آلاف الأطنان من النفـايــــات الغذائية بقايا «موائد رمضان»

  • 6/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزداد كمية النفايات الغذائية في شهر رمضان من كل عام، لما له من طابع خاص يجعله مختلفاً عن بقية شهور العام، من حيث طبيعة موائد الإفطار والسحور. ففي إمارة رأس الخيمة فقط، يصل إجمالي كمية النفايات خلال هذا الشهر إلى 13 ألفاً و500 طن، بزيادة 1500 طن على أي شهر آخر، حسب هيئة النفايات في رأس الخيمة. ويتوقع مركز إدارة النفايات ـ أبوظبي (تدوير)، بلوغ نسبة الزيادة في النفايات المنزلية (خصوصاً الأغذية)، خلال رمضان الجاري، 10%. في حين، أكدت بلدية دبي أن نسبة النفايات الغذائية، هي الأبرز خلال هذا الشهر، ما يجعل إعادة تدويرها أمراً في غاية الأهمية، مشيرة إلى أنها تدرس إمكانية إنشاء ما يسمى بنك الأطعمة، الذي يعمل على تخزين الأطعمة الجاهزة، المقدمة من الجهات أو الأفراد في برادات معتمدة، قبل توزيعها على المحتاجين. الحدّ من النفايات قالت مدير إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة في أبوظبي، فوزية إبراهيم المحمود: في ظل محدودية المصادر الطبيعية في دولتنا، بما في ذلك مصادر المياه وإنتاج الغذاء، فإن الحفاظ على الغذاء، والحد من النفايات الغذائية، من المفترض أن يكونا ضمن أولوياتنا الرئيسة، مؤكدة أن الهيئة تواصل جهودها - خلال شهر رمضان المبارك - للتوعية بأهمية ترشيد شراء المواد الغذائية. وتفصيلاً، قال مدير عام مركز إدارة النفايات ـ أبوظبي (تدوير)، عيسى سيف القبيسي، لـالإمارات اليوم، إن المركز يحرص على تقديم أفضل الخدمات خلال شهر رمضان الكريم، بما يتناسب مع خصوصية هذا الشهر، داعياً السكان إلى تقليل حجم الأطعمة، التي يتم إعدادها يومياً في رمضان، لتتناسب مع عدد أفراد الأسرة، إضافة إلى ضرورة حفظ الأطعمة الزائدة وإعادة استخدامها، بهدف تقليل حجم النفايات، التي تعد من أهم التحديات التي تواجه الجهات المختصة في الإمارة، لما لها من آثار سلبية في البيئة والمناخ. وكشف عن خطة شاملة، للتعامل مع التغيرات المتوقعة في كميات النفايات، خلال الشهر الجاري، تضمنت تعديل مواعيد الجمع والنقل من المناطق السكنية، بما يتناسب مع المتغيرات في كمياتها ومواعيدها. وأشار القبيسي إلى أن المركز يقدم خدماته للمساجد وخيم الإفطار الرمضانية، خلال الشهر الفضيل، موضحاً أنه خلال العام الماضي شملت الخدمات 662 مسجداً، و166 خيمة إفطار رمضانية، توزعت بين المقامة تحت إشراف الجهات الخيرية، والفردية المرخصة للجمهور من قبل الجهات المعنية. ولفت إلى أن المركز يولي اهتماماً خاصاً بجامع الشيخ زايد الكبير، لما يشهده من توافد كبير من جموع الصائمين على موائد الإفطار وصلاة التراويح، ويتم تقديم خدمات النظافة، وترحيل المخلفات القابلة لإعادة التدوير، في الفترة بين صلاتي المغرب والعشاء، علماً بأن موائد الإفطار تخدم من 20 إلى 30 ألف مفطر يومياً. من جانبها، قالت مدير إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة في أبوظبي، فوزية إبراهيم المحمود: يعتبر معدل إنتاج نفايات الفرد في أبوظبي ضمن أعلى المعدلات العالمية، لذا تحرص الهيئة على ترسيخ ثقافة الإدارة المستدامة للنفايات، سواء في المنازل، أو أماكن العمل، أو غيرها، مشيرة إلى أن النفايات المنزلية تشكل 15% من إجمالي النفايات في الإمارة، ما يرفع نسبة المخلفات في المكبات، وتالياً زيادة الانبعاثات الكربونية. وأضافت فوزية المحمود، لـالإمارات اليوم: ندعو الأفراد إلى الالتزام بآداب الشهر الكريم، من حيث عدم التبذير، وترشيد الاستهلاك اليومي من المواد الغذائية، وخفض حجم النفايات المنزلية، وتأكيد أهمية احترام النعمة، وحفظ الأطعمة. في المقابل، قال مدير إدارة النفايات في بلدية دبي، المهندس عبدالمجيد سيفائي، إن المعدل الشهري للنفايات في شهر رمضان، مشابه لمعدلات الشهور الأخرى، لكن الاختلاف الوحيد يكون في مكوناتها، إذ تزيد نسبة النفايات الغذائية، كاشفاً أنه لا توجد دراسة خاصة بمعدلات النفايات، خلال شهر