كتب - محمد حافظ: كشف الدكتور خليفة بن جاسم الكواري، مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمُشرف على كتابة وطباعة مصحف قطر عن قيام الوزارة بطباعة 672 ألف نسخة من الطبعة الثالثة لمصحف قطر بمختلف الأحجام بتكلفة إجمالية قدرها 17 مليون ريال وبقيمة أقل من الطبعة الثانية التي تمت طباعتها في عام 2013 بنسبة 19%. وأشار الدكتور الكواري إلى أن هذه الطبعة هي الأولى التي يتم إنجازها في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وهو ما تمّ توثيقه تاريخياً، هذه الطبعة من مصحف قطر الذي تم طباعة الطبعتين الأولى والثانية في عهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتمّ تدشين الطبعة الأولى منه في عام 2010 والثانية عام 2013. وأضاف إن الطبعة الثالثة من مصحف قطر تمت طباعتها بخمسة أحجام هي حجم الجيب وهو الحجم الأصغر حيث تمت طباعة 70 ألف نسخة منه وحجم قياس الكف وطبعت منه 70 ألف نسخة ثم الحجم المسجدي "المتوسط" الأكثر تداولاً بواقع 450 ألف نسخة والحجم الجوامعي الكبير بواقع 80 ألف نسخة ثم الطباعة الفاخرة من المصحف بالصندوق وطبعت منه 1000 نسخة وتمت طباعته بتسعة ألوان. وأكد الكواري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمقر وزارة الأوقاف والشوؤن الإسلامية للإعلان عن تدشين الطبعة الثالثة لمصحف قطر، أن أهم ما يميّز هذه الطبعة هو تقنيات الطباعة التي تمّ وضع عدّة اشتراطات خاصة بها من بينها أن تكون المطبعة من المطابع الحديثة والتي لم يمرّ على عمر ماكيناتها أكثر من 10 سنوات ومصنوعة بمواصفات أوروبية وتحديداً ألمانيا لضمان جودة الطباعة والأخذ بأحدث تكنولوجيا في الطباعة بالإضافة إلى إمكانية أن يكون بها 9 ألوان مرة واحدة لضمان إنجاز العمل بجودة عالية فضلاً عن التذهيب باستخدام إطارات الذهب والزركشة وهي مزية طباعية فريدة من نوعها في مصحف قطر وكل تلك الاشتراطات تمّ تطابقها مع المطبعة التي قامت بطباعة المصحف من بين 4 مطابع تقدّمت في المناقصة لنيل شرف طباعة المصحف وأنجزته في زمن قياسي مدته 7 شهور. واستعرض الكواري أيضاً بعض مميزات الطبعة الثالثة التي تميّزه عن الطبعتين الأولى والثانية ومن بينها ما يتعلق بالشروط الفنيّة التي تحرص عليها قطر لطباعة المصحف والمواصفات الجيّدة للمطبعة ذاتها من حيث الكفاءة والقدرة على العمل على مدار اليوم وحداثة آلات الطباعة ونوعية الورق الذي تمّ تصنيعه خصيصاً في فنلندا للمصحف، وميزة الطباعة بخمسة ألوان في وقت واحد وعلى وجهين بالإضافة إلى جودة الورق وتماسكه إلى جانب الزخرفة بالإطارات وأنواع التجليد الفاخرة. وأكد حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تدقيق نسخ المصحف خلال الطباعة من خلال فريق من المدققين قاموا بتدقيقه 4 مرات أثناء مراحل الطباعة وبعدها وقبل الاعتماد والتوزيع تمّ تشكيل 6 لجان من المدققين عددهم بين 250 و300 مدقق لغوي، موزعة على عدّة مناطق جغرافية في الدولة، وحرصنا على أن يعمل كل منهم لمدة 4 ساعات فقط ولا يقرأ أكثر من 30 نسخة يومياً بهدف ضمان سلامة المصحف من أي أخطاء. ونوّه الدكتور الكواري إلى أن مصحف قطر يعدّ مفخرة للدولة في مواصفاته الفنية وإخراجه وجودة طباعته فضلاً عن كونه وليد فكرة قطرية خالصة عززتها إرادة القيادة الرشيدة التي جعلت الحلم حقيقة واقعة. وتطرّق المشرف على كتابة وطباعة مصحف قطر إلى المراحل التي مرّ بها المصحف منذ أن كان فكرة عام 1991م، والتي طرحت مرة أخرى عام 1999، مروراً بموافقة القيادة الرشيدة، ثم المسابقة الدولية الأولى من نوعها لكتابة المصحف، وانتهاءً بطباعته وتدشينه في العام 2010، وقال: "ربع قرن من الزمان منذ ميلاد الفكرة وحتى الآن، ليصبح المصحف رمزاً وشاهداً على عظمة الإبداع والإنجاز لدولة قطر وقيادتها الحكيمة". وأشار إلى أنه ومن أجل مزيد من التميّز، عقدت مسابقة دوليّة للخط العربي، كانت الأولى من نوعها في تاريخ الخط العربي وتاريخ كتابة المصحف، فاجتمع لها أمهر الخطاطين في العالم وانتهت تصفياتها بفوز عبيدة محمد صالح البنكي.
مشاركة :