جوليا روبرتس: كلما تقدمت في السن تغيرت قوانين اللعبة

  • 6/5/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

محمد رُضا في فيلمها الأخير وحش المال تؤدي جوليا روبرتس شخصية المنتجة التلفزيونية التي تغار على عملها وتحاول حمايته. البرنامج يتعاطى وشؤون الاقتصاد والمال والبورصة، ومن تقديم معد ناجح (يقوم بدوره جورج كلوني) الذي أصبح غنياً لا يبالي إذا كان ما يبثه من معلومات وتوقعات بشأن الأسهم وواقع وول ستريت صحيحاً أم لا. وذات يوم يتسلل شاب إلى الاستديو ويحتجز المقدّم رهينة. إذ سمع ذلك المختطف نصيحة المقدّم في حلقة سابقة فخسر ماله، وهنا يصبح موقف المنتجة دقيقاً، فمن جهة تستطيع مواصلة الإرسال وبث البرنامج بلا توقف، ومن ناحية أخرى لا تريد المخاطرة بحياة زميل لها. جوليا روبرتس لم تعد الممثلة الشابة التي كانت عليه عندما ظهرت في فيلم امرأة جميلة أمام ريتشارد غير. عمرها الآن 48 سنة، وهو السن الذي لا تستطيع أن تتراجع عنه إلا بمقدار محدود إذا ما عرض عليها تمثيل شخصية أصغر سناً. لكن خلال سنواتها المديدة التي قضتها على الشاشة من 1990 عندما لعبت بطولة ذلك الفيلم الناجح وإلى اليوم أنجزت نحو 50 فيلماً، كثير منها ناجح وبعضها فشل. هذا النجاح يبدو مثل حكاية فانتازية بالنسبة لجوليا روبرتس، وكما تقول في الحديث التالي، فهي ما زالت عندما تفكر في سنواتها على الشاشة تشعر بأنها مثل أليس في أرض العجائب. ولدت في بلدة صغيرة اسمها سميما في ولاية جورجيا الأمريكية. كانت تهوى العناية بالحيوانات وفكرت أن تكون طبيبة متخصصة في هذا المجال، ثم بدأت بدراسة الصحافة، لكن عندما حقق شقيقها الأكبر إريك نجاحاً في السينما تحوّلت إلى التمثيل وأنجزت نجاحاً أكبر. ما بين وحش المال وتوجهها لتصوير فيلمها التالي دم شاب الذي تنتجه فقط، كانت هذه المقابلة. } وحش المال يضعك في دور جديد عليك. أعتقد أنها المرّة الأولى التي تؤدين فيها دور منتجة تلفزيونية، أليس كذلك؟ - بلى. في مطلع مهنتي بالتمثيل مباشرة بعد امرأة جميلة عرض عليّ دور صحفية تلفزيونية لكن المشروع لم يكتمل. وقبل 10 سنوات أو أكثر قليلاً كان هناك مشروع آخر يفترض أن أمثل فيه دور منتجة تلفزيونية تقع في حب سجين بريء، لكن المشروع تعثر أيضاً. } هل تتعثر الكثير من المشاريع التي تعرض عليك؟ - لا، لأن نسبة نسبة الأعمال التي تتم هي الأعلى، لكن هناك بالطبع مشاريع تعرض عليّ ولا أقبل بها فتذهب إلى غيري. } هل من بينها فيلم شاهدته لاحقاً وقلت في نفسك كان عليّ أن أمثل هذا الدور؟ - لا. لا أذكر ذلك، لكني عادة لا أنظر إلى الوراء، فلا توجد فائدة من ذلك. } مثلت مع جورج كلوني عدّة مرات من قبل. كيف ترينه كممثل محترف؟ - بلا أي شائبة. إنه شخصية رائعة في الأصل وموهوب تماماً. مثلنا معاً في سلسلة أوشن 11 ومثلنا معاً في اعترافات عقل خطر الذي أخرجه بنفسه، وهذا الفيلم من إنتاجه وحال طلبني لمشاركته التمثيل قلت له نعم. إنه محترف جيد وأثق به تماماً. } ماذا عن جودي فوستر، مخرجة الفيلم؟ - دعني أقول لك إنها كانت تجربة رائعة. هذه أول مرّة نلتقي فيها في فيلم واحد، لكني كنت أراقب مسيرتها منذ سنوات بعيدة كممثلة وكمخرجة. وعندما بدأنا تصوير هذا الفيلم كنت مستمتعة بمراقبتها وهي تعمل، تعرف ما تريد وكيف تنجزه أيضاً. هذه أمور من المفترض أن تكون بديهية، لكني عملت مع مخرجين لا يعرفون كثيراً كيفية تحقيق ما يريدون، ويعتمدون بعد التصوير على المونتاج لكي يضبطون إيقاع العمل ونبرته. } بما أننا في موضوع الحديث عن ممثلين آخرين، كيف وجدت التمثيل أمام ميريل ستريب في فيلم أوغست، أوساج كنتري قبل عامين؟ - وجدتها رائعة، فهي بالطبع إحدى سيدات الشاشة اللاتي ما زلن يبهرن الجميع، واللافت هي أنك كممثل تريد أن تبدو أمامها مدهشاً ومؤثراً، لكنك وفي الوقت نفسه تخشاها، الذي يعد بحد ذاته حافزاً جيّداً لكي يحاول الممثل أن يتجاوز حدوده السابقة. هذا ما حدث معي. } ما أهم مزاياها؟ - التواضع، هي في قمّة التواضع. وهي بذلك تجعل الجميع مرتاحين معها وسعداء بأدوارهم أمامها. وهي تعمل بنفس البذل الذي تعمل فيه أي ممثلة حتى الصغيرات سناً، إنها إنسانة مميزّة. } أتذكر أن الحوار في أوغست... كان جزءاً مهماً من الأداء كون المواقف في الأساس آتية من نص مسرحي عليه الاعتماد على الحوار أكثر من عنصر الصورة. هل قمتم بتمارين كثيرة؟ - هذه ملاحظة صحيحة. نعم، قمنا بتمارين كثيرة مع المخرج جون وَلز، الذي كان حاضراً وكانت لديه الكثير من الملاحظات حول الشخصيات ومحيطها وبيئتها. اقتراحاته كانت تجد بيننا صدى طّيباً. عشنا في شقق في مبنى كحرف (L) وفي طابق واحد فكنا كثيراً ما نلتقي فيما بيننا(من دون المخرج) لكي نتمرّن أكثر. كلنا أردنا أن نكون على أفضل مستوى. } هل تشتغلين على نفسك كثيراً قبل التصوير؟ - كثيراً جدّاً، قبل التصوير وخلاله. هذه المرّة سؤالي لنفسي كان إذا ما كنت أستطيع العمل على دوري إلى درجة مطلقة. أمامي ممثلة باتت أسطورية ليس من السهل مطلقاً التمثيل أمامها والوصول إلى مصافها، وعندي الحاجة الطبيعية لدى كل ممثل، وهي تجاوز نفسه وتطوير موهبته أكثر مما فعل في آخر مرّة وقف فيها أمام الكاميرا. } كيف تختارين الأفلام التي تريدين العمل فيها؟ ما الحكم؟ - أختار أفلامي بنفس الطريقة التي دائماً ما مارستها من قبل. أقيس الدور على متطلّباتي العائلية، خصوصاً اليوم. عندي 3 أولاد وعليّ أن أوفّق بين الاعتناء بهم وبين مهنتي وأحاول أن أسعى للتوفيق بين هاتين الناحيتين. } هل تختلف معايير الاختيار اليوم عما كانت عليها بالأمس؟ - إلى حد ما. مع السن تتغير الشروط التي بمقتضاها تختار ما هو مناسب لك. ومن البديهي أن الممثل الذي يتجاوز العشرين لا يستطيع أن يؤدي دور طفل صغير. ومن يتجاوز الأربعين لا يصلح لتمثيل ابن العشرين مثلاً، وكلما كبرت تتغير قوانين اللعبة. } كيف تتغلبين على هذا الوضع؟ - المسألة ليست صراعاً لكي أتغلب. كل ما في الأمر أنني أختار ما أراه مناسباً حتى ولو فرض ذلك طبيعة مختلفة من الأدوار. ثم لا تنس أنني منتجة، ما يمنحني مجالاً أوسع من ذي قبل للعمل. } هل يعني ذلك أن طموحاتك كممثلة لم تعد تقودك كما كانت تفعل قبل بضعة عقود؟ - نعم لأنني أشعر بأنني حققت ما سعيت من أجله. المسألة عندي هي مسألة أولويات، خصوصاً أنه بات من الصعوبة بمكان كبير أن أجد أدواراً جيّدة مثل دوري في وحش المال. }من بين المتغيرات الكثيرة الحاصلة أن السن لم يعد شرطاً للنجاح أو الفشل. أقصد أن جمهور اليوم المؤلف غالبه من الشباب يبدو أكثر اهتماماً بالمؤثرات الخاصة، وبالشخصيات غير البشرية ما هو مهتم بالممثلين أنفسهم. - هذا صحيح، للأسف. كيفما نظرت الآن وطوال أيام السنة تجد أفلاماً من هذه النوعية التي تتحدث عنها. أفلام وحوش فضائية وأرضية وأفلام كوارث ومغامرات غير معقولة، وأسأل نفسي أحياناً إذا ما كان هذا التيار سينتهي عما قريب. لكن في الوقت نفسه لا تنس أن مثل وحش المال ومثل ابتسامة الموناليزا ويوم فالانتاين ما زالت تنتج، وهناك جمهور كبير لها وإن لم يعد كبيراً بالحجم السابق. } هذا ما يجعلني أسألك عما إذا كنت توافقين على أن أفلامك بالأمس كانت أكثر نجاحاً من أفلامك في السنوات الأخيرة؟ - إذا كان المنظور هو العائد المادي فأنا أوافق، لكن هذا الوضع ليس مسؤولية شبّاك التذاكر. في السنوات الأولى، وهذا يحدث مع كل ممثل، سعيت أن أكسب أرضاً جديدة في كل مرّة. وبعد ذلك تريد أن تحتفظ بما كسبته وتبني عليه إذا ما أمكن. لكن كما قلت قبل قليل زواجي وكوني أصبحت أماً يقتضي تغيير الأولويات. هذا أحد أسباب عزوفي عن التمثيل كثيراً علماً بأن احتياجاتي من السينما ومن مهنتي هذه تختلف عما كانت عليه سابقاً. في الوقت ذاته تحدثنا عن الجمهور الحاضر وكيف أنه لم يعد في غالبه يذهب لمشاهدة ممثل بل لمشاهدة مؤثرات خاصة. } هل كنت تشعرين بضغط الشهرة سابقاً؟ - في الحقيقة ليس كثيراً، إنه في رأيي اختيار. تستطيع أن تتصرّف كما لو أن الحلول معدومة والاختيارات صعبة ويوميات حياتك كثيرة وتستطيع أن تتراجع خطوات عن كل هذا وتترك مسافة كافية بينك وبينها، فهذا أساسي. لو سألتني عن سبب نجاحي، وهو سؤال دائماً ما أتلقاه من الصحافة، فإن جوابي هو دوماً أن نجاحي يعود إلى أنني لم أقع تحت ضغط العمل وأعباء النجاح. } من بين ممثلات اليوم، من اللاتي تجدينهن قادرات على تحقيق نجاح طويل الأمد؟ - هذا سؤال صعب لا أعرف إذا ما كنت أستطيع الرد عليه. أعتقد أنني أستطيع أن أختار روني مارا وراتشل ماكأدامز. لديهما موهبة حقيقية وأعتقد أنهما مثاليّتان كونهما ناجحتين وفي الوقت ذاته لا تحاولان فرض نفسيهما على الحياة الفنية أو إعلامياً. } لديك الآن خبرة كبيرة في عالم التمثيل والإنتاج. هل يتطلب الأمر للنجاح قوة ناعمة؟ - في عالم اليوم أي عمل تقوم به المرأة يتطلب قوّة ناعمة وربما أكثر. أنا امرأة قوية لكني لست ممن يمارسون هذه القوّة على الغير. وأعتقد أنني اخترت طريقة التصرّف التي تعطيني القدرة على عدم الانزعاج وتحقيق ما أريده من دون أن أدوس على مشاعر أحد أو أتعدى على حقوقه.

مشاركة :