«القراءة طاقة إيجابية».. أركان تفاعلية مع الكتاب

  • 6/6/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقدم معرض «القراءة طاقة إيجابية»، الذي تنظمه هيئة كهرباء ومياه دبي، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، تجربة مختلفة مع القراءة، فتحضر الكتب والقصص في إطار تفاعلي عبر أركان متباينة في الخيمة التي مقرها حديقة زعبيل. تحث هذه الأركان المتميزة بديكورها المفعم بألوان زاهية، وأشجار معلقة ومتدلية من السقف، على استخدام مختلف الحواس في القراءة، وكذلك التأليف وكتابة القصص، فتوجد علاقة خاصة بين القارئ والكتاب، وتتميز بتوجهها إلى كل فئات المجتمع، إلى جانب ورش العمل والمنتديات والمجالس التي تقدم الكثير من البرامج الثقافية التي تهدف إلى إعادة الجيل الجديد إلى أحضان الكتاب. نائب مدير المعرض، شيماء المرزوقي، تحدثت عن أركان المعرض، والفائدة التي تعود على الطفل من كل ركن فيه، بدءاً من الجولة مع حائط القراءة الحسي، مشيرة إلى أن الأطفال يستخدمون خلاله الحواس المختلفة من أجل تقديم وتأليف قصتهم الخاصة، بينما يقدم ركن «حكاية مع رؤية»، مجموعة من الصور، يستطيع من خلالها الطفل أن يكتب الحكاية الخاصة بكل صورة يراها، وقد قسمت بين مشاهد من الصحراء والسماء والغابة، كما أن هذه الصور تتبدل بين فترة وأخرى. اهتمام بالمعاقين يولي المعرض أهمية لذوي الإعاقة، حيث يقدم من خلال الأركان التي تدمج بين القراءة والتكنولوجيا مجموعة من الأدوات المفيدة لهم، ومنها القلم القارئ، والكتب المطبوعة بتقنية برايل. ولفتت شيماء المرزوقي إلى أنهم يقدمون من خلال ورش العمل تجارب أشخاص من ذوي الإعاقة، إذ يستضيفهم ليتحدثوا عن نجاحاتهم، كي تكون قصصهم ملهمة ومحفزة للصغار والكبار أيضاً. تجربة التأليف تحمل شيماء المرزوقي خبرة واسعة في عالم الكتب والتأليف، وكذلك في مجال تأليف قصص الأطفال. وقالت عن عملها في المشروع، إن «كتابتي لقصص الأطفال، ساعدتني كثيراً على كيفية اختيار الكتب، وقد عملت في توجيه الأطفال والإرشاد، ولهذا أملك الخبرة في كيفية إدارة سلوكيات الطفل، وبرأيي أن هذا العامل هو الأبرز لحث الطفل على القراءة ودمجه في جو المعرض». ولفتت إلى أن الكتابة للأطفال تحمل الكثير من التحديات لكل مؤلف، لأن من الصعب النزول الى مستوى استيعاب الطفل، والتعامل معه وفقاً لخياله. في المقابل، يقدم ركن «قصة مسموعة»، مجموعة من القصص المقسمة إلى أجزاء عبر أرقام، وفي القصة لغز يحفز الطفل على إكمال الاستماع للقصص أو حتى تحريض خياله على وضع وكتابة النهاية، إذ تتوافر عند كل ركن الأوراق التي تحث الأطفال على كتابة القصص. وأفادت المرزوقي بأن ركن «كتاب على قهوة»، يضم مجموعة من الكتب التي يمكن أن يقرأ منها المرء وهو يتناول قهوته في مقهى صغير مصمم داخل الخيمة. ورأت أن أبرز الأركان الموجودة في الخيمة، هو «معرض الكتاب» الدائم، الذي يبرز مجموعة متنوعة من الكتب المنشورة من قبل دور نشر إماراتية لمؤلفين وكتاب إماراتيين، فيما سيتم لاحقاً التعاون مع دور نشر عربية، لتقديم كتب وروايات عربية، وذلك للحفاظ على ديمومة المعرض وتنوعه، مع الحرص على الاختلاف في نوعية الكتب بين الإدارة والروايات والتاريخ. هذا إلى جانب المنتدى الذي يستضيف جلسات نقاشية، والمجلس الإماراتي الذي يستضيف أمسيات وحوارات. الى جانب الأركان التفاعلية، لفتت المرزوقي إلى أن المعرض يضم أركاناً تمزج بين عالمي القراءة والتكنولوجيا من خلال الوسائل الحديثة والتقنيات الذكية، موضحة أن «ركن القراءة الذكي» يضم أساليب القراءة الحديثة كالقلم القارئ، إضافة الى الطابعة الثلاثية الأبعاد، التي يمكن للأطفال أو الكبار استخدامها من أجل طباعة الصور بشكل ثلاثي الأبعاد من مادة البلاستيك. وأضافت «يضم المعرض أجهزة (آي باد) تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب والقصص والألعاب المفيدة للأولاد، إلى جانب اللوح الذكي الذي يمكن أن يقسم إلى أربعة أجزاء، ويتشارك فيه أربعة أطفال، بينما تعرض الشاشات الثلاثية الأبعاد مراحل تطور الكتاب». وانطلاقاً من كون الكتابة لا يمكن أن تنفصل عن القراءة، وكونها المحصلة والنتيجة، يولي المعرض أهمية كبيرة للتأليف، وذلك عبر ركن خاص بمسمى «المؤلف الصغير»، الذي يتيح للصغار تأليف قصصهم، واختيار الشخصيات والخلفيات الزمنية والمكانية وطباعتها. وذكرت المرزوقي أنها تشرف على جدول الفعاليات والتواصل مع الشخصيات التي يستضيفها المعرض، وكذلك تقدم مجموعة من ورش العمل التي تتوجه لجميع الدوائر الحكومية والخاصة والمدارس مجاناً، موضحة أن الأقسام التي وضعت في المعرض، وجدت من خلال جلسات عصف ذهني هدفها الأساسي إيجاد فعالية تخدم المجتمع، وتلبي حاجة الأسرة بكل فئاتها العمرية. وشددت على أنه تم الأخذ في الحسبان كل شرائح المجتمع، فعلى الرغم من التركيز على اللغة العربية، إلا أنه تم تخصيص مساحة لمستخدمي اللغة الإنجليزية أيضاً، لتغطية الطلاب الذين تحضرهم المدارس غير الناطقة بالعربية. كما يتم توفير الإصدارات باللغة الإنجليزية، مع التركيز على بعض المفاهيم الأساسية، ومنها الترشيد في الاستهلاك ومفهوم الاستدامة. وقالت المرزوقي إن الفعاليات أتت ضمن المبادرات الكثيرة التي تهتم بثقافة القراءة، ومنها «عام القراءة»، و«تحدي القراءة العربي»، فهي كلها عوامل تحث على إطلاق مشروعات جديدة شبيهة، والطفل هو ركيزة المجتمع، وإن أصبح قارئاً ومنتجاً سيكون تأثيره أفضل بعد سنوات. وتابعت أن «تحفيز الطفل على الكتابة يصب في أولويتنا، ولهذا أوجدنا في قسم التأليف فرصة الكتابة مع وضع الصور والخلفيات، كي يخرج الطفل مع قصته من المعرض، وهذا يجعله يشعر بقصته وبما كتب بطريقة مختلفة». ونوهت إلى وجود موظفين من الهيئة يشاركون في إعداد البرامج المفيدة للطفل، فغالبية ورش العمل الخاصة بالأطفال قرائية، كما أن المحاضرات لها توجه معين، فهي تقدم أهمية القراءة، وكيف يصمم الطفل الكتاب والقصة، فيستخدم يده ومهاراته. أما ما يميز المعرض عن غيره من المبادرات الخاصة بعام القراءة، فأكدت المرزوقي أنه دائم ومنوع، وكل نشاطاته مجانية، لأن الهدف منه خدمة المجتمع، متوقعة أن يخرج المعرض بكتّاب ومؤلفين جدد، ناصحة الجميع بزيارته، لأنه ملهم للقراءة، والجو فيه عائلي. يستمر المعرض حتى نهاية السنة، ومن المرجح تمديده إلى شهر مايو المقبل، كما أكدت المرزوقي، كي يواصل تقديم فعالياته على مدار عام كامل، لهذا شددت على أن البرامج ستتغير بين فترة وأخرى، ولن تبقى في حالة ثبات، لأن مدة المعرض طويلة، منوهة بأنه سيتم إحضار مجموعة كبيرة من الشخصيات الكرتونية المعروفة، التي لها أُثرها الكبير على الطفل، إلى جانب الأسابيع التي تُعني بالتراث. أما في الصيف فتصمم البرامج الخاصة بالشباب والفتيات، وكلها تحث على القراءة والكتابة والنشاطات الرياضية الخارجية، مع مراعاة تقسيم الفئات العمرية المختلفة، فيتم إيجاد الفئات المتجانسة في نشاطات تلائم المرحلة الفكرية، وهذا يتيح الفرصة لتوزيع الأطفال ضمن فئات، كل في نشاط. وإلى جانب النشاطات الصيفية، سيضم المعرض برامج خاصة بشهر رمضان الكريم، وهي خاصة بمختلف المجالات، ومنها الأدب والاقتصاد. وختمت المرزوقي بأن المعرض يجذب الكثير من الزوار، ومن رواد الحديقة أيضاً، وهناك يومياً من 70 إلى 150 زائراً، إلى جانب الأعداد الكبيرة التي تستقبلها الدورات والمنتديات وورش العمل، وكذلك المجالس الإماراتية.

مشاركة :