أكدت مصادر في المقاومة الشعبية اليمنية، أمس، تمكّن قوات الشرعية من الجيش والمقاومة من تحرير مواقع جديدة كانت في قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في محافظة تعز، بعد أن واصلت الميليشيات تصعيدها العسكري اللافت على مختلف جبهات القتال مع حلول شهر رمضان، ووسعت قصفها لأحياء تعز السكنية بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا لليوم الثالث على التوالي. وفي التفاصيل، قالت مصادر في مقاومة تعز إن قوات الجيش والمقاومة حررت جبلي الصيبارة والمجار ومنطقتي العقيدة والمدرب، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح، كما حاصرت الحوثيين وقوات صالح في مبنى المجلس المحلي بمنطقة الوازعية جنوب غرب تعز. وبحسب المصادر، فإن تقدم رجال الجيش والمقاومة يأتي رداً على «خروقات الحوثيين وقوات صالح، حيث شنّوا هجمات عدة على مواقع الجيش والمقاومة، واستمروا بقصف الأحياء السكنية في المدينة». في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح استمرت، أمس لليوم الثالث على التوالي، في قصف الأحياء السكنية شرق المدينة، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين. وذكرت مصادر متعددة في المقاومة في تعز لـ«الإمارات اليوم»، أن القصف استهدف أحياء ثعبات والكمب والدعوة والزهراء وصالة ومنطقة الظهرة والمجلية والأجينات والقبة والديم والسواني، كما استهدف شارع جمال والمدينة القديمة وشرق الجحملية ومنطقة فرزة صنعاء بالحوبان وحي بير باشا، حيث قتل أربعة مدنيين وأصيب 13 آخرون، بينهم امرأة وطفلان، في حين أعلنت مستشفيات المدينة العاملة نداء استغاثة للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى. وحسب المصادر فإن الجيش والمقاومة تصدّيا لهجمات عدة للميليشيات في شرق المدينة وشمالها وغربها، وفرضا سيطرتهما على حي بازرعة والجحملية العليا، وصولاً الى مبنى الهلال الأحمر والإذاعة ومبنى التموين العسكري، بعد معارك طاحنة مع الميليشيات، قتل فيها ثمانية، بينهم قائد سرية ثعبات، محمد مجلي، وأصيب 41 من رجال المقاومة والجيش، فيما قتل وأصيب العشرات من الميليشيات، مشيرة إلى أن الميليشيات قامت بزرع مئات الألغام في أحياء الكمب وثعبات، في محاولة منها لمنع تقدم الجيش والمقاومة فيها. وفي العاصمة صنعاء، تصاعدت الأعمال القتالية في مديرية نهم، بشكل لافت، مع قيام الميليشيات بشن هجمات متواصلة على مواقع الجيش والمقاومة من شأنها أن تهدد فرص التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهراً. وسجلت الخطوط الأمامية في مناطق مبدعة وضبوعة وبني بارق وملح تبادلاً للقصف المدفعي والصاروخي بين الجانبين، فيما شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على تعزيزات للميليشيات كانت متجهة نحو حريب نهم، وأخرى في أطراف منطقة ملح باتجاه نقيل ابن غيلان الاستراتيجي. وفي عمران شمال صنعاء، لقي القيادي الحوثي عابد رطاس، المكنى بـ«أبي حرب»، مصرعه في منطقة قفلة عذر أثناء هجومه على قرية بيت الفقيه في منطقة قطبين، حيث تصدت لهم عناصر قبلية من المنطقة، فيما أرسلت الميليشيات تعزيزات إلى المنطقة وبدأت بمحاصرتها، وسط نداءات أطلقها أهالي المنطقة للتحالف والشرعية بسرعة انقاذ الأطفال والنساء من بطش الميليشيات. ووفقاً لمقاومة إقليم ازال يُعد «أبوحرب» المسؤول عن تجنيد المئات من أبناء المديرية وإرسالهم إلى جبهات القتال في عدن وتعز ونهم والجوف، للقتال في صفوف الحوثيين، كما يُعد مسؤولاً عن جرائم عدة بحق سكان عمران. في الأثناء واصل الانقلابيون جهودهم لاستمالة قبائل عمران للمشاركة في القتال ضد قوات الجيش الوطني والمقاومة في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء وجبهات مأرب وشبوة وتعز والبيضاء خصوصاً. وذكر مصدر قبلي لـ«الإمارات اليوم»، أن قيادة الميليشيات أرسلت، أخيراً، وفوداً من أنصارها تحمل السلاح والذخيرة والمال، التي يتم الاستيلاء عليها من البنك المركزي الى شيوخ القبائل لهذا الغرض، مستغلين حلول شهر رمضان الفضيل، حيث يتم صرف اموال طائلة لشيوخ القبائل من الخزينة العامة لكسب ولائهم، كما كان يقوم الرئيس المخلوع إبان حكمه لليمن. وفي مأرب، استهدفت الميليشيات مواقع الجيش والمقاومة في جبال أتياس والمشجح بمحيط صرواح بمختلف أنواع الاسلحة، كما قصفت مناطق بالمخدرة، ما دفع الجيش والمقاومة للرد على الهجوم وقصف مواقع الميليشيات، ما أوقع خسائر فادحة في صفوفهم. وفي الجوف، دفعت المنطقة العسكرية السادسة بتعزيزات إلى مديرية المصلوب لدعم الأمن فيها، ومنع الاختراق الذي تمارسه الميليشيات ضد أبناء المديرية ورجال الأمن فيها، الذين تعرضوا لإطلاق نار من عناصر موالية للانقلابيين. وتعرضت مديرية المتون لقصف عشوائي من قبل الميليشيات، كما شهدت جبهات الغيل مواجهات عنيفة مع الميليشيات. وفي صعدة، تجدّدت المواجهات العسكرية بين الميليشيات وقوات صالح من جهة، والقوات السعودية من جهة أخرى، على الحدود بين البلدين من جهة مديرية باقم باتجاه نجران السعودية، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية للميليشيات إلى المنطقة. وذكرت مصادر محلية أن مقاتلات التحالف والمدفعية السعودية قصفت مواقع للميليشيات على الحدود اليمنية مع المملكة قبالة نجران، رداً على إطلاق الانقلابيين قذائف على مناطق داخل الأراضي السعودية، بعد نحو ثلاثة أشهر من إبرام اتفاق للتهدئة بين الطرفين. وفيما واصلت مقاتلات التحالف قصفها أهدافاً للانقلابيين في سحار، استقبلت مستشفيات صعدة عشرات الجثث والمصابين الذين سقطوا على جبهة الحدود خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى جثث أخرى من جبهات الداخل اليمني. في الأثناء، عقد اجتماع بين رئيس وفد الانقلابيين إلى مشاورات الكويت، محمد عبدالسلام، مع زعيم الجماعة المتمردة عبدالملك الحوثي أطلعه خلاله على تطورات المشاورات في الكويت والسعودية، وفقاً لمصدر مقرب من الجماعة. وكان عبدالسلام عقد في وقت سابق اجتماعاً في ظهران الجنوب مع الجانب السعودي حول التهدئة على الحدود. وأكد المصدر لـ«الإمارات اليوم»، أن عبدالسلام يحمل خطة حل وضعتها الأمم المتحدة بالتعاون مع الدول الراعية للسلام في اليمن، لمناقشتها مع زعيم الجماعة ومعاونيه، لم يتم الإفصاح عن مضمونها. وفي شبوة، تواصلت المواجهات في جبهات مديرية عسيلان مع الميليشيات، في حين عززت قوات الجيش من وجودها بتلك الجبهات بعدد من الآليات والافراد. وفي الضالع، سيطرت المقاومة والجيش على سلسلة جبال التهامي وبيت مدره والمحطة المطلة على قرى شمال مديرية مريس، وتمكنوا من قتل خمسة من الحوثيين، فيما سقط شهيدان من المقاومة.
مشاركة :