أكدت هيئة كبار العلماء أن من أجل مقاصد الحج تعظيم حرمات الله، وأن من تعظيم شعيرة الحج أن تُؤدى كما أداها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وأنه ليس من تعظيم الحج الإحداث فيه بما لم يأذن به الله في كتابه ولا سنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- وأن من التزام أخوة الدين ورابطة الإسلام إبعاد الحج عما يعكر مظهر الوحدة ويخالف الغايات السامية من ذكر الله تعالى والتزود من البر والتقوى. كما أعربت هيئة كبار العلماء عن استنكارها لما تمارسه إيران وأتباعها من إساءة للمسلمين بتفريق صفهم وإثارة الحروب والنزاع في بعض البلدان الإسلامية، ومن أعظم إساءتها للإسلام والمسلمين في شعيرة الحج محاولة استغلاله سياسيا وإثارة النزاعات فيه. جاء ذلك في بيان صدر عن هيئة كبار العلماء فيما يلي نصه:ـ الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد: فإن الله عز وجل افترض على عباده حج بيته الحرام من استطاع إليه سبيلاً، قال الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي- صلى الله عليه وسلم قال-: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". وفريضة الحج من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره العظام، فرضها الله عز وجل على عباده لتحقيق مقاصد عظيمة، من أجلّها تحقيق التوحيد كما في قوله تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود). ومن مقاصده الكريمة ذكره وشكره وتحصيل منافع للعباد كما في قوله جل شأنه: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقناهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير). ومن أجلّ مقاصد الحج تعظيم حرمات الله قال سبحانه: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) وقال جل شأنه: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). ولا شك أن من تعظيم شعيرة الحج أن تؤدى كما أداها النبي- صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه. ومن ثم فإنه ليس من تعظيم الحج الإحداث فيه بما لم يأذن الله تعالى به في كتابه ولا رسوله- صلى الله عليه وسلم- في سنته، ولا سيما إذا كان هذا الإحداث يشوش على الحجاج ويؤذيهم ويخرج الشعيرة عن طمأنينتها وسكينتها، ويتعارض مع ما أمر الله به من احترامها، فإن ذلك من أعظم الإفساد قال تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). وقال سبحانه: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). ومعنى الإلحاد هنا: الميل عن الحق، والظلم في الآية: كل مخالفة للشرع. وإن هيئة كبار العلماء تؤكد أن من التزام أخُوّة الدين ورابطة الإسلام، إبعاد الحج عما يعكر على مظهر الوحدة ويخالف الغايات السامية من ذكر الله تعالى والتزود من البر والتقوى. ومن حق أخوة الإسلام: اجتناب أي صور من صور الفوضى والبلبلة تحت أي دعوى، واستنكار أي محاولات للتشويش والمهاترات، إذ إن استغلال جمع الحجيج لمثل هذه الأغراض لا يقره دين الإسلام، بل هو عبث بمشاعر العبادة ومناسك الحج. وإن هيئة كبار العلماء تستنكر ما تمارسه إيران وأتباعها من إساءة للمسلمين بتفريق صفهم، وإثارة الحروب، والنزاع في بعض البلدان الإسلامية، ومن أعظم إساءتها للإسلام والمسلمين في شعيرة الحج محاولة استغلاله سياسياً، وإثارة النزاعات فيه. من أجل ذلك؛ فإن هيئة كبار العلماء تؤيد السياسة الثابتة للمملكة العربية السعودية التي تخدم الحرمين الشريفين، وترعاهما، وهي تنهج عدم السماح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن الحجيج ومحاولة شق الصف الإسلامي، وتشكر حكومة المملكة لاتخاذها كل التدابير الحازمة الصارمة للحفاظ على أمن البلاد وأمن الناس، المواطن والمقيم، والعاكف والباد، فأمن البلاد وأمن المقدسات لا يمكن أن يسمح بأي عمل أو تصرف يكدر هذه الأجواء الإيمانية، أو يضر بالمصالح العامة، أو يمس احترام مشاعر المسلمين. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وحفظ بلاد الحرمين الشريفين وبلاد المسلمين من كل سوء؛ وجمع كلمتهم على الحق. والحمد الله على نِعمِه ؛ والشكر له على آلائه؛ وأعز الله الإسلام وأهله؛ ورد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه سميع مجيب.
مشاركة :