المسرح والسينما منصتا الوعظ الحديث

  • 6/9/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مثلما استفدنا من المنتجات العصرية كالسيارات والطائرات وأجهزة طبية وجوالات ذكية وفضائيات وإنترنت وغيرها، كان لا بد من الاستفادة الصحيحة من المنصات العصرية التوجيهية والتثقيفية والإرشادية والدعوية وهما المسرح والسينما، التي يجب أن نسخرهما لتؤديا دور حلقات الوعظ التقليدية، ولكن بطريقة عصرية علمية واسعة الانتشار والتأثير. للأسف عطلت هاتان المنصتان نتيجة عدم معرفة البعض بالاستخدام الأمثل لهما، مع أنهم يستخدمون كل الوسائل الحديثة في حياتهم اليومية! إلا أنه استعصى عليهم فهم وإدراك قوة وأثر هاتين المنصتين في نشر التعاليم الإسلامية وقصص المسلمين ورواياتهم وآدابهم وتاريخهم، لأنهما تنتقلان كأفلام سينمائية ومسرحيات من دولة إلى أخرى. منصات المسرح والسينما تقومان بدور التوجيه والوعظ والإرشاد والتثقيف والإعلام بطريقة جاذبة فعالة، حيث الاستخدام الأمثل لعناصر التقنية العصرية المتعددة لإيصال المعلومة الدقيقة الكاملة الشاملة إلى الحضور من الجماهير المتعطشة للعلم والمعرفة بشكل واضح وشامل ودقيق. وهما البدائل العصرية لحلقات الوعظ التقليدية التي يعتلي فيها واعظ المنبر، بلباس معيّن، وهيئة محددة، فيُلقي ما لديه من الوعظ ويسرد الأمثلة ويقص القصص بأنواعها، فيتخيل السامع مشاهد تلك القصص، ولكن تخيل كل منهم يختلف عن الآخر بحسب معلوماته المحدودة ومخيلته، فلا يتحقق الغرض من الدرس والوعظ بالشكل الكامل والصورة الصحيحة وقد يعتريه الملل أو يصيبه النعاس فتضيع الفائدة. أما المنصتان فهما متكاملتان وقدراتهما عالية في سرد الأفكار والقصص والروايات والتاريخ والجغرافيا ومجالات العلوم والمعرفة كافة بتقنيات عصرية قوية، فلا يعقل أن تفوتنا معرفة أهمية هاتين المنصتين التوجيهيتين التثقيفيتين الإرشاديتين الوعظيتين، لمجرد عدم استيعاب البعض لهما! فمثلما استخدمنا دواب العصر بدائل النوق والبغال والحمير واستخدمنا البرق والبريد والهاتف بدل الحمام الزاجل، ثم تحولنا إلى الفاكس والتليكس والهاتف الذكي فوسائل التواصل الاجتماعي وتقبلناها كلها وانكببنا عليها، ولحقنا الضرر نتيجة انفراد كل منا مع جهازه الذكي بلا رقيب من الآخر كالأب والأم وغيرهما، لأنه في وجود جماعة سواء في الشارع أو السوق أو أي محفل يجتمع فيه الناس يكون الكل رقباء على بعضهم البعض، فيستحي الواحد منهم من صدور ما يخدش الذوق والحياء منه. وهاتان المنصتان تمثلان حلقات درس ووعظ جماعية، فيستحيل مشاهدة أو عرض ما يسيء أو يخدش الذوق والحياء، لأنهما تحت رقابة الجهات الرسمية وتمر المواد على مقص الرقيب قبل عرضها على الجمهور، وبذلك ننتشل الشباب والشابات من براثن الفضائيات والأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، وهما ناجعتان وناجحتان في التصدي للتطرف والإرهاب والانحرافات الفكرية. ياسين البهيش

مشاركة :