هيلاري كلينتون تخوض معركة حياتها ضد ترامب

  • 6/8/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

دعت الديموقراطية هيلاري كلينتون الأميركيين إلى أن يكتبوا معها صفحة جديدة من تاريخ الولايات المتحدة عبر انتخابها رئيسة للبلاد في نوفمبر القادم، معبرة عن رفضها رسالة “الحقد” التي يوجهها الجمهوري دونالد ترامب. وبعد ثماني سنوات تماما على هزيمتها أمام باراك أوباما، اعلنت المرشحة البالغة من العمر 68 عاما فوزها في الانتخابات التمهيدية المضنية أمام سناتور فيرمونت بيرني ساندرز. وبعد سلسلة جديدة من عمليات الاقتراع، اصبح لديها ما يكفي من أصوات المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي رسميا في فيلادلفيا في نهاية يوليو. وفازت خصوصا في كاليفورنيا، الولاية الأكبر ضمن اقتراع “الثلاثاء الكبير” في ختام منافسة شديدة. وهذا الفوز يعتبر رمزيا ويرتقب أن يزيد الضغط على منافسها لكي ينسحب من السباق. لكن بيرني ساندرز وعد بمواصلة “الثورة السياسية” حتى نهاية الانتخابات التمهيدية الثلاثاء القادم في ولاية واشنطن، لكنه ترك الباب مفتوحا امام الانسحاب بتأكيده أن أولويته هي معركة الافكار ومنع دونالد ترامب من الوصول إلى الرئاسة. ومدت الديموقراطية اليد إلى ملايين من أنصار الاشتراكي ساندرز وهم عموما من شريحة الشباب واحتفلت بفوزها خلال سهرة طويلة في نيويورك. وأكدت أنه انتصار “تاريخي” تحققه امرأة ومنعطف للولايات المتحدة التي تعاقب على رئاستها 44 رئيسا من الذكور مؤكدة تاييدها للمساواة بين الجنسين وحقوق الأقليات. وقالت “لا تدعوا أحدا يقول لكم أن أمريكا غير قادرة على القيام بامور عظيمة”، مضيفة “استفيد من فرصة هذه السهرة والايام المقبلة لكي اؤكد على التاريخ الذي نكتبه هنا” وذلك بعد 16 عاما على مغادرة زوجها كلينتون البيت الابيض. والحملة التي تبدأ الآن غير مسبوقة، لأنها أولا تجري بين امرأة ورجل أعمال لا يحظى بخبرة سياسية، لكن أيضا لأن المرشحين يثيران انقساما في الولايات المتحدة أكبر من أي وقت مضى. وفي هذا السباق على تعزيز مستويات الشعبية، تريد كلينتون أن تطبع في أذهان الأميركيين صورة عن ترامب بأنه رجل متهور وطائفي. وقالت “هذه الانتخابات لن تكون شبيهة باي من المعارك القديمة بين الجمهوريين والديموقارطيين”، مضيفة “هذه الانتخابات مختلفة لان هوية بلادنا على المحك”. وعنونت الصحف الصادرة الاربعاء على انجاز كلينتون وبينها صحيفة “نيويورك بوست” التي كتبت على صفحتها الأولى “السيدة الأولى”. بالنسبة لدونالد ترامب فان نقطة ضعف هيلاري كلينتون هي سلسلة القضايا التي طالتها من تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) حول استخدام بريدها الخاص حين كانت وزيرة خارجية (2009-2013) والتمويل الخارجي للمؤسسة التي اسسها زوجها بيل. وقال الثلاثاء ان “الزوجين كلينتون اصبحا خبيرين في فن الاثراء الشخصي”، في اشارة إلى تمويلات مؤسسة كلينتون. وعلى غير عادته، قرأ رجل الاعمال خطابا مكتوبا وهو امر سخر منه باستمرار. ويبدو ان ترامب يريد اعادة ترتيب حملته بعد أيام من الجدل داخل المعسكر الجمهوري. فقد دان مسؤولون جمهوريون تصريحاته عن حياد قاض فدرالي يتحدر من اميركا اللاتينية. وعبر رئيس مجلس النواب بول راين عن أسفه لهذه التصريحات “العنصرية”. ورد ترامب الثلاثاء معتبرا ان تعليقاته “فسرت خطأ على انها هجوم علني على اشخاص من اصل مكسيكي”. واكد في بيان “انني صديق ورب عمل لآلاف من اصل مكسيكي او ناطقين بالاسبانية”. وشدد على ما يعتبره قرارات “جائرة” و”خاطئة” صدرت عن القاضي كورييل في ملف “جامعة ترامب” وعلى علاقاته مع “بعض المنظمات المهنية”، معتبرا ان التساؤل عن “حياد” القاضي امر “مبرر”. لكن تصريحات ترامب لم تجلب الهدوء بل ادت الى ردود فعل جديدة تعبر عن الاستياء. وقال المرشح الجمهوري السابق جيب بوش انه “على دونالد ترامب سحب تعليقاته لا الدفاع عنها”، مؤكدا انه “لا مكان للعنصرية في الحزب الجمهوري في هذا البلد”. وقال نورمان اورنشتاين الخبير السياسي في معهد “اميركان انتربرايز” لوكالة فرانس برس “كلينتون لديها معرفة وثيقة بملفات وبرنامج مفصل لكن بما ان ترامب ليس لديه برنامج، فانه لا احد يركز على الاختلاف بينهما. كما ان المرشحين يثيران الريبة اكثر من الثقة” لذلك فان السباق سيتركز على خلاف بين شخصيتين ولن يكون معركة حول الجوهر مثل الاقتصاد او السياسة الخارجية. وتقوم استراتيجية معسكر كلينتون على استغلال الجدل الذي يثيره ترامب لالقاء الضوء على خبرة هيلاري كلينتون وقيمها. وقال تيم ميلر المستشار الإعلامي السابق لدى الجمهوري جيب بوش الذي لم يكمل السباق الرئاسي “لا يمكن للأحد أن ينافس ترامب في حدة الكلام” مضيفا “من المؤكد أنها ستخسر في حال خاضت معركة غير نظيفة”. وحتى الآن نالت الديموقراطية 44% من نوايا الأصوات مقابل 42% لكلينتون. وتوقع هوارد دين الرئيس السابق للحزب الديموقراطي الذي كان مرشحا للانتخابات التمهيدية في 2004 أنه “في حال واصلت كلينتون حملتها كما فعلت في سان دييغو، فسينتهي امر ترامب”. وخصصت كلينتون جزءا كبيرا من خطابها الذي استغرق حوالى عشرين دقيقة الثلاثاء لتحدي خصمها الجمهوري وقالت “عندما يقول دونالد ترامب ان قاضيا مميزا في انديانا لا يمكنه القيام بمهامه بسبب أصوله المكسيكية أو يسخر من صحافي مصاب بإعاقة أو يصف النساء بالخنازير، فهذا ابعد بكثير مما كنا نتصوره”، بينما كان مؤيدوها يعبرون عن غضبهم. واضافت “نعتقد أن التعاون افضل من النزاع والوحدة افضل من الانقسام والانفتاح افضل من الكراهية (…) الجسور أفضل من الجدران”، ملمحة بذلك إلى الجدار الذي قال ترامب أنه يريد بناءه على الحدود مع المكسيك. التدوينة هيلاري كلينتون تخوض معركة حياتها ضد ترامب ظهرت أولاً على صحيفة صدى الإلكترونية.

مشاركة :