مع فوز بولندا وأوكرانيا باستضافة البطولة الأوروبيّة الرابعة عشرة، بدت «يورو 2012» كأنّها نسخة طبق الأصل من سابقتها «يورو 2008». فالاستضافة جاءت مشتركة بين بلدين جارين، وأحد هذين البلدين لم يسبق له أن شارك في النهائيّات، بينما رصيد الآخر لا يكاد يذكر، كما أن كلاً منهما خصّص أربعة ملاعب في أربع مدن للمباريات التي سيستضيفها. وشارك في تصفيات «يورو 2012» 51 منتخبًا، وجاءت نتائج التصفيات منطقيّة مع تأهلّ المنتخبات «الكبرى»، بما فيها إنجلترا والدنمارك بعد غيابهما عن البطولة الثالثة عشرة. أمّا أبرز الغائبين، فكان منتخب تركيّا الذي بلغ الدور نصف النهائي في «يورو 2008»، ومنتخبا سويسرا والنمسا اللذان استضافا تلك البطولة. «لعنة» الاستضافة في عاصمتها وارسو، خاضت بولندا المباراة الافتتاحيّة للبطولة ضدّ اليونان بطلة العام 2004، وأنهت الشوط الأول بالتقدّم في النتيجة وفي عدد اللاعبين، وذلك بعد تسجيل نجمها روبرت ليفاندوفسكي هدفًا برأسه في الدقيقة 17، وطرد المدافع اليوناني سقراط باباستاتوبولوس في الدقيقة الأخيرة من الشوط. لكنّ اليونان دخلت الشوط الثاني بتصميم على قلب النتيجة، فأحرز لاعبها البديل ديمتريس سالبنغيديس هدف التعادل بعد انقضاء خمس دقائق فقط، وفي الدقيقة 69، حصلت اليونان على ركلة جزاء إثر عرقلة سالبنغيديس نفسه داخل الصندوق من قبل الحارس فويتشيخ شتيسني الذي نال بطاقة حمراء. لكنّ أول مساهمة للحارس الاحتياطي شميسلاف تيتون كانت صدّ ركلة الجزاء التي سدّدها النجم المخضرم جورجيوس كاراغونيس. واللقاء الآخر في المجموعة الأولى أسفر عن اكتساح روسيّا للمنتخب التشيكي بنتيجة 4 – 1، في مباراة تألّق فيها المهاجم الروسي الآن دزاغوييف بتسجيله هدفين. وبعد السبق الذي حقّقه مواطنه خوس هيدينك في «يورو 2008»، بات مدرّب روسيا الهولندي ديك أدفوكات ثاني مدرّب يقود أكثر من منتخب في النهائيّات. والمفارقة أنّ المنتخبين هما هولندا وروسيا في الحالتين. وعوّض التشيك أكبر خسارة يتعرّضون لها في مستهلّ بطولة كبرى بتحقيقهم فوزًا صاعقًا على اليونان في المرحلة الثانية، حيث سجّلا أسرع تقدّم بهدفين متتاليين في تاريخ النهائيّات عبر بيتر ييراتشيك في الدقيقة الثالثة، وفاتسلاف بيلار في الدقيقة السادسة. ورغم إحراز اليونان هدف تقليص الفارق مطلع الشوط الثاني، فإن منتخب تشيكيا حافظ على تقدمه، وثأر لخسارته في نصف نهائي «يورو 2004». أمّا المنتخب المضيف، فخاب أمله بتحقيق انتصارٍ أول عندما تعادل مع روسيا بهدف لكل منهما، وتحسّر البولنديّون كثيرًا على النقاط الأربع التي أهدروها في مباراتي اليونان وروسيا، عندما خسروا مباراتهم الأخيرة ضدّ تشيكيا بهدف وحيد، ليتذيّلوا ترتيب المجموعة، ويغادروا البطولة من دون تحقيق أي انتصار. ومع تصدّر تشيكيا المفاجئ للمجموعة، دخلت روسيا في مواجهة دراماتيكية مع اليونان من أجل الحصول على بطاقة التأهّل الثانية. قائد اليونان كاراغونيس، الذي عادل رقمًا قياسيًا بخوضه المباراة الدولية رقم 120، تمكّن من تعويض ما فاته في المباراة الافتتاحيّة، إذ سجّل هدف المباراة الوحيد في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول، ليقود فريق بلاده إلى الدور ربع النهائي. والمفارقة أنّ خروج روسيّا جاء بعدما كانت تتصدّر ترتيب المجموعة قبل هذه المباراة، بينما جاء تأهّل اليونان بعدما كانت تحتّل المركز الأخير في المجموعة. وفي أولى مباريات المجموعة الثانية، فازت الدنمارك على هولندا بهدف وحيد. وضمّت تشكيلة منتخب «الطواحين» في هذه المباراة الظهير الشاب جيترو فيليمز، البالغ من العمر 18 عامًا و71 يومًا، والذي بات أصغر لاعب يشارك في النهائيّات على الإطلاق، بعدما كان هذا اللقب في حوزة البلجيكي إنزو شيفو منذ العام 1984. اللقاء الآخر بين ألمانيا والبرتغال كان أكثر توازنا في الأداء، لكنّ هدفًا رأسيًا من ماريو غوميز في الشوط الثاني كان كافيًا لحصد الألمان نقاط المباراة الثلاث. في المرحلة الثانية، تمكّنت البرتغال من تعويض خسارتها أمام ألمانيا بفوز صعب على الدنمارك 3 / 2، وفي المباراة الأخرى بين ألمانيا وهولندا حسم منتخب الماكينات الانتصار لصالحه 2 / 1. وشهدت مرحلة الحسم حصول ألمانيا على العلامة الكاملة بفوز ثالث على الدنمارك كانت نتيجته 2 - 1، سجل للفائز لوكاس بودولسكي ولارس بيندير، وللخاسر كرون ديلي. في الوقت نفسه، كانت هولندا تتعرّض لخسارتها الثالثة على التوالي على يد البرتغال 2 – 1، بفضل النجم كريستيانو رونالدو الذي سجل هدفي بلاده، ويحول دون انتهاء أيّة مباراة في هذه المجموعة بالتعادل. قمّة أولى متكافئة أول لقاءات المجموعة الثالثة كان بمثابة قمّة مبكرة بين إيطاليا وإسبانيا بطلة أوروبا وكأس العالم التي فازت في آخر 14 مباراة رسميّة لها على التوالي، بدءًا من المونديال، وانتهاءً بكافة مبارياتها الثماني في تصفيات «يورو 2012». وبعد شوط سلبي وبطاقة صفراء لمهاجم إيطاليا الأسمر ماريو بالوتيللي، قرّر المدرّب تشيزاري برانديلّي استبداله مطلع الشوط الثاني بالمخضرم أنطونيو دي ناتالي، البالغ من العمر 35 عامًا، فاستغرقه الأمر خمس دقائق فقط كي يثبت لمدرّبه صحّة القرار، إذ أحرز هدف التقدّم لإيطاليا في الدقيقة 61. لكنّ فرحة الطليان لم تدُم سوى ثلاث دقائق، حيث أحرز سيسك فابريغاس هدف التعادل للإسبان. وفي اللقاء الآخر، لم تحسن كرواتيا الترحيب بمنتخب آيرلندا العائد إلى النهائيّات بعد غياب 24 عامًا، وهزمته بثلاثة أهداف مقابل هدف. يذكر أنّ المدرّب الطلياني لجمهوريّة آيرلندا، جيوفاني تراباتوني، كان قد درّب منتخب بلده في «يورو 2004»، فبات ثالث مدرّب يقود أكثر من منتخب في النهائيّات، بعد الهولنديّين هيدينك وأدفوكات. المرحلة