دوامة الهبوط .. شبح مرعب يواصل مطاردته للوكرة !

  • 6/8/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: سيكون على إدارة نادي الوكرة أن تتوقف طويلاً عند هذا الحال الذي جعل من فريقها ملازماً لمنطقة الخطر في المواسم الأخيرة.. إذ يبدو أنه اعتاد التواجد في المراكز المتأخرة لدوري النجوم مثلما اعتاد أن يدخل دوامة الهبوط في كل مرة ليتخلص منها في الرمق الأخير من عمر البطولة..! ولأن السيناريو هذا بات معتاداً في السنوات الأخيرة كان هذا الذي حدث للفريق هذا الموسم طبيعياً وفقاً للصورة التي ألفها الوكراويون.. فعلى مدى الموسم المنتهي كله لم يتمكن الوكرة من تجاوز المركز الثامن كأفضل مركز وصل إليه وكان ذلك خلال الجولتين ( 14 و18 ) بينما كان المركز الحادي عشر، الذي أنهى به رحلته لهذا الموسم، هو أكثر مركز استقر عنده وهو ما أبقاه مهدداً بالهبوط حتى الجولة الأخيرة من البطولة.. صفحات مشرقة وعندما نقول إن الوكرة اعتاد أن يكون متأخراً في منافسات الدوري فإن ذلك لا ينسحب على تاريخه فيها.. فللوكرة بعض الصفحات المشرقة التي لا يمكن أن تُنسى، وقد يكون الموسم 98 / 99 هو الأكثر إشراقاً في مسيرته عندما تُوج بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه إلى جانب فوزه بلقب كأس سمو ولي العهد وكذلك لقب بطولة كأس الشيخ جاسم قبل أن يعود ويكرر فوزه بلقب الدوري للمرة الثانية بعد موسم واحد فقط وتحديداً في الموسم 2000 / 2001 لتكون تلك هي المرة الأخيرة التي يعتلي فيها منصة التتويج باستثناء ما فعله في الموسم 2012 / 2013 عندما فاز بلقب بطولة كأس نجوم قطر الملغاة.. أما عدا ذلك فإن واقع حال الفريق لم يكن مشجعاً ولا يتفق مع طموحات جمهوره والقائمين عليه خصوصاً في المواسم الأخيرة هذه التي شهدت له تراجعاً كبيراً بحيث أصبح الفريق من بين الفرق المهددة بالهبوط دائماً مثلما حصل في الموسم المنتهي هذا. الاستقرار كان حاضراً والحديث عن الموسم المنتهي هذا يدفعنا إلى الإشارة لتلك المحاولات التي أرادت أن تعيد للفريق بعض بريقه عقب ذلك الموسم الصعب 2014 / 2015 والذي اتسم بالكثير من التعثر في الكثير من تفاصيله بحيث غادره وهو عند حافة الهاوية في المركز الثاني عشر بعد أن تناوب على تدريبه ثلاثة مدربين هم التونسي ماهر الكنزاري والجزائري بن زكري ثم الصربي جوران. وفي الحقيقة فإن إدارة الفريق أرادت أن تتجاوز كل ما حصل في ذلك الموسم الصعب فحرصت على شيء من الاستقرار على المستوى الفني عندما جاءت بالمدرب الأوروجوياني خوسيه ماوريسيو مع الإبقاء على ثلاثة من محترفي الفريق وهم العراقي علي أرحيمة والمغربي محسن متولي والأرجنتيني سباستيان ساشا مع إضافة محترف آخر كان من الأرجنتين أيضاً وهو جاستون سانجوي.. غير أن الأخير سرعان ما وجد نفسه خارج النادي بعد ثلاث جولات فقط بسبب من محدودية إمكاناته الفنية والبدنية ليكون البديل المحترف البرتغالي المسجل أصلاً في النادي روبن أموريم والذي