قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن إعلان إيران مقاطعة موسم الحج هذا العام، يأتى بسبب توترات دبلوماسية متتالية مع المملكة العربية السعودية منذ العام الماضى. وأعلنت إيران، أمس الأحد، عدم إرسال مواطنيها للحج لمدينة مكة المكرمة هذا العام، ملقية باللوم على المملكة العربية السعودية باعتبار أنها السبب فى تخريب العلاقات بين البلدين وتتجاهل الحق المطلق للإيرانيين فى أداء شعائرهم الدينية. ويأتى القرار بعد أشهر من المحادثات بشأن كيفية حصول الإيرانيين على تأشيرة السعودية بعد النزاع الدبلوماسى الذى تسببت فيه الرياض مع طهران فى يناير الماضى بإعدام رجل الدين والناشط الشيعى نمر النمر. فضلا عن اتهام إيران للسعودية بالتقصير بعد سقوط رافعة فى الحرم المكى أدت لمقتل عشرات الحجاج، العام الماضى. وتصف إيران الشروط التى تضعها السعودية على الحجاج الإيرانيين للحصول على التأشيرة بأنها تعجيزية وتشترط السعودية أن يحصل كل حاج تأشيرته عبر دولة ثالثة، فلا تؤخذ من داخل إيران. وأن يتم نقل الحجاج الإيرانيين والذين يقدر عددهم بحوالى 60 ألف حاج من إيران إلى مكة من خلال طيران دولة ثالثة، ومنع نقلهم من خلال الطائرات الإيرانية. و بعد اقتراح إيران رعاية سويسرا المصالح الإيرانية للحجاج أثناء الحج، رفضت السعودية ذلك، فارضة الاكتفاء بلجنة الحج التى تأتى مع الحجاج (وهى لجنة أهلية غير حكومية). وهو ما يعنى أن الحجاج سيكونون من دون رعاية الحكومة الإيرانية أو من يمثلها. ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، خلال مؤتمر صحفى الأحد ، أن بعض الإجراءات التى طلبتها إيران خلال موسم الحج غير مقبولة، وأوضح أن كل سنة يتم التفاهم والتشاور مع الدول، ويتم توقيع مذكرات تفاهم لضمان أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام. وأضاف الوزير السعودى إيران رفضت أن توقع هذه المذكرة، وكانت تطالب بحق إجراء شبه مظاهرات، وأن يكون لها مزايا تخرج عن إطار التنظيم العادى، ما كان سيتسبب بـفوضى خلال فترة الحج، وهذا أمر غير مقبول حسب قوله. وكانت أخر مرة قاطعت فيها إيران موسم الحج لثلاث سنوات متتالية بين عامى 1988 و1990، بعد صادمات بين الحجاج الشيعة وقوات الأمن السعودية مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 إيرانى خلال موسم الحج عام 1987. وهذه الأحداث دفعت السعودية لتقليل عدد الحجاج الشيعة الذين يحصلون على تأشيرة الحج إلى 45 ألف. وإلغاء منح التأشيرات للإيرانيين هذا العام، بعد غلق السفارة السعودية فى طهران، من شأنه أن يجبر آلاف على الانتظار ما لا يقل عن عام، مما قد يزيد الغضب تجاه السعودية.
مشاركة :