الحرس الثوري: الملا منصور أجرى مفاوضات لشهرين مع المسؤولين الإيرانيين قبل مقتله

  • 6/6/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في وقت رفضت فيه الخارجية الإيرانية تقارير وجود زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور في إيران قبل مقتله في باكستان، اعترف موقع مقرب من الحرس الثوري قيامه بإجراء «مفاوضات مع المؤسسات والأجهزة المختلفة»، خلال شهرين من إقامته في إيران. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري في 23 من مايو (أيار) الماضي قد نفى صحة تقارير بشأن إقامة الملا أختر منصور في طهران قائلاً: «المصادر الرسمية تنفي دخول شخص بهذا الاسم إلى إيران في التاريخ المذكور»، حسبما نقلت عن وكالة إيرنا الرسمية. ولم يمض أسبوعان على النفي الرسمي الإيراني حتى كشف موقع «جهان نيوز» المقرب من مخابرات الحرس الثوري أن «الملا أختر منصور قبل أسبوع من مقتله كان في إيران لفترة شهرين وأجرى مفاوضات متنوعة مع المؤسسات والأجهزة المختلفة». واتهم موقع «جهان نيوز» جهاز الاستخبارات العسكري الباكستاني «آي إس آي» بأنه وراء كشف مكان تحرك الملا منصور للجيش الأميركي، موضحًا أن «الملا منصور كان شخصية شبه مستقلة، ولا تربطه علاقات ودية مع باكستان». ونفى الموقع المقرب من الحرس الثوري أي صلة بين إيران ومقتل منصور، مضيفًا أنه قتل بعد أسبوع من مغادرة الأراضي الإيرانية. وعدّ موقع «جهان نيوز» الملا منصور «شخصية معادية لأميركا»، وأفاد بأنه لم يكن يسمح بإجراء المفاوضات بين «طالبان» وأميركا أو حلفائها في القوات التابعة للناتو في أفغانستان، وهو ما اعتبره الموقع من ميزات زعيم حركة طالبان. ولم يكشف الموقع تفاصيل عن الجهات ومستوى المفاوضات، ولا اسم الأجهزة والمسؤولين الذين تقابل معهم زعيم حركة طالبان في إيران، لكنه شدد على أن المفاوضات كانت حول «منع التحاق الهيكل الرئيسي في (طالبان) إلى تنظيم (داعش) ، وحفظ هوية (طالبان) بعيدًا عن التنظيم». ووفق ما ذكره «جهان نيوز» فإن زعيم «طالبان» وافق على أن «يتصدى لتوسيع (داعش) خصوصًا في حدود أفغانستان الشمالية والحدود الطاجيكية الأفغانية»، واصفًا المفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين والملا أختر منصور بـ«المثمرة». في هذا الصدد، أضاف التقرير الإيراني أن «مكافحة المخدرات» كان من ضمن محاور المفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين وأختر منصور. وكانت وكالات أنباء بعد إعلان مقتل منصور، ذكرت أنه دخل الحدود الإيرانية أواخر مارس (آذار) الماضي، وأنه سجل الدخول إلى الأراضي الباكستانية في 21 مايو الماضي قادمًا من إيران. وأكدت حينها مصادر أفغانية مطلعة أن حامل الجواز باسم «ولي محمد» الذي استهدفته طائرة «درون» قد يكون دخل الأراضي الباكستانية قادمًا من إيران. من جهته تساءل الكاتب مايكل كوغيلمان في مقال بمجلة «فورين بوليسي»: «ماذا كان يفعل الملا منصور بإيران»؟ وقال «إنه فقط في أعقاب مقتل زعيم (طالبان) الملا أختر منصور بدأنا نفهم أن ثمة علاقات كانت تنشأ مع إيران». وأشار إلى أن طائرات أميركية مسيرة انطلقت من أفغانستان، وتابعت حركة سير الملا منصور وهو يعود من إيران عابرًا الحدود إلى بلوشستان في باكستان، حيث استهدفت سيارته بالقصف داخل الأراضي الباكستانية، وأن الملا منصور زار إيران قبل أشهر أكثر من مرة. وقال كوغيلمان إن ما يدعو إلى الدهشة والاستغراب هو قيام الملا منصور بترك ملاذه الآمن في بلوشستان بباكستان والتوجه إلى إيران، بينما يعرف العالم أن إيران لم تكن صديقة لحركة «طالبان»، بل إن طهران وقفت مع تحالف الشمال في القتال ضد «طالبان» في وقت مضى. وأضاف أن إيران أيضًا لعبت دورًا أساسيًا في مؤتمر بون عام 2001 لتشكيل حكومة ما بعد «طالبان» في أفغانستان، وأنها سلمت خرائط تظهر مواقع مقاتلي «طالبان» على الأراضي الأفغانية، وذلك في أعقاب الغزو الأميركي لأفغانستان، وأن الجيش الإيراني قدم عرضًا لتدريب 20 ألف عسكري أفغاني.

مشاركة :