يستعيد مهرجان الحارة المكية الذي تنظمه أمانة العاصمة المقدسة تاريخ مكة المكرمة خلال مائة عام خلت من خلال رصد تفاصيل الحياة المكية وإبرازها في الحارة. ويوفر المهرجان الذي تنطلق أنشطته في موقف حجز السيارات كل تفاصيل الحياة المكية بدءا من البيت المكي وزواياه مرورا بالحارة المكية التي تضم مركاز العمد والمحلات التجارية التي كانت في ذلك الوقت وانتهاء باستعراض الألعاب الشعبية المكية التراثية. وحرصت الأمانة على الترفيه في المهرجان ممزوجا بالتراث القديم من خلال معايشة الأجواء القديمة عبر مقهى شعبي يقدم أكلات زمان على قصص حكواتي زمان ومغامراته الجميلة، في حين خصصت إدارة المهرجان مكانا لتقديم الرقصات الشعبية التي تميز مدينة مكة المكرمة كالمزمار والخبيتي وغيرها. وأوضح مساعد أمين العاصمة المقدسة للإعلام والاتصال الدكتور سمير عبدالرحمن توكل أن التخطيط لعمل الحارة المكية استغرق عامين من التخطيط والبحث، مبينا أنه تم الاستعانة بباحثين ومؤرخين وبعض كبار السن في مدينة مكة المكرمة أمثال المهندس مروان فطاني ومحمد العطاس وطارق سندي وصديق واصل، وكذلك الاستعانة بآخرين لضمان تنفيذ الحارة بالشكل التراثي الصحيح دون إغفال أي من التفاصيل التي تتسم بها الحارة المكية وذلك من خلال الاستقراء الصحيح لتاريخ العاصمة المقدسة. ويؤكد مدير إدارة السلامة والخدمات الاجتماعية في الأمانة المهندس محمد طه فقيه أن الهدف من إنشاء الحارة المكية ليس إبـراز الشكل الخارجي لها فحسب بل تقديم القيم والمورث المكي الأصيل الذي يتميز به أهالي مكة المكرمة كحسن الضيافة ورحابة الصدر في التعامل مع الزوار والمعتمرين والحجاج، واحترام الكبير وتقديره. وشدد فقيه على أن الهدف الاسمي من هذا المهرجان الذي يصنف ضمن برنامج الربيع في صيف هذا العام استنهاض القيم المكية وتقديمها للنشء خصوصا ولكل أهالي مكة وزائريها ومعتمريها. ولخص فقيه أهمية مهرجان الحارة المكية بأنه خلاصة لتفاصيل الحياة الاجتماعية لأهالي مكة المكرمة، مشيرا إلى أنهم حريصون على استمرار المهرجان طيلة أيام العام وليس لفترة قصيرة محدودة لتعم الفائدة، داعيا رجال الأعمال لدعم هذه الفكرة لاستمرارها. يشار إلى أن المهرجان الذي افتتحه معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار الأربعاء الماضي سيستمر لمدة عشرة أيام. وتبرز الحارة الموروث المكاوي كالتراث العمراني بالحارات القديمة والمشغولات التقليدية والمنتجات المكية اليدوية.. وتتضمن الحارة نماذج عن البيوت القديمة لمكة وأسواقها كسوق المدعى وسوق الليل والأزقة والمقاهي الشعبية، والدكاكين الصغيرة، والحكواتي وبيت مكة ومعرض الأسر المنتجة والمتحف التراثي وفن العمارة المكية، وتشرف الإدارة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعية بالأمانة على الفعالية، في حين أشرفت على تنفيذه شركة سمو.
مشاركة :