رمضان. وأضاف أن البلدية دشّنت مشروع حاويات السماد الحرارية، أخيراً، ووزعتها على المدارس لنشر الوعي البيئي والتوعية بأهمية الاستفادة من النفايات الغذائية، خصوصاً بقايا الأطعمة، في إعادة تدويرها لإنتاج سماد عضوي ذي جودة عالية، يستخدم في زراعة الحدائق المدرسية، بدلاً من السماد الكيماوي. وأوضح أن الهدف الأول من المشروع هو توعية الطلبة بأهمية إعادة تدوير النفايات الغذائية، ومن ثم توعية المعلمين ومنسقي المدارس بأهمية الاستفادة من مخلفات الأطعمة لإنتاج السماد العضوي، وبالتالي تقليل كميات النفايات. ونجحت البلدية - على مدار 10 سنوات - في تقديم نموذج مميز لإعادة استخدام الطعام للاستفادة منه، تمثل في إطلاق مشروع حفظ النعمة في 2005، بالتعاون مع فنادق في دبي، للاستفادة من بقايا الأطعمة الصالحة للاستهلاك، وتوزيعها على المحتاجين، من خلال الجمعيات الخيرية، ووصل عدد المستفيدين إلى 150 ألفاً خلال العام الماضي، بعد أن كان 11 ألف مستفيد في العام الأول من إطلاق المشروع، وفقاً للمدير التنفيذي لإدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي، خالد شريف العوضي. وأوضح العوضي أن البلدية وضعت متطلبات سلامة تداول الأغذية في الجمعيات الخيرية، إذ إنه ينبغي عليها الحصول على تصريح من إدارة سلامة الأغذية، والالتزام بمتطلبات عدة، في حال توزيعها للأغذية بشكلٍ مباشر، أو تخزينها في الجمعية قبل توزيعها على الجهات المستفيدة والفئات التي حددها المشروع، وهي الأسر والأفراد المحتاجون، وعمال الشركات والمصانع والمؤسسات، والخيم الرمضانية، وموائد الإفطار. من جهتها، قالت ضابط تفتيش صحة أول في البلدية، ميثاء المري، إن البلدية أطلقت - خلال العام الجاري - ميثاقاً للعمل، وكتيبات تشرح مبادرة حفظ النعمة للمشاركين من الفنادق والجمعيات الخيرية، وغيرها من الجهات التي من المتوقع أن تشارك فيها خلال هذا العام. وأوضحت أن أربعة فنادق وأربع جمعيات خيرية وقعت ميثاق العمل، خلال العام الجاري، في حين أن 12 فندقاً وسبع جمعيات خيرية تعمل مع البلدية من خلال المبادرة، مضيفة أن البلدية تشترط على الجهات التي تقدم الأطعمة، سواءً الفنادق أو المطاعم، أن يكون تقييمها ممتازاً أو جيداً جداً، للتأكد من أنها تتبع الاشتراطات الصحية، مع وجود مشرف صحي معتمد ومفعّل في كل جهة. ولفتت المري إلى أن البلدية تحاول - خلال هذا الشهر - استهداف الخيم الرمضانية التي تنظمها الفنادق، وإدخالها في قائمة المتبرعين، موضحة أن الخيم الرمضانية تزيد كميات الأطعمة، لكنها إلى الآن لم تدخل ضمن قائمة المتبرعين، حتى إن كان الفندق يقدم وجبات صالحة، من خلال حفظ النعمة. وتابعت: نحاول إشراك مصانع المواد الغذائية، التي تنتج المعلبات وغيرها من الأطعمة، خصوصاً تلك التي لا تستفيد منها، سواء بسبب أخطاء في الملصقات أو العبوة، إلا أن الأطعمة صالحة للاستهلاك. وأضافت المري أن البلدية تدرس إمكانية إنشاء ما يسمى بنك الأطعمة، الذي يعمل على تخزين الأطعمة الجاهزة المقدمة من الجهات المختلفة والأفراد في برادات معتمدة، قبل توزيعها على المحتاجين، وبالتالي معرفة الكميات المتوافرة، وكيفية توزيعها. إلى ذلك، قال مدير العمليات في هيئة النفايات في رأس الخيمة، عامر محمود، لـالإمارات اليوم، إن في شهر رمضان من كل عام تزداد كمية النفايات، نتيجة الإسراف المتزايد من قبل السكان في شراء الوجبات الغذائية، مشيراً إلى أن كمية النفايات، التي يتم جمعها من مختلف مناطق الإمارة، تصل إلى 12 ألف طن شهرياً، في حين ترتفع هذه النسبة في شهر رمضان إلى 13 ألفاً و500 طن، ما يعادل زيادة 1500 طن. من جهته، أشار الأمين العام لجمعية الرحمة للأعمال الخيرية في رأس الخيمة، عبدالله سعيد الطنيجي، إلى أن الجمعية لديها برنامج حفظ النعمة، وهو يتمثل في جمع الوجبات الغذائية من أربعة فنادق، لمنع هدرها وإلقائها في حاويات النفايات. وتابع أنه كلما ازدادت كمية الوجبات، التي يتم جمعها من الفنادق، يزيد عدد الأسر المستفيدة من مشروع حفظ النعمة، في الشهر الفضيل.

مشاركة :