يسعى المنتخب الكولومبي لأن يكون أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي عندما يلتقي مع الباراغواي، فيما تخوض الولايات المتحدة المستضيفة قمة نارية أمام كوستاريكا لتفادي خطر الخروج المبكر في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لبطولة كوبا أميركا لكرة القدم. وكان المنتخب الكولومبي استهل مشواره في البطولة القارية التي تقام لأول مرة خارج أميركا الجنوبية بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاقها، بفوز على أصحاب الضيافة بثنائية نظيفة، وهو يرصد العلامة الكاملة في المباراة الثانية لحسم تأهله مبكرا. في المقابل، سقطت الباراغواي في فخ التعادل السلبي أمام كوستاريكا، وستخوض المباراة الثانية تحت الضغط كون تعثرها سيصعب مهمتها في مواصلة مشوارها في البطولة التي نالت لقبها مرتين عامي 1953 و1979. على استاد «روز بول» في مدينة باسادينا الأميركية تمني كولومبيا النفس باستعادة خدمات قائدها ونجمها خاميس رودريغيز الذي تعرض إلى إصابة خلع الكتف في المباراة أمام الولايات المتحدة واضطر إلى ترك مكانه في الدقيقة 73 لغييرمو سيليس. ولم يعط الجهاز الطبي للمنتخب الكولومبي أي خبر عن الحالة الصحية لرودريغيز لكن تردد أن نجم ريال مدريد الإسباني تدرب مع رفاقه أول من أمس. وقال نيستور لورينزو، مساعد الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، المدير الفني لكولومبيا، متحدثا عن لاعب ريال مدريد: «بعيدا عن التكهن بوجوده أو عدم وجوده، سننتظر لكي نرى كيف يتطور الأمر معه». ورغم أنه لا يوجد تقرير رسمي صادر من الجهاز الطبي للمنتخب الكولومبي، يرى المسؤولون عن الفريق عدم الدفع باللاعب أمام الباراغواي والاستمرار في تنفيذ برنامج التعافي بهدف اللحاق بالمباراة الأخيرة في المجموعة الأولى أمام كوستاريكا. ويدرس المنتخب الكولومبي في الوقت الراهن البدائل المتاحة لتعويض غياب نجم الفريق المصاب، حيث أصبح اسم دايرو مورينو يتردد بقوة، رغم أن مهام رودريغيز سيتولى تنفيذها مجموعة من اللاعبين. وأضاف لورينزو: «دايرو يفكر كمهاجم ولكن لديه نظرة واسعة وقدرة على التحكم في الكرة حيث يستطيع اللعب في مركز متأخر، يمكنه القيام بهذه المهمة كبديل، إنه لاعب متعدد المهام». ويعتبر لاعب وسط الميدان ايدوين كاردونا أحد اللاعبين المميزين أيضا في صناعة الأهداف وهو من قبل تحدي الاطلاع بمهام خاميس في المباراة المقبلة، رغم تأكيده على رغبته باللعب بجانب النجم الكبير داخل الملعب. وتابع لاعب وسط ميدان مونتيري المكسيكي: «نعرف قيمة خاميس وما يعنيه بالنسبة للمنتخب، إنه يجعلنا جميعا نلعب بشكل أكثر سهولة، نأمل في أن يلحق بالمباراة وإذا لم يتمكن من ذلك فإننا سنبذل قصارى جهدنا لتعويض غيابه». وأكمل كاردونا: «المسؤولية تقع على الجميع ولهذا فإننا نتدرب ونجهز أنفسنا، أنا مستعد للقيام بأي شيء يقوله المدرب وللعب في المكان الذي يراه أفضل للفريق». ويعتبر رودريغيز الذي سجل الهدف الثاني في مرمى الولايات المتحدة من ركلة جزاء من الركائز الأساسية في تشكيلة المنتخب الكولومبي الذي كسب قلوب الناس عندما بلغ الدور ربع النهائي لمونديال 2014 في البرازيل بفضل إنجازاته، قبل أن يقوده إلى ربع نهائي المسابقة القارية العام الماضي، حيث خسر أمام الأرجنتين بركلات الترجيح. وتحتل كولومبيا راهنا المركز الرابع عالميا في تصنيف الاتحاد الدولي وراء الأرجنتين وبلجيكا وتشيلي، لكنها حققت نتائج متوسطة في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، إذ تحتل المركز الخامس في المجموعة الموحدة بعد 6 جولات. ويملك مدرب كولومبيا الأرجنتيني خوسيه بيكرمان الكثير من الأسلحة البراقة لحسم التأهل في مقدمتها مهاجم ميلان الإيطالي كارلوس باكا ولاعب وسط تشيلسي الإنجليزي المعار إلى يوفنتوس الإيطالي خوان كوادرادو ولاعب وسط إنترميلان الإيطالي خيسون موريو بالإضافة إلى قطب دفاع ميلان كريستيان زاباتا وحارس مرمى آرسنال الإنجليزي ديفيد أوسبينا. ولن يكون المنتخب البارغواياني لقمة سائغة أمام كولومبيا، وهو سيسعى إلى الثأر من الأخيرة التي حسمت المواجهات الثلاث الأخيرة بينهما في صالحها وذلك في التصفيات الأميركية المؤهلة إلى مونديالي 