مرعي الحليان: «خيانة وطن» تجربة درامية مختلفة

  • 6/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بين التأليف والإخراج والتمثيل، تتعدد مسارات الممثل والمؤلف الإماراتي مرعي الحليان، لتتوزع جهوده بين المسرح والدراما التلفزيونية، التي يطل عبرها لمشاهدي تلفزيون أبوظبي هذه الأيام، عبر العمل الإماراتي الأضخم من نوعه خيانة وطن المأخوذ من رواية ريتاج، للمخرج أحمد المقلة، وهي التجربة التي يرى الحليان أنها مختلفة تماماً عن كل الأعمال التلفزيونية الإماراتية، مشيراً إلى أنه يقدم من خلالها دوراً يشابه شخصياته المعروفة، التي ارتبط بها في أذهان الناس كممثل شرير، إلا أن الشر هذه المرة في شخصية أبو مصعب، يتعدى العضلي، إلى درجة التآمر على الوطن مع تنظيم إرهابي، ويرى الحليان في حواره مع الخليج أن تطوير الكتابة يعتبر أهم الخطوات، لتطوير الدراما الإماراتية والخليجية، مشيراً إلى أن المسرح سرقه منها، معرباً عن أمله في أن يمثل خيانة وطن، سانحة لصناع الدراما للتفكير في إنتاج أعمال تاريخية ضخمة، تقدم تاريخ الإمارات للأجيال المقبلة. يبدأ الحليان بالدفاع عن ارتباطه في أذهان الناس بالممثل الشرير، الذي لا يمكن أن يؤدي إلا أدوار الشر، ويرى أن هذا الاعتقاد ترسخ في أذهان المشاهدين منذ 8 أعوام، عندما أدى دور عبد الله، في عمل الدريشة، من تأليف جمال سالم، وإخراج مصطفى رشيد، وهو يجسد شخصية ابن قاس على أخواته الأربعة، وهو تقريبا مثال للرجل الشرقي التقليدي، ولأنه أول دور بطولة مطلقة له مع نخبة من الفنانين الخليجيين، كان مطلوباً منه إثبات وجوده من خلاله، لذلك سعى لتحقيق أقصى درجة من تقمص الدور، وبعد نجاح العمل الذي ما زال يعرض حتى اليوم، رسخ في أذهان الناس، أنه لا يمكن أن يكون سوى عبد الله الشرير، والذي كرهه المشاهد لقسوته على المرأة، هنالك من صدق هذا الانطباع، لكن في داخله منحه إحساساً بأن الأسلوب الذي اتبعته فيه، في تقمص الشخصية كان جيداً، وتصديق الناس للدور أمر يشبع غرور الممثل، حسب تعبيره. بعد دور عبد الله، الذي ظل ملازماً له، عمل الحليان في 5 أعمال كوميدية فأدى دور سعيد في مسلسل جنون المال، وهي شخصية لطيفة، وكذلك دورعباس في مسلسل عجيب وغريب بجزئيه، إلى جانب شخصية فرج في وديمة وحليمة، وكل هذه الشخصيات كانت لطيفة محبوبة، قام بها الحليان للتخفيف بينه وبين الجمهور، إلا أن الجمهور ما زال معانداً بحسب رأيه لكنه، يصر على أنه ممثل شرير، وهو أمر غير مزعج بالنسبة له، كونه ممثل الشر في الدراما الإماراتية، لأن هنالك قامة مثل الفنان المصري محمود المليجي، وهو رجل مبدع ارتبط بأدوار الشر. وغير بعيد عن أدوار الشر يقول الحليان: إنه يعود في هذا العام لذات الأدوار عبر شخصية أبو مصعب، في مسلسل خيانة وطن، إلا أن مفهوم الشر في هذه الشخصية مختلف تماماً، فهو يتعدى العضلي، إلى درجة التآمر على الوطن مع تنظيم إرهابي. ويعرب عن سعادته بالظهور في العمل الذي يفضح مخططات التنظيم الإرهابي ل الإخوان، مشيراً إلى أن الكاتب الدرامي إسماعيل عبد الله، نجح في الإلمام بظاهرة كبيرة والإحاطة بجميع جوانبها التاريخية، كما أنه تمكن من تغطية الموضوع بشكل موضوعي موزون، كذلك استطاع المخرج أحمد المقلة، تجاوز كل تجاربه الناجحة، التي حققها في الاشتغال مع الفريق الفني، ليسابق نفسه كمخرج في هذا العمل، عبر كاميرا زواياها مختلفة، واختيار