لم تكن أسرة محمد يحيى عسيري تعلم أن زيارة ابنها محمد لمنزل الأسرة في منطقة السودة بأبها، الأسبوع الماضي، للاطمئنان عليهم وتجهيز المنزل الذي سيقضون فيه إجازة الصيف هذا العام، ستتلوها زيارتهم له في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، بعد تعرضه لإصابة أثناء قيامه بواجبه على الحد الجنوبي في منطقة نجران. تقول والدة محمد "توجهنا من الرياض إلى أبها في أواخر شهر شعبان لقضاء إجازة الصيف بمنزلنا بالسودة، كان محمد حينها قد غادر منذ قرابة سبعة أشهر إلى نجران، في مهمة عمل مع الحرس الوطني على الحد الجنوبي، أثناء وجودنا في السودة زارنا محمد، بسبب قرب المسافة بين نجران وعسير. كان ذلك قبل رمضان بأيام قليلة، حيث شاركنا في بعض الترتيبات اللازمة لتجهيز المنزل، واستكمال المتطلبات اللازمة لشهر رمضان، قبل أن يغادرنا عائدا إلى نجران. بعدها بأيام قلائل سمعنا بخبر إصابته وبتر يده اليسرى من الكتف. في البداية كان وقع الخبر مؤلما جدا لي ولأشقائه، ولكن بعد استرجاع أن ذلك حدث في سبيل العقيدة والوطن، فإن كل شيء يهون". وقالت والدة محمد إن والده توفي قبل سنوات قلائل، وتقدمت بالشكر لوزير الحرس الوطني الذي زارهم للاطمئنان على محمد. من جانبه، تقدم جد محمد، بالحمد لله على قضائه وقدره، وقال "فرحت بزيارته الأخيرة، وأفتخر بما أصابه في سبيل الله".