أعلن الهلال الأحمر الليبي أمس، أن الأمواج جرفت جثث 133 مهاجراً إلى ساحل مدينة زوارة غرب ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية. وقال الخميس البوسيفي الناطق باسم الهلال الأحمر إن ثلاثة أرباع المهاجرين نساء، وإن هناك جثثاً لخمسة أطفال على الأقل. وأضاف أنه لم يعثر على وثائق مع الجثث التي كانت متحللة بعض الشيء لكن معظم المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء. وقال مسؤول أمني محلي إن المهاجرين أبحروا على ما يبدو من مدينة صبراتة الليبية القريبة بعدما أدت زيادة في عدد رحلات الهجرة غير المشروعة في قوارب إلى مقتل مئات المهاجرين الأسبوع الماضي. ويأمل المهاجرون الوصول إلى إيطاليا من ليبيا ويدفعون مئات الدولارات لمهربين نظير مكان في القارب. وغالباً ما تكون القوارب متهالكة وغير مجهزة لرحلة عبور البحر المتوسط. ووصل أكثر من 40 ألف مهاجر هذا العام إلى إيطاليا بعد عبور البحر المتوسط وفر معظمهم من الفقر والقمع والصراع في أفريقيا جنوب الصحراء. ولقي أكثر من ألفي مهاجر حتفهم أثناء الرحلة. وتجهد البحرية الإيطالية في إنقاذ ركاب القوارب وانتشال جثث مئات آخرين لم يسعفهم الحظ فغرقوا. إلى ذلك، اقترح وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتز أن يمنع الاتحاد الأوروبي الدخول المباشر لطالبي اللجوء إلى القارة الأوروبية واحتجازهم على جزر في محاولة لردعهم، مستلهماً «النموذج الأسترالي» الذي أثار انتقادات كثيرة. وقال الوزير المحافظ لصحيفة «دي برس» في عددها الذي صدر أمس: «يجب على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ جوانب من النموذج الأسترالي كمثال» لإدارة تدفق المهاجرين. وتبعد البحرية الأسترالية بانتظام قوارب المهاجرين غير الشرعيين عن شواطئها. أما الذين ينجحون في الوصول إليها فيوضعون في مخيمات إيواء قبالة سواحلها، كما هو الوضع في جزيرة مانوس في بابوا-غينيا الجديدة أو في جزيرة نورو الصغيرة في المحيط الهادئ، أو في جزيرة «كريسماس» في المحيط الهندي، حتى الانتهاء من درس طلباتهم. وأوضح كورتز أنه «بطبيعة الحال لا يمكن نسخ النموذج الأسترالي بالكامل، لكن يمكن تطبيق مبادئه أيضاً في أوروبا»، معرباً عن تشكيكه في مستقبل الاتفاق مع تركيا للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا. وأشار إلى أن عمليات احتجاز المهاجرين على جزر، كانت مطبقة أيضاً في الولايات المتحدة حيث عمدت إدارة الهجرة الأميركية في النصف الأول من القرن العشرين إلى احتجاز المهاجرين الجدد على جزيرة إليس الواقعة عند مصب نهر هدسون في نيويورك. وشدد الوزير النمسوي على أن احتجاز المهاجرين على جزر هو سبيل لردع وصول مزيد من طالبي اللجوء. وتوجه الكثير من المهاجرين الذين تم إنقاذهم في البحر، إلى الجزر اليونانية أو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. ومنذ اعتماد الحكومة الأسترالية هذه السياسة، لم تعد قوارب المهاجرين تصل إلى الشواطئ الأسترالية. وترد أستراليا بانتظام على التصريحات الغاضبة لمنظمات حقوق الإنسان. وقال كورتز إن إنقاذ زوارق المهاجرين التي توشك على الغرق كما حصل في الأيام الأخيرة قبالة السواحل الليبية «يجب ألا يوفر تذكرة سفر إلى أوروبا». وأعرب عن الأمل في «أن يطرح الاتحاد الأوروبي المبدأ بوضوح، بحيث أن الذين يحاولون الدخول إلى أوروبا بطريقة غير مشروعة يجب أن يفقدوا حقهم بطلب اللجوء فيها». واستقبلت النمسا التي يحكمها ائتلاف من الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب المحافظين، 90 ألف طالب في العام 2015 وصلوا إلى أوروبا عبر الساحل اليوناني في ذروة موجة الهجرة. ولاحقاً شددت الحكومة النمسوية سياستها وشروط الحصول على اللجوء فيها، وأخذت مبادرة لوضع حد لعبور المهاجرين عن طريق البلقان إلى شمال أوروبا.
مشاركة :