تبحّ أصواتهم و تنتفخ أوداجهم وتشتعل عيونهم في خطبهم التحريضية وتغريداتهم التي تدعو الشباب للذهاب والانخراط فيما يعتبرونه جهادًا عظيمًا، لكن تلك العظمة لا توسوس لهم بهاجس المشاركة بأنفسهم أو أبنائهم، ما يقترفه بعض المحسوبين على الخطاب الديني من تغرير يدفع شباب الأمة ليلقوا بأيديهم إلى التهلكة ويقذفوا بأنفسهم في أتون الحروب السياسية والمطامع السلطوية، لا يختلف كثيرًا عن وأد البنات الجاهلي، ويشعر المتابع بأنهم يعانون من الفصام وأنّ خريفهم حاقد على ربيع العمر!!. جاهلية هؤلاء تجعلهم يرون أنفسهم ثروات لا ينبغي أن تفقدها الأمة في معركة حقيرة قياسًا على قيمتهم لكن يفضل أن يقوم الشباب الصغار بهذه المهام بدل أن يضيّعوا العمر في الدراسة أو اللعب أو التواصل مع أهليهم، جاهلية هؤلاء تجعلهم يأمرون الناس بما ينهون أنفسهم وأحبتهم وأخلاءهم عنه، وفي حين "يهايطون" بالحماسة المفتعلة ويظهرون على المنابر كما لو كانوا في كادر فيلم سينمائي يخطبون ليرموا أبناء الآخرين ذوي الخامسة عشرة ربيعًا دون أدنى وازع بين القذائف والصواريخ ثم يغادرون منابرهم ليمتّعوا خريفهم بالمنتجعات السياحية الفاخرة ويتقلّبوا على سرر الفنادق العالمية هم وأبناؤهم! وجاهليتهم تزيّن لهم أن يحتضنوا أبناءهم ويترافدون معهم على الخيول ومدن الألعاب العالمية في حين يسرقون أبناء الناس من أحضان والديهم ويحولون بينهم وبين ذويهم، وكأنهم أولى بهم من أسرهم وأقرب رحمًا! ولا ندري بأي شريعة ولا بأي ضمير يبيحون لأنفسهم هذه الجرائم المنكرة ويتبجّحون بصورهم وأخبار رحلاتهم السياحية في حين تُفجّر بتحريضهم أجساد غضّة وتتلوّث بفكرهم العدواني عقول بالكاد تفتّحت على المعارف والعلوم! ما تكشفه البرامج الحوارية التلفزيونية حول تحريض شيوخ تويتر للشباب ربما كشفت شيئًا يسيرًا من مآسي الأسر التي اختطف أبناؤها من بين يديها لتفاجأ بعد اختفاء الطفل بيومين بمكالمة غامضة من مصدر مجهول يخبر أن الطفل المختطف استشهد في سوريا! دموع الأمهات في بعض البرامج التلفزيونية ليست كلّ الحسرة وليست كلّ المأساة ولا تصوّر إلا جزءًا يسيرًا من الجريمة النكراء لهؤلاء "المهايطين، المتميلحين، المجرمين"! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :