي:قريقشون حلاوة، على النبي صلاوة، اعطونا من مالكم، سلم الله عيالكم، أعطونا حنذه ومنذه، حتى تزورون الجنة، أعطونا نخج وزبيب، حتى تزورون الحبيب. المصدر: حسين المرزوق