أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن موقع دبي الاستراتيجي على مفرق الطرق بين أوروبا وإفريقيا وآسيا يعد أساس نجاح طيران الإمارات في بناء مركز عالمي للمسافرين والبضائع، مشيراً إلى أن الناقلة ودبي نمتا جنباً إلى جنب منذ البداية. وقال سموه في حوار مع مجلة غلف بيزنس: تلعب الجغرافيا دوراً مهماً في قصة نجاح دبي والشركة، ولكن لا يمكن فعل الكثير إذا لم يكن لديك قطع أخرى في المكان. فإنه لم يكن هدفنا أن نصبح أكبر شركة طيران في العالم، إنما لنصبح شركة الطيران المفضلة التي تربط العالم. ومن أجل القيام بذلك، امتلك قادة دبي رؤية واضحة لدبي، التي وضعت في البنية التحتية والأنظمة والاستثمارات الإضافية اللازمة لبناء وجهة عالمية من المطارات المتقدمة، والموانئ ووسائل النقل، والمترو إلى المؤسسات المالية والبنية التحتية السياحية والإسكان والتعليم والعناية الصحية، والعديد من أنظمة الدعم الاجتماعي للمواطنين والوافدين. قال أحمد بن سعيد: نؤمن بأنه لا تزال هناك إمكانية كبيرة لنمو طيران الإمارات ودبي، فبالنسبة لطيران الإمارات يعد فتح مطار آل مكتوم الدولي، واحداً من مفاتيح النمو الجديدة للشركة، لاسيما وأنه يتم بناء المطار باستخدام أحدث التقنيات لتحقيق أفضل تجربة للركاب، فضلاً عن توفير القدرة الاستيعابية التي تحتاج إليها الناقلة ضمن توسعاتها في الأسطول والعمليات. وعن آخر التطورات حول موضوع الأجواء المفتوحة والصراع مع الشركات الأمريكية والناقلات الخليجية، قال سموه: قدمنا قضية شاملة للحكومة الأمريكية، بأننا غير مدعومين بأي شكل من الأشكال. وتعتبر طيران الإمارات مؤسسة تجارية تحركها الربحية تفوقت في توفير أفضل أنواع الاتصال في جميع أنحاء العالم، كما أننا لا ندخر أقل التفاصيل لضمان تجربة ذات جودة عالية للعملاء. موقف عفا عليه الزمن وأضاف أن موقف الناقلات الأمريكية عفا عليه الزمن، ونأمل أن تأخذ حكومة الولايات المتحدة ردنا الكامل في الاعتبار قبل اتخاذ أي قرارات. ونحن نأمل أن أي قرارات في المستقبل ستكون في مصلحة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات. وذكر سموه أن جميع القطاعات في الدولة تسهم بشكل فعال في دعم الاقتصاد، وساهمت مسبقاً بشكل فعال في تعزيز قواعده في شتى المجالات والميادين، الأمر الذي سيسهم في نهاية المطاف في ازدهار اقتصادنا وقوة ناقلتنا، مؤكداً أن طائرة إيه 380 لعبت دوراً أساسياً في دعم أسطول الشركة، ولكن ذلك لا يعني أن نجاح ماركة طيران الإمارات كان مرتبطاً بشكل كامل بالطائرة الجديدة، لأننا أسسنا سمعة وشهرة شركتنا طوال ال30 عاماً الماضية بكل عزم وإصرار، نحن شركة تحدت تقاليد وعرف صناعة الطيران وغيّرتها إلى الأفضل، وركّزنا على عدد من العناصر ليس التوسع فقط، وإنما الابتكار وجودة النوعية ومعايير الخدمات. ازدحام الأجواء وأوضح سموه أننا ندرس عدة حلول لمعالجة مسألة ازدحام الأجواء بالناقلات، وهذا ليس في الإمارات فحسب، وإنما في كامل دول مجلس التعاون الخليجي كوننا نتشارك أجواء واحدة وستة مطارات دولية، مضيفاً أن دول المنطقة تفهم الطبيعة الحساسة لهذه المسألة، وأتوقع بأننا سنرى تقدماً ملحوظاً خلال السنتين أو الثلاث القادمة. وأكد أن صناعة الطيران تشهد تقدماً كبيراً فيما يتعلق بالتقنيات الحديثة التي بالتأكيد ستغير ملامح هذه الصناعة في المستقبل المنظور، بما فيها هياكل الطائرات والمحركات المصنوعة بشكل كامل من المواد المركبة فضلاً عن تطبيق إنترنت الأشياء في عالم الطيران وتجارب المسافرين، لكن الشيء الذي سيكون العلامة الفارقة هو عندما يصبح الطيران صناعة عالمية حقيقية عن طريق رفع القيود وفتح الأجواء والتعاون الكامل، وتوحيد الجهود في ما يخص الأمن وإيجاد حلول إيجابية لمسألة ازدحام الأجواء. إكسبو 2020 وقال إنه ومع اقتراب موعد انطلاق إكسبو 2020 فإن الحكومة وشركات الأعمال رفعت الجاهزية وبدأت تستعد لهذا الحدث الكبير الذي سيكون الأكبر من نوعه في منطقتنا، ونتوقع أن تستقبل دبي أكثر من 25 مليون سائح، 70% منهم سيأتون من خارج الإمارات. وأوضح سموه أن الناقلات الأمريكية تستمر في تحقيق أرباح قياسية، وتستفيد بقوة من العمل في أسواق خاضعة للحماية لا تطبق فيها