لغتها الجديدة، كذلك كان دور المنتج الفنان د. حبيب غلوم، الذي لم يبخل على هذا العمل، مكرساً جميع إمكاناته، ويضيف أن أهمية المسلسل تتعدى موضوعه الحساس، إلى التقنيات العالية التي تم إنتاجه بها، ليخرج بشكل سينمائي عال، يواكب أهمية الموضوع، كل ذلك بتقنيات حديثة، مثل كاميرا الاستدي كامب، التي توفر الصورة الناطقة والمتحركة، إلى جانب كاميرات متحركة علىكرينات. ولا يرى الحليان أن هنالك مغامرة في اعتماد العمل على مجموعة من الوجوه الجديدة، مشيراً إلى أن فريق الإخراج، قام بالاستعانة بهم، في أدوار صغيرة، لكنها تحتاج لممثلين جيدين، وأبان أنها فرصة لهم للظهور، فجميع النجوم اليوم، دخلوا للتمثيل من باب التجربة الأولى، مشيراً إلى أن المشاركين تم اكتشافهم عبر إعلان تلته مقابلات، خضعوا خلالها لاختبارات تمثيل، والمسلسل بالنسبة له يعتبر الإنتاج الأضخم في الإمارات بلا منازع.كما أن خيانة وطن يجب أن يعد محطة انتقال حقيقية، إلى الأعمال الضخمة والكبيرة، وبحسب الحليان، فهنالك الفرص والإمكانات الكافية لإنتاج أعمال بهذا الحجم، لإبراز التاريخ الإماراتي. ويشير إلى أن تجربته في التأليف بدأت تتطور بعد ال 3 نصوص الأولى، التي تلتها ملاحظات نقدية، كانت تغذي التجربة وتطورها، أما على صعيد الإخراج فكان مسرح الطفل هو الانطلاقة، ففي 1994، كان نشاطه يقتصر على مجموعة من الفرق المتفرقة، ليحاول الحليان وزملاؤه إحياءه عبر أعمال مختلفة، وفي أحد الأعمال، التي أحضروا لها مخرجاً، رأى الحليان أنه يبالغ، لأنه يعتقد أن الطفل يحتاج لمبالغة، لكن اختلفوا حول هذا الأمر، ليذهب المخرج، ويجد الحليان نفسه أمام مهمة إكمال العمل، ليبدأ في رسم الحركة، وبعد التفكير فيما قام به، وجد أن لديه جملا جيدة في الإخراج، فأكمل المشوار وعرض مسرحية سعود نينجا، كأول تجاربه في الإخراج، لتتواصل التجربة في مسرحيات أخرى، وهي البطاريق تغني، والقراصنة، وهو آخر عمل له، بالإضافة لعودة السنافر، وليلة وديب، التي حصدت 7 جوائز، ويقول الحليان، إنه يجد متعة في مسرح الطفل، لأن الجمهور بريء وذكي وخياله جامح. قصة أيامنا يعتبر مسلسل أيامنا، العمل الدرامي الوحيد، الذي كتبه الحليان، فله قصة طويلة معه، وواجهته مشكلات إنتاجية، فلم يخرج للناس بشكل جيد، على الرغم من الدعم الذي وجده من عبداللطيف القرقاوي، مدير قناة سما دبي السابق، الذي طلب منه تحويل الموضوعات الاجتماعية التي يناقشها في زاويته الصحفية، إلى حلقات، كانت هي قصة المسلسل، ويقول الحليان: كنت أتوقع أن يحقق نجاحاً كبيراً، لكنه أحبطني فتوقفت عن الكتابة للدراما التلفزيونية، لكن مازال هنالك مجموعة من المنتجين على رأسهم أحمد الجسمي، يحرضونني على الكتابة للتلفزيون، لكن المسرح يسرقني طوال العام، وما إن أفرغ من أيام الشارقة المسرحية، حتى أبدأ، في التجهيز للموسم المسرحي، ثم مهرجان الطفل، وفي كل عام أقرر أني سأكتب مسلسلاً. وحول الإنتاج يقول الحليان: منذ عامين تقريباً بدأت المحطات التلفزيونية ممثلة في تلفزيوني أبوظبي ودبي، في خطة إنتاجية جديدة، تقوم على توزيعه على مدار العام، فبعد أن كانت تنتج مسلسلات لرمضان فقط، أضحت الآن توزع الإنتاج ما قبل رمضان، وبناء على هذا تم تخفيض الكثافة في رمضان، لكنها توزعت حتى لا يقتصر عمل الممثلين والفنانين على رمضان، ليعملوا طوال العام، وهو أمر أفضل بكثير من الموسمية.

مشاركة :