ريف منبج يتنفس الصعداء بعد طرد الإرهابيين

  • 6/9/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

للمرة الأولى منذ نحو عامين، تزغرد عوش العبود فرحاً وهي تقف أمام منزلها في ريف منبج في شمال سوريا، بعدما كان الخوف يعتريها طوال أكثر من عامين ونصف العام تحت حكم تنظيم داعش الصارم. وتقول السيدة الستينية بعد طرد تنظيم داعش من قريتها الخردة، ومناطق أخرى في ريف منبج شمال شرقي حلب، اليوم كتبت لنا حياة جديدة وفرحتنا كبيرة، مضيفة فيما أحفادها يحيطون بها خلال عامين ونصف العام، كنت أعتبر نفسي في عداد الأموات. وجال مراسل لوكالة فرانس برس على عدد من القرى الصغيرة الواقعة في منطقة ريفية زراعية بعد طرد الإرهابيين منها. وكان مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يتجولون بين المنازل الصغيرة المتواضعة التي تضرر بعضها من جراء غارات التحالف وبعضها الآخر من جراء السيارات المفخخة التي فجرها التنظيم. وشاهد أطفالاً يركضون في أزقة ترابية وهم يرفعون شارات النصر، وفتيات صغيرات في باحات المنازل حيث كان يتجمع قاطنوها. وتروي عوش التي ترتدي عباءة كحلية اللون وتغطي رأسها بمنديل، ما تعرض له السكان خلال وجود التنظيم المتطرف الذي سيطر على المنطقة مطلع عام 2014. وتقول بلكنة ريفية قتلوا الكثيرين ظلماً وفرضوا علينا البرقع وعاقبوا شاباً بالجلد لأنه كان مع أخته ولم تكن ترتدي اللباس الشرعي، وفرضوا عليه ما يسمونه دورة شرعية لعشرة أيام. ويقول المهندس خلف الموسى من قرية قنا التحتاني شرق مدينة منبج كانوا يمنعوننا من العمل في أرضنا إلا بعد ارتداء اللباس الأسود، ولم يكن مسموحاً لنا رفع بنطالنا خلال العمل تحت طائلة دفع غرامة ألف ليرة سورية عن كل طية. ويسرد كيف كان عناصر التنظيم يغرّمون كل من لم يحلق ذقنه بأربعة غرامات من الذهب. أما من ينتقد ممارساتهم، فكانوا يخيطون فمه لفترة زمنية أو يقطعون رأسه ويعلقونه. ولعل أكثر ما كان يخيف المدنيين في مناطق سيطرة الإرهابيين هو اعتقالهم لسبب ما، حسبما يوضح الموسى إن اعتقلك الأمنيون في التنظيم، فعليك السلام. إذ لا يستطيع أحد حينها السؤال عنك مطلقاً. ودفع هذا الخوف سكان القرية وحتى أفراد العائلة الواحدة إلى فقدان ثقتهم ببعضهم البعض، إذ كانوا يخشون أن يشي أحدهم بالآخر. ويقول موسى كنا نطالبهم بتأمين الكهرباء، فكانوا يجيبوننا هل كان لدى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الكهرباء؟ وكنت أقول في قرارة نفسي وهل كان لدى الرسول كل هذا السلاح لترهيب الناس؟. ويضيف الحال ذاته إذا طلبنا مثلاً تأمين السكر للشاي، وكان جوابهم: لا نتعامل مع منتجات أجنبية.(أ. ف . ب)

مشاركة :