أعلن رسمياً، أمس الأربعاء، فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بترشيح حزبها لها لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد فوزها في كاليفورنيا، الولاية الأكبر ضمن اقتراع الثلاثاء الكبير في ختام منافسة شديدة، فيما أعلن منافسها سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز، أنه سيواصل حملته في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه إلى البيت الأبيض، على الرغم من إعلان هيلاري فوزها بتعيين الحزب. في وقت هنأ فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزيرة الخارجية السابقة بضمان ترشيحها عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال البيت الأبيض في بيان، مساء الثلاثاء، إن حملة كلينتون التاريخية ألهمت الملايين وتعد امتداداً للمعركة التي خاضتها طوال فترة حياتها من أجل نصرة الأسر والأطفال من الطبقة الوسطى. وهذا الفوز يعتبر رمزياً ويرتقب أن يزيد الضغط على منافسها لكي ينسحب من السباق. وقال ساندرز خلال تجمع في سانتا مونيكا في كاليفورنيا سنكافح بجد للفوز في انتخابات الثلاثاء المقبل في واشنطن. وأضاف سنواصل معركتنا من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والبيئية في فيلادلفيا، حيث سيعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره في يوليو/تموز المقبل لتعيين مرشح رسمي سينافس الجمهوري دونالد ترامب على الرئاسة. وأفاد آخر استطلاع للرأي بأن كلينتون تتفوق على منافسها الجمهوري المفترض بعشر نقاط في السباق الرئاسي الأمريكي هذا العام، في تغيير طفيف عن الأسبوع الماضي، ما يشير إلى أن تصريحات ترامب بشأن قاض أمريكي من أبوين مكسيكيين لم تؤثر بعد في موقفه في المنافسة. وأشار الاستطلاع الإلكتروني إلى أن 44.3 في المئة من الناخبين المرجحين قالوا إنهم سيصوتون لكلينتون مقارنة بنسبة 34.7 في المئة سيدعمون ترامب. وقالت نسبة 20.9 في المئة إنها لن تصوت لأي منهما. ولم تتغير النتائج كثيراً عن مسح الأسبوع الماضي. و دعت كلينتون الأمريكيين إلى أن يكتبوا معها صفحة جديدة من تاريخ الولايات المتحدة عبر انتخابها رئيسة للبلاد في نوفمبر المقبل، معبرة عن رفضها رسالة الحقد التي يوجهها الجمهوري ترامب. وبعد سلسلة جديدة من عمليات الاقتراع، اصبح لديها ما يكفي من أصوات المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي رسمياً في فيلادلفيا في نهاية يوليو. وفازت خصوصاً في كاليفورنيا، الولاية الأكبر ضمن اقتراع الثلاثاء الكبير في ختام منافسة شديدة. لكن ساندرز وعد بمواصلة الثورة السياسية حتى نهاية الانتخابات التمهيدية الثلاثاء المقبل في ولاية واشنطن. لكنه ترك الباب مفتوحا أمام الانسحاب بتأكيده أن أولويته هي معركة الأفكار ومنع ترامب من الوصول إلى الرئاسة. ومدت الديمقراطية اليد إلى ملايين من أنصار الاشتراكي ساندرز وهم عموماً من شريحة الشباب واحتفلت بفوزها خلال سهرة طويلة في نيويورك. وأكدت انه انتصار تاريخي تحققه امرأة ومنعطف للولايات المتحدة التي تعاقب على رئاستها 44 رئيساً من الذكور، مؤكدة تأييدها للمساواة بين الجنسين وحقوق الأقليات. وقالت لا تدعوا أحدا يقول لكم إن أمريكا غير قادرة على القيام بأمور عظيمة، مضيفة استفيد من فرصة هذه السهرة والأيام المقبلة لكي اؤكد على التاريخ الذي نكتبه هنا، بعد 16 عاماً على مغادرة زوجها بيل