من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفاً

  • 6/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أتذكر في طفولتي كان لدي صديقة، تهوى تأليف القصص القصيرة، و الحق أن قصصها كانت ممتعة لحد كبير، ليس فقط بالنسبة إلينا بل حتى المعلمات كنّ يستمتعن بقراءة قصصها إذ إن خيالها الواسع يجعل القارئ بنفسه يحطم قيود المعقول. وأتذكر أن معلمة جاءتها بمجلة أطفال وحددت لها بريد التواصل مع المجلة ونصحتها بأن تنشر قصصها، رغم ذلك احمر وجه زميلتي خجلاً ورفضت الفكرة تماماً، قائلة إن قصصها أقل من مستوى أن تُنشر في مجلة. ورغم تشجيعنا لها وإصرار المعلمة إلا أنها كانت رافضة للفكرة تماماً. وبعد سنوات تكرر نفس الموقف بطريقة أخرى، تعرفت إلى زميلة كانت تشاركني حب القراءة، فكنا نتبادل الكتب، وكانت محترفة بتلخيص الكتب، وتعشق أن يسألها أحد عن كتاب ما فتسرد تفاصيل الكتاب من ذاكرتها وتنتقد بعضه وتأتي على ذكر إيجابياته أو نقاط أعجبتها من الكتاب. وعندما طلبت منها أن تنشر ملخصاتها عن الكتب كقراءات نقدية في الصحف ذُهلت ثم ضحكت ورفضت الفكرة. يُقال إن المَدرسة هي المجتمع بشكل مُصغر، لذلك أعلم بوجود أشخاص كبار وصغار يحتقرون مواهبهم، و هذا عائد أساساً إلى احتقارهم لذواتهم. قرأت قصة عن طفل مصاب بشلل الأطفال، الذي كان يعيقه عن اللعب مع باقي الأطفال بالخارج، فعلمته والدته هواية بسيطة تناسب وضعه، وهي صناعة الشوكولاتة، وراح يمضي جل وقته في التفنن بذلك، حتى احترف صناعة الشوكولاتة، اشتهر في حيه بشوكولاتاته اللذيذة وأصبح أبناء الحي والجيران يطلبون شراءها منه، و كان يطور أساليبه وينوّع أصنافه. مرت السنوات واشتهر على مستوى المدينة بأكملها، إلا أن هذا لم يجعله يتوقف عن تطوير شوكولاتاته والتوسع بتجارتها، حتى أسس شركة عالمية للتجارة بالشوكولاتة. إنه فرانكلين كلارنس مارس، مؤسس الشركة الشهيرة، التي أنتجت عديداً من أنواع الشوكولاتة. نسمع أيضاً قصصاً عن بعض لاعبي كرة القدم الذين كانت بداياتهم في ملاعب مهترئة في أحياء فقيرة، لكنهم اليوم لاعبون عالميون. الذي أصل إليه أن امتلاكك لموهبة وحدها لا يكفي، و ثناء الناس وإعجابهم بها أيضاً لا يكفيان، بل لابد من تنمية هذه الموهبة، لكن هذا أيضاً لن يكون له قيمة في حال لم تمتلك الثقة بالنفس. لأجل أن تصنع طريق نجاحك يجب أن يعرفك العالم، ولأجل أن يعرفك العالم يجب أن تمتلك الثقة بالنفس والرغبة بالتطوير. يقول الممثل والسينمائي الألماني روجر فريتس: من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفاً، ومن يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور. شيماء المرزوقي Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :