تختلف حشوات القطايف، «زينة موائد رمضان» من الجبن إلى القشدة حتى المكسرات واللحمة «المعصجة»، ولكن ربة البيت «منى حسين» قامت بحشو حبة قطايف بخاتمها الثمين ضمن الحشو المعتاد المكون من جوز الهند والمكسرات؛ فكيف كان ذلك، وهل عاد الخاتم لصاحبته، أم استقر في معدة شخص ما، كما حدث مع ملك الكوميديا «إسماعيل ياسين» حينما ابتلع خاتماً ثميناً وتعرض لمآسٍ محزنة حتى أعاده لصاحبه؟ تقول منى عن قصتها: جارتي المفضلة عندي رغم فقرها؛ فهي كاتمة أسراري، وتساعدني في كل مأزق، ولذلك لا أتردد عن أن أشركها في كل وجبة أعدها في الأيام العادية؛ فكيف بشهر رمضان المبارك، رغم أن جاراتي الأخريات ألمحن لي أنها ربما تكون تمارس الاستغلال معي، أو أنها تحسدني، أو ربما تسرقني ذات يوم لو دخلت شقتي الفاخرة، ولكني طردت كل هذه الهواجس، وجاءت هذه الحادثة لتنفيها، ولتقربها مني أكثر؛ فقد كنت أعد القطايف قبل موعد الإفطار بقليل، ودخل طفلي الصغير المطبخ ليعيقني ويشتت انتباهي، وقد خلعت خاتمي الثمين ووضعته على مائدة المطبخ لتعجلي، ولذلك لم يكن من الصعب على طفلي أن يضعه في حبة قطايف ثم يغطيه ببعض الحشو ويقدم الحبة لي مبتسماً، وبسرعة جذبتها منه خوفاً من تمزقها وأنا لا أعلم أن الخاتم بداخلها، وأضفت بقية الحشو لها وأغلقتها جيداً، ولم يراودني أي شك أن بداخل حبة القطايف خاتمي؛ حيث أني اعتدت على شراء القطايف ذات الحجم الكبير حسب طلب زوجي؛ لأنه يحبها مليئة بالمكسرات، على عكس القطائف التي أحشوها بالقشدة مثلاً؛ فأنا أستخدم الحبات الصغيرة. بعد الإفطار كنت أرسل بطبق صغير من القطايف لجارتي مع طفلي الأكبر، وجلست لمتابعة التلفاز حين جاءتني جارتي، وقالت لي: حزري فزري، شو ضاع منك اليوم؟ وبسرعة كانت تخرج خاتمي من يدها التي أخفتها خلف ظهرها وهو عالق بحبة القطايف وغارق بالمحلول السكري «الشربات» أيضاً، وغرقنا بالضحك سوياً لساعات بعد أن احتضنتها في حب وأنا أردد في نفسي: حقاً رمضان كريم.
مشاركة :