كلينتون البيت الأبيض. والحملة التي تبدأ الآن غير مسبوقة، لأنها أولاً تجري بين امرأة ورجل أعمال لا يحظى بخبرة سياسية، لكن أيضاً لأن المرشحين يثيران انقساماً في الولايات المتحدة أكبر من أي وقت مضى. وصرح كيري للصحفيين أثناء رحلة بالطائرة انا فخور (بترشيح هيلاري) لأنني أب لابنتين. وأعرب كيري، الذي نأى بنفسه من الحملة الانتخابية، عن تأييده كلينتون، قائلا أكن احتراماً عظيماً للعملية الانتخابية، ولهذا لم أقل شيئاً حتى صوت الناس الليلة قبل الماضية. وأضاف ولكن مع هذا، اعتقد أنها تفهم القضايا الكبرى (...) اعتقد أنها مرشحة عظيمة. والشعب الأمريكي هو الذي سيقرر. وفي هذا السباق على تعزيز مستويات الشعبية، تريد كلينتون ان تطبع في أذهان الأمريكيين صورة عن ترامب بأنه رجل متهور وطائفي. وقالت هذه الانتخابات لن تكون شبيهة بأي من المعارك القديمة بين الجمهوريين والديمقرطيين مضيفة هذه الانتخابات مختلفة لأن هوية بلادنا على المحك. وعنونت الصحف الصادرة، أمس الأربعاء، إنجاز كلينتون وبينها صحيفة نيويورك بوست التي كتبت على صفحتها الأولى السيدة الأولى. بالنسبة لترامب فإن نقطة ضعف كلينتون هي سلسلة القضايا التي طالتها من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) حول استخدام بريدها الخاص حين كانت وزيرة خارجية (2009-2013) والتمويل الخارجي للمؤسسة التي أسسها زوجها بيل. وقال الثلاثاء إن الزوجين كلينتون اصبحا خبيرين في فن الاثراء الشخصي، في إشارة إلى تمويلات مؤسسة كلينتون. وعلى غير عادته، قرأ رجل الأعمال خطاباً مكتوباً وهو أمر سخر منه باستمرار. ويبدو أن ترامب يريد إعادة ترتيب حملته بعد أيام من الجدل داخل المعسكر الجمهوري. فقد دان مسؤولون جمهوريون تصريحاته عن حياد قاض فيدرالي يتحدر من أمريكا اللاتينية. وعبر رئيس مجلس النواب بول راين عن اسفه لهذه التصريحات العنصرية. ورد ترامب الثلاثاء معتبراً أن تعليقاته فسرت خطأ على أنها هجوم علني على أشخاص من أصل مكسيكي. وأكد في بيان انني صديق ورب عمل لآلاف من أصل مكسيكي أو ناطقين بالاسبانية. وشدد على ما يعتبره قرارات جائرة وخاطئة صدرت عن القاضي كورييل في ملف جامعة ترامب، وعلى علاقاته مع بعض المنظمات المهنية، معتبراً أن التساؤل عن حياد القاضي أمر مبرر. لكن تصريحات ترامب لم تجلب الهدوء بل أدت إلى ردود فعل جديدة تعبر عن الاستياء. وقال المرشح الجمهوري السابق جيب بوش إن على ترامب سحب تعليقاته لا الدفاع عنها، مؤكداً أنه لا مكان للعنصرية في الحزب الجمهوري في هذا البلد. وتوقع هوارد دين الرئيس السابق للحزب الديمقراطي الذي كان مرشحاً للانتخابات التمهيدية في 2004 لوكالة فرانس برس انه في حال واصلت كلينتون حملتها كما فعلت في سان دييغو، فسينتهي أمر ترامب. وخصصت كلينتون جزءاً كبيراً من خطابها الذي استغرق نحو عشرين دقيقة الثلاثاء لتحدي خصمها الجمهوري، وقالت عندما يقول ترامب إن قاضياً مميزاً في انديانا لا يمكنه القيام بمهامه بسبب أصوله المكسيكية، أو يسخر من صحفي مصاب بإعاقة، أو يصف النساء بالخنازير، فهذا أبعد بكثير مما كنا نتصوره، بينما كان مؤيدوها يعبرون عن غضبهم. وأضافت نعتقد أن التعاون أفضل من النزاع، والوحدة افضل من الانقسام، والانفتاح أفضل من الكراهية (...) الجسور أفضل من الجدران، ملمحة بذلك إلى الجدار الذي قال ترامب انه يريد بناءه على الحدود مع المكسيك.(وكالات)
مشاركة :