تونس :الخليج، وكالات بحث الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أمس الاثنين مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد ثم مع رئيس البرلمان محمد الناصر مقترحه تشكيل حكومة وحدة وطنية الذي أصبح منذ إعلانه الشاغل الرئيسي للوسط السياسي في تونس. وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان أن قايد السبسي بحث خلال لقاء مع الصيد الوضع العام بالبلاد ومقترح حكومة الوحدة الوطنية وضرورة توفير جميع أسباب نجاحها استجابة لمتطلبات المرحلة. ونقلت الرئاسة في بيان ثان عن محمد الناصر قوله إن لقاءه مع قايد السبسي تمحور حول مبادرة حكومة الوحدة الوطنية والتي يعتبرها الناصر تستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية ويتحتم العمل على تجسيمها وتوفير الأرضية الملائمة لإنجاحها في أقرب الآجال. في الأثناء، قال سامي الطاهري المسؤول في اتحاد الشغل امس لإذاعة شمس إف إم الخاصة نحن نرفض المشاركة، والرئيس يعرف مسبقاً أن الاتحاد لن يشارك لأنه ليس مهمتنا الحكم، ولأن دورنا هو أن نلعب التوازن والتعديل. وأضاف نحن مع تشكيل حكومة جديدة، لا بد من التغيير. سنعطي رأينا ونطالب بتشكيل حكومة فيها توافق أدنى حتى لو لم تكن هناك حكومة وحدة وطنية. ودعا إلى عدم تسرع رئيس الجمهورية حتى لا نضطر كل ستة أشهر إلى تشكيل حكومة جديدة، وهي مسألة سوف تعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لأن كل عدم استقرار سياسي ينعكس مباشرة على الاقتصاد الاجتماعي. واعتبر المسؤول النقابي أن حكومة الصيد لم يعد لديها مبررات للوجود قائلاً هذه الحكومة فاشلة من قبل والأزمة السياسية، واستمرار الفساد، والخيارات الاقتصادية هي المحدد الرئيسي في هذا الفشل. ويسود انقسام بين الأحزاب التونسية بشأن المبادرة. وثمنت حركة حراك الشعب المبادرة، لما تضمنته من اعتراف صريح بفشل تجربة حكم الائتلاف الرباعي على كل الأصعدة، وعجزه عن التخلص من معضلة المحاصصة الحزبية. واعتبرت الحركة في بيان أن مبادرة رئيس الجمهورية، هي المخرج الملائم على المدى المنظور من أزمة المصداقية التي انتهت إليها حكومة الائتلاف الرباعي الحاكم، شريطة أن يصحبها حوار حقيقي يضبط أولويات المرحلة المقبلة ويبلور البرنامج الذي ستتشكل على أساسه حكومة الوحدة الوطنية. وبينت الحركة أن المدخل السليم لأي حوار هو أن يكون بناءً ويتحمل كل طرف مسؤوليته فيما آلت إليه أوضاع البلاد، من تدهور وتعقيد، حتى لا تكون المبادرة شعارًا للتنصل من الفشل والتملص من استحقاق المحاسبة الدقيقة على كل الأزمات التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية. وفيما بدأ حزبا نداء تونس وحركة النهضة، أمس اجتماعاً لمناقشة تفاصيل المبادرة، قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إنه من المهم الاتفاق حول الإصلاحات التي سيتم الدفع بها مع الحكومة الجديدة مشيراً إلى أن المبادرة جاءت في الوقت المناسب. وأعلنت الجبهة الشعبية أكبر أحزاب المعارضة عن اجتماع غداً الأربعاء مع عدد آخر من الأحزاب المعارضة القريبة منها.
مشاركة :