دبي: نادية سلطان تشهد إمارة دبي مع بداية شهر رمضان الفضيل، نشاطاً مكثفاً تنظمه عدة جهات على امتداد الإمارة، حيث يرى المتتبع لهذا النشاط أن هناك ثلاث فعاليات كبرى يتم تنظيمها، وفي مقدّمتها جائزة دبي الدولية للقرآن في دورتها العشرين، والتي سميت بجائزة راشد بن محمد - رحمه الله - لتلك الدورة، حيث تتضمن الجائزة عدة فعاليات خلال الشهر الفضيل، تبدأ ببرنامج محاضرات دينية متميزة، ثم تليها المسابقة الدولية التي يشارك فيها نحو 92 حافظاً لكتاب الله الكريم، والذين تملأ أصواتهم الجميلة كافة الفضائيات العالمية، بخلاف الحضور الكثيف من أفراد الجمهور لهذين الفعاليتين، ثم تليهما الفعالية الثالثة وهي الاحتفال بحفظة القرآن، وتسمية الفائز بالشخصية الإسلامية التي يتم اختيارها على أساس الأعمال الجليلة التي قدّمتها في خدمة القرآن الكريم. وننتقل من الجائزة لنجد فعاليات أخرى تملأ مساجد دبي، من خلال عدة فعاليات تنظمها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ومنها فعالية قرّاء دبي الذين يثرون مساجد الإمارة بأصواتهم الجميلة وقراءة القرآن، من صلاة العصر وحتى الانتهاء من صلاة التراويح، تقام تلك الفعالية في أكثر من 600 مسجد في دبي وحتا، ويستفيد منها نحو 400 ألف شخص. وتأتي الفعالية الثانية الكبرى وهي الملتقى الرمضاني، والذي أطلق عليه أيضاً ملتقى راشد بن محمد رحمه الله، والذي يستضيف نخبة من علماء الأمة الإسلامية، يتحدثون لجموع الجمهور عن أهم تعليمات القرآن الكريم وسماحته، من خلال محاضرات شاملة جامعة لكل مناحي الحياة. أما الحدث الثالث والذي يملأ مساجد الإمارة الأكثر كثافة من الحضور، فهي فعالية هبوب الخير التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ليس على مستوى دبي فقط، ولكن على مستوى الدولة، حيث يستضيف عدداً من كبار القرّاء والعلماء الإسلاميين لصلاة الترويح في تلك المساجد وإعطاء الدروس الدينية. ومع كل تلك الفعاليات وغيرها نجد أن مساجد دبي كافة تصدح بقراءة القرآن والدروس والمحاضرات الدينية طوال الشهر الفضيل، في أسلوب متناغم دون تعارض أية جهة مع الأخرى، ولكن في تكامل وتعاطٍ مميز جاذب لجمهور المسلمين من كافة أجناس العالم، وبعدد من لغات العالم في مقدمتها اللغة العربية. وتعليقاً على تلك الفعاليات، قال الدكتور حمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، إن كل تلك الفعاليات هي احتفاء بالشهر الفضيل من جانب، ولإسعاد الجمهور ووضعهم في جو روحاني يليق بقيمة هذا الشهر الكريم وفضائله، لافتاً أنه تقابل مع العديد من الزائرين الذين يأتون إلى دبي خصيصاً خلال شهر رمضان، من أجل حضور تلك الفعاليات والعيش في هذه الأجواء الروحانية الجميلة التي لا يجدونها في بلدانهم. و أضاف أن هناك العديد من الأسر تأتي لقضاء الشهر الكريم كاملاً على أرض دبي، مشيراً إلى مقولة لأحد الأشخاص والذي يواظب على الحضور بأسرته سنوياً، إنه يجد من التلاحم والتسامح والروحانيات الجميلة، والتعاضد والتكاتف على أرض دبي ما لم يجده في أي بلد آخر خاصة في شهر رمضان الكريم. من جانبه قال عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إن هبوب الخير وقرّاء من الإمارات الذين يثرون صلاة الترويح كل ليلة في مسجد الورقاء، من الفعاليات التي كبرت وتميّزت وجذبت إليها أفراد الجمهور من كافة إمارات الدولة. وأكد أن تلك الفعاليات مجتمعة، استهدفت كافة أفراد الجمهور المسلم على مختلف أجناسه ولغاته، حيث هناك محاضرات مخصصة لغير الناطقين بالعربية.
مشاركة :