لا «وطن» للرواية ونحتاج إلى استراتيجية تصنع تنميتنا الثقافية

  • 1/22/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أقر الروائي علي أبو الريش صاحب الروايات التسع بتسيد الرواية الوجدانية، وتصدرها المشهد الروائي، معيدا ذلك لتحطم الوجدان العربي، الذي يرى بأنه يعيش مرحلة مابعد الفراغ في السرد قائلا: نحن محتاجون إلى رواية وجدانية، لأننا حقيقة نعيش وجدانا مهشما ومحطما، نتج عن أحداث إنسانية تجاوزت طاقة البشر، لذلك هذا الإنسان بحاجة إلى روايات تعيد توازنه النفسي. وأشار أبو الريش في ليلة تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة يوم أمس الأول، إلى أن الرواية يكتبها إنسان، وهذا الإنسان محكوم بمحيط هو الآخر، يحمل قيما وعادات وتقاليد وخطوطا حمراء، مطالبا في الوقت ذاته بتمرد الكاتب متى ما امتلك عناصر تمكنه من اختراق السكون، ومبدياً امتعاضه من تصنيف الرواية بحسب جنسية كاتبها لأن الثقافة واحدة في رأيه.وقال أبو الريش: إذا كنا نعيش في تقسيمات جغرافية فإننا في النهاية منطقة واحدة، وشعب واحد، وكثيرا ما يستفزني حينما أسمع بمن يقول هذا روائي إماراتي وهذا سعودي، لأن الرواية لا تعترف بالحدود، لأنها عمل إنساني أخلاقي خارج أطر الرسومات الجغرافية الموجودة، فالعقل هو الذي يعيش بيننا، وهو - أيضا - الذي ربما يستخدم أسلوب النفاق الاجتماعي كوسيلة لحل قضايا إنسانية، بينما العقل الباطن هو عقل سريري، عقل عفوي فطري، لا يستطيع أن يشذ أو يحيد عن حقائق فطرية مغروسة فيه. وأضاف المحتفى به: حتى نخرج من هذا المأزق نحن بحاجة إلى ثقافة نعيشها، متخذا من البطل الأسطوري من وجدان القارئ الذي يرى أنه لم يعد له وجود في واقعنا المعاصر كما كان في الماضي، مردفا قوله في هذا السياق: تهشم كثير من الثوابت وتحطم كثير من الصور والوجوه، لذلك لم يعد للبطل التاريخي من الأهمية بمكان لدى الروائي، لذلك أصبح البطل التاريخي هو الوطن. وفي معرض حديثه عن تجربته الصحفية التي امتدت قرابة ثلاثة عقود في صحيفة الاتحاد الإماراتية أكد أبو الريش على ما يعانيه الإعلام العربي عامة من تبعية الإعلام الغربي في تناول الأحداث وغياب صناعة الخبر السياسي، والاقتصار على النقل. وعن أسباب عدم تحول روايته «الاعتراف» إلى عمل درامي قال أبو الريش: إن ذلك ليس في ذهن الروائي حين يكتب عمله، وإنما هنالك طرف ثالث تقع على عاتقه هذه المسئولية وهذا الالتزام الأخلاقي والثقافي في سبيل إضافة قيم حضارية، مطالباً بتوجيه السؤال إلى المؤسسات المعنية بإنتاج الدراما الرسمية والخاصة، مختتما حديثه بقوله: إذا كنا نريد أن نخلق واقعاً ثقافياً فإنه يجب أن يكون هناك تلاحم بين الجهات الفنية والثقافية لإنجاح عملية التنمية الثقافية الحقيقية، فعلى الرغم من وجود اجتهادات فردية في بعض المجالات الثقافية في هذا الجانب، إلا أنها ليست كافية وتنقصها استراتيجية العمل الحقيقي لتحقيق هذا الهدف الثقافي.

مشاركة :