كان قد ابتعد عن الفريق بسبب إصابته خلال معسكر الإعداد قبيل انطلاق البطولة.. أما على مستوى اللاعبين المحليين فإن الإضافات الجديدة تمثلت بانضمام المهاجم ماهر يوسف وكذلك سعود صباح مع عودة الحارس محمد إنياس وحسن القاضي.. ومع أن الآمال كانت كبيرة في إمكانية مشاهدة صورة جديدة للوكرة تختلف عن تلك التي كان عليها في الموسم الذي سبقه إلا أن الذي حدث هو أن البداية كانت متعثرة إلى حد كبير حيث مني الفريق بثلاث هزائم متتالية كانت أمام العربي والأهلي والسد قبل أن يسجل أول فوز له في البطولة عند الجولة الرابعة وكان على فريق الخور. عروض إيجابية ونتائج سلبية وفي العموم فإن نتائج الفريق لم تكن مشجعة على الإطلاق خلال القسم الأول الذي أنهاه وهو في المركز العاشر مسجلاً أربعة انتصارات كانت على الخور والغرافة ومسيمير والخريطيات في مقابل سبع هزائم وتعادلين.. ولكن وللإنصاف هنا نقول إن المستوى الذي كان يقدمه الفريق في أكثر من مباراة لم يكن ليتفق مع نتيجتها.. فقد شهدنا له بعض المباريات الجيدة فعلاً خصوصاً مع العربي الذي خسر أمامه بهدف وحيد سجل بأقدام لاعبيه خطأً، وأمام الجيش عندما ظل متقدماً عليه حتى الدقيقة ( 82 ) قبل أن يخسر بهدفين لهدف، وأيضاً أمام الريان البطل وخسرها 1 - 2 بعد أن كان هو المتقدم.. وباستثناء خسارته القاسية أمام لخويا ( 2 6 ) فإن الشكل العام للفريق كان يوحي أن بإمكانه أن يقدم الأفضل ويحقق نتائج أفضل وهو ما كنا نأمله منه في القسم الثاني.. غير أن السيناريو ذاك ظل حاضراً بلا تغيير وهو ما جعل الفريق ينهي ذلك القسم وهو في المركز الحادي عشر بخمسة انتصارات وسبع هزائم وتعادل واحد لتكون المحصلة النهائية إشغاله المركز نفسه ليتخلص من الهبوط بشق الأنفس لا سيما بعد فقد ثماني نقاط من مبارياته الأربع الأخيرة. أسماء مهمة وفي العموم نقول إن نتائج الفريق تلك ومعاناته من خطر الهبوط لم تكن لتتفق مع ما يمتلكه من لاعبين.. فالفريق يضم قلبي دفاع متميزين هما علي أرحيمة ومحمد عرفة إلى جانب أحمد كحيل وحمود اليزيدي عند الجانبين.. كما أنه يمتلك وسطاً جيداً بوجود وحيد محمد وأموريم وأحمد فاضل، بينما يضم ثلاثياً مؤثراً في الأمام سواء بالنسبة إلى رأس الحربة الخطير ساشا أو محسن متولي وماهر يوسف خلفه وربما عبدالرحمن محمد أيضاً إلى جانب حسين ياسر رغم أن الأخير لم يقدم ما كنا ننتظره منه ليختفي لاحقاً ويغيب عن الفريق. في كل الأحوال نقول إن الوكرة قادر على تجاوز ما تعرض له من تعثرات، وبإمكانه أن يقدم فريقاً أفضل خصوصاً تحت قيادة مدربه المجتهد الذي سيستمر معه في الموسم الجديد، غير أن كل ذلك سيكون بحاجة إلى مراجعة دقيقة سواء من الناحية الفنية أو الإدارية للوقوف على حقيقة الأسباب التي تحول دون ارتقاء الفريق إلى إمكاناته التي تتفق مع حقيقة قدرات لاعبيه سعياً لتجاوز ما حدث من أخطاء خلال رحلته المقبلة التي نأمل في أن نراه فيها وقد غادر تماماً ظاهرة محنة الهبوط.

مشاركة :