حاول رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، منذ فوزه الانتخابي الرابع في مارس 2015، أن يوسع دائرة تحالفه، الذي يعتبر بعناصره البالغ عددها 61، الأغلبية الأصغر في البرلمان، الذي يضم 120 نائباً. وقد انهمك طوال العام الماضي تقريباً، في خوض محادثات شهدت الكثير من المدّ والجزر مع زعيم حزب الاتحاد الصهيوني، المنتمي إلى يسار الوسط، إسحق هرتزوغ، ليفاجئ البلاد بعقد اتفاق مع أفيغدور ليبرمان، زعيم الحزب القومي اليميني إسرائيل بيتنا. ويظهر التحالف المتجدد مع وزير الخارجية الأسبق، حجم التنازلات التي يستعد نتنياهو لتقديمها للحفاظ على الحكم، لا سيما أن العلاقة بينه وبين ليبرمان، شهدت قطيعةً في الفترة الأخيرة، على خلفية نعت نتنياهو لليبرمان بـ الكاذب والمزور، واتهامه بعدم القدرة على اتخاذ القرارات. ويتولى ليبرمان، مقابل ضم أعضاء الكنيست الخمسة إلى التحالف، منصب وزير الحرب، وهي الحقيبة الأبرز بعد رئاسة الحكومة، ويحصل كذلك على ما يقارب 360 مليون دولار لتعزيز رواتب المتقاعدين، الذين يتحدرون من مهاجري الاتحاد السوفييتي السابق. وتمخض الاتفاق المعقود مع إسرائيل بيتنا عن استقالة وزير الحرب السابق، موشيه يعالون، ليس من الوزارة وحسب، بل من الكنيست.ويذكر أن يعالون قد واجه، أخيراً، نتنياهو، بسبب النقد العسكري لارتفاع موجة العداء للعرب في أوساط المجتمع الإسرائيلي. وينضم يعالون بذلك إلى قافلة الوزراء السابقين المستائين العازمين على إزاحة نتنياهو. ولا يعتبر ليبرمان مأمون الجانب، وقد تعهد بأنه إذا أصبح وزيراً للحرب، فإنه سيصدر أوامر بقتل زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، في حال رفضه مطالب إسرائيل بتسليم جثتي الجنديين الإسرائيليين، اللذين قتلا في غزة عام 2014، في غضون 48 ساعة. وإذ دلّ ذلك على شيء، فهو يدل على أن نتنياهو لن ينعم بالاستقرار الذي كان يتوق إليه.
مشاركة :