صراحة فيصل القحطاني : إشارة إلى ما تم تداوله مؤخرًا بين الناس وفي شبكات التواصل الاجتماعي عن التمور وتأثيرها في سكر الدم، خصوصًا عند المصابين بداء السكري، وأن هناك أنواعًا من التمور لا تحتوي على السكر، ورغبة من وزارة الصحة في إيضاح الجوانب العلمية حول التمور وعلاقتها بسكر الدم، أكد الدكتور محمد بن يحيى الحربي استشاري الغدد الصم والسكر مدير إدارة مراكز ووحدات السكر بوزارة الصحة قلة الدراسات المعتمدة على البراهين فيما يخص التمور المتوافرة في السعودية، وأن كثيرًا من النتائج المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي مستوحاة من دراسات تم إجراؤها في بعض الدول المنتجة للتمور، ومعلوم أن تفاوت نسبة السكريات يرجع إلى عوامل كثيرة منها طريقة خدمة النخيل، منطقة الزراعة، الظروف المناخية وقت الحصاد، مرحلة النضج، وأخيرًا ظروف تخزين التمور (خاصة درجة الحرارة والرطوبة النسبية للجو). يضاف إلى ذلك طريقة تحليل العينات ودقة النتائج. وأبان الدكتور الحربي أن جميع التمور تحتوي على الأنواع الثلاثة من السكريات: (جلوكوز سكروز فركتوز) وبنسب متقاربة حسب الدراسة المعدة من قِبَل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. كما أوضحت نفس الدارسة أن الطاقة في جميع التمور متساوية، وتتفاوت نسبة السكر الكلية في التمور كاملة النضج بين 50% و85% من اللب (أي الجزء الذي يؤكل من الثمرة باستبعاد النوى)، بينما تصل نسبة السكر في هذه التمور في طور الرطب من 35-55%؛ (نظرًا لاحتواء الرُّطب على نسبة عالية من الماء مقارنة بالجفاف النسبي للتمور كاملة النضج وكذلك نسبة الألياف)، لافتًا إلى أنه في الوقت الذي تتفاوت فيه نسبة السكر والماء والألياف في التمور حسب مرحلة النضج، فإن كمية السكريات والألياف ثابتة في الثمرة الواحدة؛ ولكن تختلف الكمية باختلاف الوزن، أي أن الجرام الواحد من البلح يحتوي على عدد أقل من جرام التمر مكتمل النضج، وهنا يأتي فرق الكمية في السكريات. وأضاف الدكتور الحربي أن المعتمد والأساس في مدى تأثير التمور في سكر الدم عند المصابين هو مؤشر السكري الذي يعبر عن مستوى ارتفاع جلوكوز الدم بعد تناول الغذاء مباشرة، وهذا يحتاج إلى دراسات مستفيضة لبيان مؤشر السكري لكل نوع على حدة؛ حيث إن الدراسات والتجارب في هذا المجال محدودة العدد والنتائج، وقد ظهرت بعض التحليلات النظرية عن بعض أنواع التمور وأثرها في مؤشر السكري من الناحية النظرية. وأكد أنه من الخبرات العملية لأطباء الغدد الصم والسكر فإن الإكثار من تناول التمر في اليوم الواحد للمصابين بداء السكري يعد من أهم اسباب عدم انتظام سكر الدم لديهم، والذي ينتج عنه ارتفاع في خضاب الدم (HA1C)وذلك لسهولة مضغه وامتصاصه، ونصح المصابين بالسكري بالاعتدال في تناول التمور وعدم الإكثار منها؛ لما في ذلك من تأثيرات جانبية في صحتهم؛ داعيًا الجميع إلى عدم الانسياق وراء الدعايات المضللة فيما يخص نسبة السكريات في التمور، وأخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الموثوقة من قِبَل المختصين في التغذية.
مشاركة :