مدرب سويدي وطبيب أسنان يقودان فريق «أرض البراكين»

  • 6/6/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ضمن منتخب آيسلندا مكاناً في نهائياتيورو 2016 أسرع رئيس وزرائه إلى غرفة ملابس اللاعبين لتوجيه رسالة عاجلة وقال: أنا سعيد جدا لدرجة السماح لكل مطعم في البلاد بالبقاء مفتوحا طوال الليل كي نحتفل. ويتذكر ثورستينسن رئيس الاتحاد الآيسلندي تلك الأمسية من سبتمبر/أيلول الماضي ويقول: خرجنا من الملعب لنحتفل مع اللاعبين والإدارة، وسط العاصمة ريكافيك كان مملوءا بالمشجعين طوال الليل لدرجة أن الشرطة في النهاية طلبت من كل واحد العودة إلى البيت. ما زالت الاحتفالات متواصلة بالنسبة لـ329 ألف نسمة في أرض الحمامات الساخنة والبراكين فهي أصغر دولة من ناحية التعداد السكاني تصل نهائيات بطولة كبيرة وقد حجز 20 ألفا منهم تذاكر لحضور المباريات في فرنسا في مجموعة تضم النمسا والبرتغال وهنغاريا. تعداد آيسلندا نفس تعداد سكان مدينة ليستر التي احتفلت بفريقها بطلا لإنجلترا ويمني لاعبو آيسلندا النفس بفعل ما قام به ليستر على الساحة الدولية وعلى رأسهم غيلفي سيغوردسون، لاعب سوانسي حالياً وتوتنهام سابقاً، الذي يقول: كل شيء ممكن، لكن علينا أن نكون واقعيين فمجموعتنا صعبة. يمكن للأحلام أن تتحقق ومشوار التأهل يعكس بوضوح ذلك، فقد تأهلت آيسلندا بعد مباريات أمام التشيك وتركيا وكازاخستان ولاتيفيا وكان سيغوردسون الأفضل فيها بـ6 أهداف حتى أن هولندا العريقة التي لم تخسر أي مباراة على أرضها منذ 1928 لم تتمكن من مقاومة لاعبي آيسلندا الذين عادوا بالنقاط الثلاث الثمينة ويصف سيغورسدون تلك المباراة بأنها كانت القمة في حملة التأهل وليس مباراة التعادل سلبيا أمام كازاخستان التي حسمته وأضاف: الفوز على هولندا 1- صفر كان بمثابة انعطافة التأهل لفرنسا. ولم تعرف آيسلندا منذ فشلها في التأهل لمونديال 1958 أي أداء بطولي وكان ألبرت غودموندسون أول محترف في أربعينات القرن الماضي ولعب فترة قصيرة في الميلان وأرسنال ثم شغل منصب رئيس الاتحاد لكرة القدم ولا يزال تمثاله شاخصاً في مقر الاتحاد. سيغي سيغورفنسون كان ثاني أكبر لاعب في تاريخ البلاد ولعب في صفوف بايرن ميونيخ وشتوتغارت في الثمانينات ثم جاء بعدهما أفضل لاعب في تاريخ آيسلندا ايدور غوديونسن الذي لعب في برشلونة وتشيلسي وتوتنهام وحالياً في مولد النرويجي. أما سيغوردسون (26 عاماً) فهو نموذج حديث للمحترف الآيسلندي فهو متواضع ومجتهد ومتكامل فنياً وطور مهاراته خارج البلاد في ريدينغ الإنجليزي منذ أن كان في سن الـ16. ويجبر طقس آيسلندا على اللعب في ملاعب مغلقة بعشب صناعي لأن العشب لا ينمو إلا بين أكتوبر/ تشرين الأول ومايو /أيار ويتذكر سيغوردسون: لعبت في ملاعب مجمدة على الصقيع، لم ألعب سوى عامين في ملاعب مغلقة قبل الانتقال إلى إنجلترا، لكن المرافق اليوم مذهلة ونتمنى رؤية جيل جديد من اللاعبين. تملك آيسلندا الآن 7 ملاعب مغلقة و100 ملعب خارجي ومعظمها في العاصمة ريكافيك حيث يعيش معظم السكان. ثورستينسن (51 عاماً) رئيس الاتحاد الذي كان نفسه لاعبا في شبابه ثم مدرباً وحكماً وسكرتيراً في الاتحاد ثم ترشح للرئاسة في 2007 يعلق على التطور الذي شهدته اللعبة ويقول: وضعنا خطة طويلة الأمد، كنا بحاجة لملاعب كي نلعب في الشتاء الطويل، وبنيناها على مدى 15 عاماً، والآن يوجد على مسافة قريبة من كل منزل ملعب وكادر تدريب مناسب. الأرقام تتحدث عن نفسها فيوجد اليوم في آيسلندا 22 ألف لاعب مسجل ثلثهم إناث و800 مدرب معتمد لدى الاتحاد الأوروبي يويفا أي واحد من كل 411 مواطن بينما في إنجلترا هناك مدرب واحد من كل 10.600 مواطن. ثمرة هذا الاستثمار فريق من 23 لاعباً فيهم، إضافة إلى سيغوردسون، آرون غنارسون لاعب وسط كارديف ذو الـ27 عاماً ويوهان غودمندسون جناح شارلتون (25 عاماً) وفي الهجوم هناك مهاجم نانت الفرنسي كولبين سيتورسن وجون دادي بودفارسن لاعب كايزرسلوترن وألفريد فينبوغاسون لاعب أوغسبورغ. ووضع رئيس الاتحاد القطعة الأخيرة من لغز آيسلندا عندما أقنع السويدي المخضرم لارس لاغرباك بتأجيل اعتزاله وتولي تدريب المنتخب، وقاد لاغرباك المنتخب لمونديالي 2002 و2006 وساعده في المهمة هيمير هالغريميسون الذي يدير عيادة أسنان في جزيرة هيماي في ساحل آيسلندا الجنوبي. بعد فشل آيسلندا في حجز مكان في مونديال 2014 قرر الاتحاد تعيين لاغرباك وهالغريميسون مدربين شريكين للمنتخب وسيتولى الأخير المهمة وحده بعد اعتزال لاغرباك عقب البطولة ويعلق لاغرباك: لست حالماً بل صادق، أنا واقعي متفائل وأعتقد أن لدى الفريق فرصة للذهاب بعيداً، نحن دول قليلة السكان وستلعب آيسلندا لأول مرة في البطولة لذا ستشعر بالغربة لذا أتمنى أن نتلقى التشجيع من مشجعي الدول الأخرى، استحوذنا على اهتمام الإعلام أكثر مما كان عليه الحال كمدرب للسويد، وأعتقد أن هذا مفهوم فالجميع يحب المنتخب القليل الفرص. وأظهرت إحصائية أخيرة أن جمهور آيسلندا هو الأكثر حماسة في البطولة فمن بين ساكنها الـ329 ألف نسمة يذهب 25 ألفا إلى مباريات الدوريات الأربعة في البلاد بشكل منتظم وتفوقت بذلك على إنجلترا التي يحضر فيها 1.7 مليون شخص المباريات من مجموع السكان البالغ 53 مليون نسمة، أما أقل المنتخبات المشاركة حماسة للعبة فهي روسيا إذ يحضر المباريات 287 ألفا فقط من 144 مليون نسمة.

مشاركة :