شباب في عمر الزهور نفقدهم كل يوم على طرقاتنا، وشباب لم تبدأ حياتهم بعد نراهم في مستشفياتنا ولا نعلم متى سيخرجون. وأصبحت أخبار الحوادث المرورية وحوادث الطرق شيئا روتينيا في حياتنا لدرجة أنه لا يكاد يمر أسبوع إلا وتجد نفسك تقدم العزاء لقريب أو صديق في وفاة سببها حادث مروري. وفي أحيان كثيرة تذهب إلى أكثر من عزاء في يوم واحد بسبب هذه الحوادث. ومع الوقت أصبحت الحوادث المرورية أشبه بكارثة وطنية تسببت في فقدان الآلاف من المواطنين والمواطنات وجرح عدد مماثل. وبالطبع لا ننسى البلايين التي تتم خسارتها بسبب هذه الحوادث المتمثلة في تلف المركبات والآليات، وكذلك لا ننسى فقدان البلايين من الريالات التي يتم صرفها في المراكز الطبية والمستشفيات. وأصبحت الحوادث تأكل جزءا كبيرا من ميزانية الرعاية الطبية لدرجة أن الرعاية الطبية بدأت تتأثر بسبب هذه الحوادث. وأصبحت الحوادث المميتة تشغل بال الكثير من الأسر. ورغم أن الدولة حاولت تطبيق أكثر من قانون للحد من تلك الحوادث، إلا أن هناك حاجة لتغيير مفهوم معنى القيادة الآمنة. وصحيح أن كل شيء مقدر ولكن لا بد من العمل على تغيير الكثير من الإستراتيجيات الخاصة بالسلامة المرورية أو طريقة عمل المرور. فوجود كاميرات لساهر تلتقط صورة لمركبة تزيد سرعتها عن عشرة كيلو مترات عن السرعة المحددة ليس الحل الأمثل في الحد من الحوادث في وقت نرى فيه مركبة ترتكب مخالفة أخطر جراء أسلوب قيادة متهورة وخاصة على الطرق السريعة. ولهذا لا بد من تواجد سيارات المرور بصلاحية أكبر للحد من القيادة المتهورة التي نراها على طرقنا. وهذه القيادة المتهورة نراها في شوارعنا وطرقنا بصورة مستمرة؛ لأن قائد المركبة يعرف أنه لن تتم مخالفته بسبب القيادة المتهورة مثل أسلوب التجاوز من الجهة الخطأ. بل أننا لا نعلم إن كانت هناك آلية لدى المرور لمخالفة قائد المركبة المتهور. وأكثر ما أستغربه هو أيضا رؤية الكثير من السيارات المظللة بالكامل لتشمل الزجاج الأمامي الذي يقلل من القدرة على الرؤية خاصة أثناء الليل، رغم أن هذه السيارات تمر عبر نقاط تفتيش، ومع ذلك لا نجد الصرامة المطلوبة من قبل أمن الطرق على الطرقات السريعة أو سيارات المرور داخل المدن. وشيء آخر يحير الكثير وهو العدد القليل في سيارات المرور التي من المفروض أن تجوب الشوارع أو الطرق المحيطة بالمدن لكي تكون متواجدة لمراقبة الطرق والتي لا تخلو بصورة مستمرة من سائق متهور أو مركبة مخالفة خاصة الشاحنات ذات الحمولة الكبيرة التي يفتقد بعضها للكثير من معايير السلامة. وأصبحت بعض الطرق مثل طريق الدمام - الجبيل أو الدمام - الأحساء أو الدمام - الخبر تشكل ضغطا نفسيا كبيرا على كاهل كل قائد مركبة، رغم أن هذه الطرق السريعة واسعة ومتعددة المسارات وتمت إضافة أنوار على طول الطرق، إلا أن الكثير من قادة المركبات حولوها إلى طرق مرعبة.
مشاركة :