الثانية شهدت تعادلاً آخر للطليان، رغم تقدّمهم على كرواتيا حتى الدقيقة 72 من المباراة بهدف سجّله أندريا بيرلو، لكنّ الكروات استطاعوا التعادل عبر هدف ماندجوكيتش قبل النهاية بنحو 18 دقيقة. وضرب الإسبان بقوّة في المباراة الأخرى، عندما اكتسحوا جمهورية آيرلندا بأربعة أهداف نظيفة، بينها هدفان لفرناندو توريس، العائد إلى التشكيلة الأساسية مكان فابريغاس، رفعا رصيده إلى 30 هدفًا دوليًا. والخسارة أمام الإسبان كانت الثانية على التوالي لمنتخب آيرلندا، الذي بات أول فريق يخرج من المنافسة. وسرعان ما لحقتها خسارة ثالثة أمام إيطاليا في المرحلة الثالثة بهدفين سجّلهما أنطونيو كاسانو وبالوتيللي. في الوقت نفسه، انتزعت إسبانيا فوزا صعبا ومتأخرا على كرواتيا بهدف خيسوس نافاس لتتصدّر المجموعة وتأتي إيطاليا ثانية. وشهدت أولى مباريات المجموعة الرابعة تعادل إنجلترا وفرنسا بهدف لهدف، لتفشل الأولى في تحقيق أي فوز على خصمها في النهائيّات. أمّا انطلاقة ثاني المنتخبين المضيفين، أوكرانيا، فكانت أشبه بالحلم لجمهور ملعب كييف الأولمبي الذي فاق عدده الـ64 ألف متفرّج، بانتصار على السويد بهدفين سجلهما المخضرم أندريه شيفتشينكو، مقابل هدف لزلاتان إبراهيموفيتش. تجدر الإشارة إلى أن شيفتشينكو البالغ من العمر 35 عامًا و256 يومًا، بات ثاني أكبر لاعب يسجّل في النهائيّات بعد النمساوي إيفيتسا فاستيتش الذي كان عمره 38 عامًا و257 يومًا عندما سجّل هدفًا في «يورو 2008»، والمفارقة أنّ فاستيتش وتشيفتشينكو مولودان في اليوم نفسه، 29 سبتمبر (أيلول). مباراة أوكرانيا الثانية ضدّ فرنسا توقّفت بسبب المطر الغزير بعد خمس دقائق فقط على بدايتها. وبعد نحو ساعة من الزمن، استأنف الحكم الشوط الأول الذي انتهى سلبيا. وبعد تسجيل سمير نصري هدفًا في المباراة الأولى، سطع نجم لاعب آخر من أصل عربي في منتخب فرنسا هو كريم بنزيمة الذي صنع هدفين لزميليه جيريمي مينيز ويوهان كاباي في غضون ثلاث دقائق من مطلع الشوط الثاني حسما الفوز. وتساوت إنجلترا مع فرنسا في صدارة الترتيب، بعد فوزها الصعب على السويد في المباراة الأخرى 3 - 2، ما أدّى إلى خروج السويد من المنافسة نهائيًا. واحتلّ الإنجليز صدارة المجموعة عندما فازوا في المرحلة الثالثة على أوكرانيا بهدف رأسي للنجم العائد من الإيقاف واين روني مطلع الشوط الثاني، فيما لحق منتخب أوكرانيا بالمضيف الآخر منتخب بولندا ليشاهدا معًا الدور ربع النهائي من المدرّجات، تمامًا كما فعل منتخبا النمسا وسويسرا في «يورو 2008». وفي مباراة غير مؤثرة، نال منتخب السويد تعويضًا معنويًا عندما هزم منتخب فرنسا، المتأهّل مبكرا إلى دور الثمانية، بهدفين نظيفين لإبراهيموفيتش. قصّة مجموعتين! أفضت نتائج دور الثمانية إلى خروج ممثلي المجموعتين الأولى والرابعة من المنافسة وانعقاد لواء الدور