2010 و2014 بينها خسارتان في اسونسيون صفر - 2 و1 - 2. يعول المدرب الأرجنتيني رامون دياز على مجموعة من المحليين والمحترفين في المكسيك، بالإضافة إلى المهاجمين المخضرمين روكي سانتا كروز (ملقة الإسباني) ونلسون فالديز (سياتل ساوندرز الأميركي) والمدافع باولو دا سيلفا (تولوكا المكسيكي)، لكنه لم يستدع المخضرم لوكاس باريوس، 31 عاما، مهاجم بالميراس البرازيلي الذي سجل هدفين في النسخة الأخيرة. وكان دياز أعرب عن غضبه من توقيت المباراة الأولى أمام كوستاريكا حيث بلغت درجة الحرارة 33 درجة مئوية، وقال إنه من الجنون اللعب في هذه الأجواء، مضيفا: «يجب الأخذ بعين الاعتبار حياة اللاعبين لأنهم الأساس في هذه البطولة». ولم يخرج مدرب كوستاريكا أوسكار راميريز عن هذا الإطار وأكد أن الطقس هو السبب في تعادل المنتخبين وتواضع مستوى لاعبيهما. وأضاف: «كان يجب أن نظهر بصورة أفضل ولكنني أتفهم أيضا أن اللاعبين عانوا من الإجهاد ودرجة الحرارة المفرطة. أعتقد أنها بلغت 37 درجة مئوية». وتنتظر كوستاريكا قمة نارية أمام الولايات المتحدة في مباراة تواجه فيها الأخيرة خطر الخروج المبكر. وتعتبر المواجهة بين ممثلي أميركا الشمالية ثأرية للأميركان الذين خسروا وديا أمام كوستاريكا في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما أنهم انهزموا أمام ضيوفهما 1 - 3 في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014. وقد تكون المواجهة مصيرية بالنسبة إلى مدرب الولايات المتحدة الألماني يورغن كلينزمان الذي يواجه انتقادات لاذعة منذ الفشل في بطولة الكأس الذهبية 2015 بسبب العروض والنتائج المخيبة التي تحققها الولايات المتحدة. لكن كلينزمان بدا مرتاحا عقب الخسارة أمام كولومبيا، وقال: «عوقبنا بركلتين ثابتتين، ولكنني مرتاح للعرض الذي قدمه فريقي، فرضنا أسلوب لعبنا طيلة 90 دقيقة.. ليس هناك أي مشكلة، إذا فزنا في المباراتين المقبلتين سنبلغ الدور ربع النهائي». وبدورها تسعى كوستاريكا إلى تحقيق الفوز لتعزيز حظوظها في بلوغ الدور ربع النهائي قبل مواجهة كولومبيا في الجولة الثالثة الأخيرة. ويشهد تاريخ لقاءات الفريقين على تكافؤ واضح في المستوى، حيث سبق أن التقيا 28 مرة فكان الفوز من نصيب المنتخب الأميركي في 13 منها مقابل 11 هزيمة وأربعة تعادلات. * المكسيك تسقط الأوروغواي وضمن منافسات المجموعة الثالثة أسقطت المكسيك الأوروغواي 3 - 1 في لقاء قمة عاصف على ملعب جامعة فينيكس أمام 63 ألف متفرج وأكمله المنتخبان بعشرة لاعبين. وارتكب المنظمون خطأ عندما عزفوا النشيد الوطني التشيلي بدلا من الأوروغواياني قبل انطلاق المباراة، قبل أن يعتذروا عن «الخطأ البشري»، لكن اتحاد أوروغواي أرسل خطابا احتجاجيا شديد اللهجة أكد فيه أن «الإهانة التي حدثت جراء ذلك لا تغتفر». وقال اتحاد الأوروغواي لكرة القدم في خطابه، الموقع باسم رئيسه ويلمار بالديز: «نعتبر هذا العمل إهانة بالنسبة لاتحاد أوروغواي لكرة القدم وللاعبينا ولجميع شعبنا، الأمر يتعلق بلحظة خاصة للغاية قبل انطلاق كل مباراة». لم تمض أربع دقائق حتى افتتحت المكسيك التي حظيت بتشجيع كبير كون المباراة أقيمت في فينيكس (ولاية أريزونا) التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود المكسيكية، بواسطة مدافع الأوروغواي ألفارو بيريرا الذي حول كرة أندريس غوادرادو العرضية داخل شباكه بالخطأ. ومارس المنتخب المكسيكي ضغطا هائلا على نظيره الأوروغواياني من دون أن يتمكن من زيادة غلته من الأهداف. وزادت الأمور سوءا بالنسبة إلى الأوروغواي التي غاب عنها هدافها لويس سواريز لمعاناته من تمزق في العضلة الخلفية، إثر طرد لاعبها ماتياس فيسينو في أواخر الشوط الأول إثر تلقيه بطاقة صفراء ثانية في المباراة ليكمل فريقه المباراة بعشرة لاعبين. ثم جاء دور غوادرادو ليطرد في الدقيقة 73 من صفوف المكسيك، وسرعان ما نجح غودين في معادلة الأرقام بعدها بدقيقة واحدة من كرة رأسية، لكن الكلمة الأخيرة كانت للمكسيك التي سجلت هدفين في الدقائق السبع الأخيرة أولا عبر المدافع المخضرم رافايل ماركيز البالغ من العمر 37 عاما بتسديدة رائعة سكنت سقف الشباك في الدقيقة (85)، ثم بواسطة هيكتور هيريرا في الدقيقة 90.
مشاركة :