بغداد – الوكالات: أحرزت القوات العراقية تقدما جديدا في جنوب مدينة الفلوجة في غرب العراق، بعد أن تمكنت من السيطرة على حي بكامله انتزعته من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بحسب ما أكّد متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب أمس الأربعاء. بدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن من الجو، وقوات الحشد الشعبي، فجر 23 مايو الماضي عمليات لاستعادة الفلوجة من قبضة داعش الذين يسيطرون عليها منذ يناير 2014. واقتحمت القوات الحكومية المدينة في 31 مايو، لكن تقدمها تباطأ بعد ذلك، وأعلنت ان قوات الحشد الشعبي لن تشارك في الهجوم على مركز المدينة. وفي الثالث من يونيو، تمكنت القوات من دخول حي الشهداء الذي استعادته بكامله أمس. وقال صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، ابرز القوات المشاركة في العمليات العسكرية في الفلوجة، ان «قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الشهداء الثانية بالكامل من سيطرة داعش ورفعت العلم العراقي على مباني الحي» الواقع في جنوب مدينة الفلوجة. وأضاف أنَّ «قوات الجيش والشرطة ستتولى مسؤولية السيطرة على الحي بعد ان يتم تطهيره من العبوات الناسفة». وأكّد العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة استعادة السيطرة على الحي. وقال ان «الشهداء الثانية أول منطقة مهمة تحرر من المدينة، واقتحامه والسيطرة عليه سيمهد للدخول إلى باقي مناطق وأحياء مدينة الفلوجة»، ووصف الأمر بأنه «انكسار كبير للمسلحين امام تقدم القوات الامنية». وأشار إلى انهم «كانوا يستغلونه كساحة عسكرية، وتم قتل عشرات من التنظيم الإرهابي وهروبهم»، ولم يتحدث المصدر عن وقوع اي خسائر بين القوات الامنية، أو اعتقال اي من المسلحين. بدوره، أكّد ضابط برتبة عقيد في شرطة الانبار ان «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت بمساندة قوات من الجيش والشرطة من تحرير منطقة الشهداء الثانية وإحباط تفجيرين انتحاريين بعجلتين مفخختين» حاول مسلحو داعش تنفيذهما صباح أمس الأربعاء. وأشار إلى اصابة خمسة عناصر من قوات الامن بجروح خلال معارك أمس الاربعاء. وكان قائد عمليات استعادة السيطرة على الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي أعلن الثلاثاء ان «قوات الامن تتقدم باتجاه وسط الفلوجة من الجانب الجنوبي، الا انها تتقدم بحذر للحفاظ على ارواح المدنيين». وقال: «خلال الأيام المقبلة سنعلن تحرير الفلوجة». وقال عضو مجلس محافظة الانبار جاسم الحلبوس ان منطقة «الشهداء الثانية اكبر احياء القسم الجنوبي للفلوجة، وتحريره يشكل انطلاقة سريعة للقوات الامنية باتجاه مركز الفلوجة». وأشار إلى ان «مسلحي داعش كانوا يختبئون داخل انفاق محصنة ومنازل متفرقة في الحي». وتتقدم القوات العراقية بحذر شديد حرصا على سلامة المدنيين المحاصرين داخل الفلوجة ويقدر عددهم بحوالي 50 ألفا اغلبهم نساء وأطفال. وأمس الاربعاء، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان «فرنسا قلقة ازاء وضع المدنيين في الفلوجة الذين يتعرضون لحصار وأصبحوا رهائن بحكم الأمر الواقع لداعش التي تستهدف عمدا المدنيين الذين يفرون من المدينة». وأضاف الناطق ردا على اسئلة حول الاتهامات التي سيقت ضد قوات الحشد الشعبي المشاركة في الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، بارتكاب تجاوزات، «ندين كل اشكال انتهاكات حقوق الانسان وندعو كل الاطراف إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي».
مشاركة :