نصف النهائي للمنتخبات المتأهّلة عن المجموعتين الثانية والثالثة فقط، ألمانيا ووصيفتها البرتغال مع إسبانيا ووصيفتها إيطاليا. ففي أولى مباريات الدور ربع النهائي بين البرتغال وتشيكيا بطلة المجموعة الأولى، نجح الدفاع التشيكي العنيد في صدّ الهجمات البرتغالية معظم فترات المباراة، إلى أن حسم كريستيانو رونالدو الفوز في الدقيقة 79 بكرة رأسيّة. هذا كان الهدف الثالث في البطولة لقائد البرتغال، وتساوى به مع كل من ماندجوكيتش وغوميز ودزاغوييف في صدارة ترتيب الهدّافين. من جهتها، اكتسحت ألمانيا منتخب اليونان ثاني المجموعة الأولى بنتيجة 4 - 2، فسجّلت انتصارها الرابع على التوالي في البطولة، والخامس عشر في المباريات الرسمية، بدءًا بمباراة المركز الثالث لكأس العالم 2010، ومرورًا بعشرة انتصارات كاملة في تصفيات «يورو 2012». وثالث أيام الدور ربع النهائي كان نجمه الأبرز لاعب خط الوسط الإسباني تشابي ألونسو، الذي سجّل هدفي المباراة التي تفوّق فيها فريقه على منتخب فرنسا لأوّل مرّة في منافسات رسميّة، علمًا أنّه كان يحتفل بخوض مباراته الـ100 مع إسبانيا. وآخر مباريات هذا الدور بين إنجلترا بطلة المجموعة الرابعة وإيطاليا انتهت بالتعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، رغم سيطرة إيطاليا على مجرياتها، وهو ما كان يخشاه الفريقان معًا بالنظر إلى سجلّهما السيّئ في ركلات الترجيح. ولعلّ نتيجة هذه الركلات كانت عادلة نوعًا ما، أو أنّ الاسم «أشلي» ليس مناسبًا لها.. فقد أهدر الطليان ركلة واحدة مقابل ركلتين أهدرهما أشلي يونغ الذي سدّد في العارضة وأشلي كول الذي التقط بوفون تسديدته الضعيفة، لتفوز إيطاليا في النهاية بنتيجة 4 - 2 من دون الحاجة لتسديد إنجلترا ركلتها الأخيرة. بالوتيللي يقصي الألمان وفاة لاعب نادي ريال بيتيس الشاب ميكي روكي بمرض السرطان قبل ثلاثة أيام خيّمت على أجواء المباراة الأولى للدور نصف النهائي بين الدولتين الجارتين إسبانيا والبرتغال، التي دخلها اللاعبون الإسبان حاملين شارات سوداء على أذرعتهم. ولم تحفل المباراة نفسها بكثير من الفرص، فاستمرّ التعادل السلبي حتى نهاية وقتها الإضافي. كريستيانو رونالدو، أخصّائي ركلات الجزاء، طلب من المدرّب تسديد ركلة فريقه الخامسة، بدلاً من الأولى كما يفترض.. ولعلّه كان يعتزم الاحتفال من خلالها بإقصاء الإسبان والتأهّل إلى النهائي الثاني له في ثماني سنوات. غير أنّه لم يحظَ حتى بفرصة تسديد تلك الركلة، إذ تصدّى فابريغاس لركلة إسبانيا الخامسة بينما كانت النتيجة 3 - 2 لصالح الإسبان، فنجح في تنفيذها وحسم النتيجة وسط حسرة رونالدو المضاعفة. نصف النهائي الآخر خاضه الألمان على أمل تحقيق أول فوز لهم على إيطاليا، فالمباريات السبع التي جمعت المنتخبين سابقًا في كأس العالم وفي البطولة الأوروبية انتهت جميعها بالتعادل