قوانين مكافحة الاحتكارات. ومع تحقيقها ملايين الدولارات من الأرباح لن يكون لخدماتها أية قيمة ما لم تجر تطويراً لمنتجاتها وخدماتها والمنافسة على الصعيد العالمي. وفي ما يتعلق بالعمليات في كندا قال سموه نحن ندرك أن توسيع نطاق عملياتنا في السوق الكندية سوف يحقق نشاطاً اقتصادياً إضافياً بقيمة 480 مليون دولار، وكل رحلة إضافية تحقق 60 مليون دولار سنوياً للاقتصاد الكندي. ونحن سعداء بتكليف حكومة جديدة وسوف ننتظر فرصاً أفضل في المستقبل. وحول استمرار تحقيق النمو في طيران الإمارات في ظل تراجع أسعار النفط، قال سموه إن الأغلبية من شركات الطيران العالمية التي تتحدث عن تحقيق أرباح قياسية، تعتبر النفط الرخيص وتراجع تكاليف التشغيل عنصراً مهماً. لكننا في طيران الإمارات مستمرون في الاستثمار في رفع كفاءة أسطولنا في استهلاك الوقود وفي تحديث التقنيات، لأننا نعتبر ذلك ضماناً للنمو المستدام. وسوف نتسلم هذا العام 36 طائرة، ونخرج 26 طائرة من الخدمة بحيث يبقى اسطولنا شاباً لأننا ندرك أن الطائرات الحديثة تنقل تجربة السفر لدى مسافرينا إلى المستوى الأرقى. وعن الدور الذي يلعبه مبنى الكونكورس 4 الذي افتتح مؤخراً في عمليات الشركة، قال سموه: وفر لنا المبنى الجديد مساحة ارتياح كبيرة في ما يتعلق بطاقة النمو. ونحن نعمل على تطوير كونكورس 3 وإعادة تجهيزه كلياً لاستغلال كل جزئية صغيرة في مقومات كفاءتنا العملياتية واستغلال كل مساحة متاحة. وحول السرعة التي يمكن لمطار آل مكتوم أن يتحول فيها إلى مركز رئيسي للطيران المدني العالمي، قال سموه إن المطار قد يبلغ هذا الهدف في أقل من تسع سنوات، ويستوعب كامل الطاقة العملياتية التي نسعى إليها، خاصة أننا لا نسعى لتقسيم عملياتنا بسبب عدد من العقبات. خدمة الأسواق وأكد أن نموذج عمل طيران الإمارات لا يعتمد على مطارات رئيسية عالمية محددة، بل خدمة الأسواق التي لا تزال تعاني نقصاً في خدمات الطيران المدني يرتفع فيها عدد السكان وتتقلص فيها خيارات المسافرين وإضافتها إلى شبكة الشركة. وتتضمن هذه الرؤية ضم مدن ثانوية وربطها برحلات مباشرة من دون توقف، وهذا يمكّننا من خدمة أسواق غير تقليدية خارج أوروبا تتوفر فيها معدلات طلب مرتفعة في آسيا وإفريقيا. وقد تمكنا من إنشاء محاور نمو جيدة بهذه العملية. وفي سياق حديثه عن التحالفات التي تربط الناقلة الإماراتية بنظيراتها العالمية، قال: هذه هي السنة الثالثة من شراكتنا مع كوانتاس، ونعتقد أن هذه الشراكة أثمرت من خلال فتح شبكاتنا على بعضها بعضاً، وتوفير خيارات واسعة لعملائنا. رعاية الأحداث الرياضية قال أحمد بن سعيد إن طيران الإمارات وقعت في الآونة الأخيرة شراكات جديدة بالرمز مع عدد من شركائها الإقليميين، وستستمر الناقلة في إبرام صفقات مماثلة تضيف قيمة على تجربة عملائها. من جهة أخرى، قال سموه إن رعاية الأحداث الرياضية تعد من أكثر الطرق فعالية للتواصل مع العملاء ومشاركة اهتماماتهم ليبقوا جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا في تسويق علامتنا التجارية، مضيفاً أن رعاية الناقلة لأحداث رياضية شهيرة، مثل كأس العالم للركبي، وأندية كرة القدم الأوروبية مكّنتها في تعزيز علامتها التجارية، خصوصاً في الأسواق الجديدة وغير المستغلة. تعزيز تجربة العملاء أوضح أحمد بن سعيد أن الناقلة ستطرح تحسينات عدة على خدماتها هذا العام، وهذا لا ينطبق على الرحلات على متن الطائرات فقط، بل يشمل أيضاً الخدمات على الأرض، حيث ستضيف صالات استقبال جديدة لعملائها في المطارات التي تسيّر رحلات إليها، وخدمات حجز معززة عبر الإنترنت، وغير ذلك الكثير. وأعلنت طيران الإمارات مؤخراً عن تشكلية جديدة من المقاعد المخصصة لدرجة رجال الأعمال في طائرات بوينغ 777، وهذه المقاعد تقدم مستويات جديدة من الراحة، إذ إنها مستوحاة من مقاعد السيارات الرياضية والمصممة بشكل يتناسب مع طبيعة وشكل جسم الإنسان لتوفير جلوس مريح. وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد، إن اقتصاد دبي أثبت أنه اقتصاد متنوع ومتجدد، حيث إن الناتج المحلي الإجمالي يرتفع كل عام على الرغم من آثار الركود الاقتصادي العالمي. وستواصل طيران الإمارات لعب دور رئيسي في قصة نمو دبي.
مشاركة :