رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «أزماتنا في هذا الوطن إلى مزيد من التعقيد»، مطالباً بـ»رئيس لجمهوريتنا، لأن هذا الفراغ القاتل لمؤسسات الدولة وللبنان متى سننتهي منه؟ ومتى سيعي المسؤولون في بلدنا أن هذا الفراغ خطر على الدولة والوجود، وخطر على الكيان». وقال: «كنا نتمنى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل الانتخابات البلدية والاختيارية، لكنه تم التوافق على أن نبدأ بالانتخابات البلدية، فلا وطن من دون رئيس، ولا لبنان وجوداً واستقراراً وأمناً إلا بوجود هذا الرئيس، أما وقد انتهت الانتخابات البلدية نقول للفائزين جميعاً ألف مبروك على هذا النجاح، وفي الوقت عينه نقول لهم انتهى التنافس السياسي والإنمائي والعائلي والحزبي، فتعالوا جميعاً إلى العمل الإنمائي لتنمية مدننا وبلداتنا وقرانا». ونبه إلى أن «أدياننا في هذا الشرق في خطر، ديننا الإسلامي أصبح مهدداً من الداخل قبل الخارج، وأوطاننا ودولنا في هذا الشرق أضحت مهددة، وما نشهده اليوم في محيطنا الملتهب يستدعي منا جميعاً العودة إلى ثوابتنا الإسلامية، ثوابتنا العروبية»، سائلاً: «بأي منطق العربي يقتل العربي؟ وبأي منطق العربي يذبح العربي؟، وبأي منطق يهجر أهل البلاد من بلادهم؟، ليس فقط التهجير واقع على فئة أو طائفة دينية معينة، بل يطاول كل الطوائف من قبل مجموعات إقصائية لا تعترف بالآخر، ولا تعترف بالحوار والتلاقي معه، فواجبنا أن ندافع عن أوطاننا وأدياننا، وواجبنا أن نحافظ على وجودنا في البلاد المتنوعة». وأثنى على «دور الأزهر الشريف في محاربة الإرهاب والتطرف، ونتابع خطوة خطوة ما يقوم به الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب من أجل الدفاع عن إسلامنا وديننا تجاه ما يتعرض له هذا الدين من هجمات شرسة من قبل أعدائه، ومن قبل من يدعون زوراً أنهم ينتمون إلى هذا الدين». المجلس الشرعي وكان دريان ترأس جلسة لـ»المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» في دار الفتوى وهنأ المجلس «الفائزين في الانتخابات البلدية والاختيارية بجهود وزارة الداخلية ومؤازرة الجيش في حفظ الأمن وسلامة الانتخاب». وتوقف المجلس «أمام ظاهرة التمادي في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية»، وأمل في أن تنسحب الانتخابات البلدية والاختيارية «لإجراء انتخاب الرئيس بأسرع وقت، فلبنان وفي ظل الأوضاع التي تعصف بالمنطقة العربية أحوج ما يكون إلى وجود رأس للدولة لتكريس الشرعية المطلقة لدور الدولة ومؤسساتها ولتعزيز أواصر العيش الوطني المشترك». وشدد المجلس الشرعي على «وحدة الصف الإسلامي والوطني والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتن والانقسامات وضرورة تعاون ووحدة القيادات السياسية والالتفاف حول المرجعيات الوطنية للنهوض بالوطن»، داعياً الجميع إلى «تحقيق الوفاق الوطني لإخراج لبنان من أزماته الخطيرة التي تنعكس سلباً على الوطن والمواطنين».
مشاركة :