أو بفوز الطليان. وأعاد التاريخ نفسه مرّة أخرى، عندما استطاع رجال برانديلّي إصابة مرمى الحارس الألماني مانويل نوير مرّتين في الشوط الأول، وعن طريق اللاعب نفسه، ماريو بالوتيللي. ولم تثمر محاولات الألمان للعودة إلى المباراة في الشوط الثاني إلا في آخر لحظاته، حيث حصلوا على ركلة جزاء نجح مسعود أوزيل من خلالها في تسجيل هدف قلص النتيجة لا أكثر. تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قرّر توزيع ميداليات برونزيّة على منتخبي ألمانيا والبرتغال معًا، وذلك للمرّة الأولى منذ بطولة العام 1980 التي شهدت إقامة آخر مباراة للفوز بالمركز الثالث. ثلاثيّة ألقاب تاريخيّة فوز الطليان المستحقّ على ألمانيا في نصف النهائي فرضهم مرشحين جدّيين للفوز بلقب البطولة قبيل انطلاق المباراة النهائيّة ضدّ إسبانيا، حاملة اللقب. لكنّ كل تلك التوقّعات أصيبت بالخيبة جراء أفضل أداء إسباني في البطولة. فقد أحكم الإسبان سيطرتهم على المباراة منذ بدايتها، وسجّل لهم ديفيد سيلفا الهدف الأول في الدقيقة 14 من رأسيّة «نادرة» له. ثم عزّز المنتخب الإسباني النتيجة قبيل انتهاء الشوط الأول بهدف للظهير جوردي ألبا، هو الأول له دوليًا. وعندما خرج بديلهم الثالث تياغو موتا مصابًا في الدقيقة 62، شعر الطليان بأن أمل العودة إلى المباراة قد انتهى، حيث تحتّم عليهم لعب 28 دقيقة بعشرة لاعبين، في المقابل أحسن الإسبان استغلال الفرصه ليسجل البديل فرناندو توريس هدفا ثالثا، وأصبح اللاعب الوحيد الذي يسجّل في مباراتين نهائيّتين، بعدما كان قد سجّل هدف الفوز على ألمانيا في نهائي «يورو 2008». وبعد ثلاث دقائق على هدف توريس، دخل ماتا بديلاً لأندريس إنييستا، ونجح أيضًا في التسجيل لينتزع الإسبان فوزا برباعية نظيفه، وهو ورقم قياسي لمباراة نهائيّة. هذا الفوز الكاسح لمنتخب إسبانيا أمام 63 ألفًا و170 متفرّجًا احتشدوا في ملعب كييف الأولمبي، جعله أول منتخب في التاريخ يفوز بثلاث بطولات كبرى متتالية، إضافة لكونه حامل اللقب الوحيد في البطولة الأوروبية الذي ينجح في الدفاع عن لقبه. إلى ذلك، كان هذا أول فوز للإسبان على الطليان في مباراة رسمية منذ 92 عامًا. قائد إسبانيا كاسياس حقّق في المباراة النهائيّة الفوز رقم 100 له مع المنتخب الإسباني، واحتفل بهذه المناسبة عبر الحفاظ على شباكه نظيفة للمباراة الدولية رقم 79... وكلاهما رقم قياسي يصعب الاقتراب منه. أمّا مدرّب الفريق البطل فيشينتي ديل بوسكي، فقد بات أول مدرّب في التاريخ يجمع ألقاب البطولة الأوروبية وكأس العالم ودوري الأبطال الأوروبي. * هدّافو «يورو 2012» فرناندو توريس إسبانيا 3 أهداف ألان دزاغوييف روسيا 3 أهداف ماريو ماندجوكيتش كرواتيا 3 أهداف ماريو غوميز ألمانيا 3 أهداف ماريو بالوتيللي إيطاليا 3 أهداف كريستيانو رونالدو البرتغال 3 أهداف
مشاركة :