محسن العزاوي: المسرح العراقي غائب

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يمثل المخرج والمؤلف والممثل المسرحي العراقي محسن العزاوي أحد الأركان المهمة في المسرح العراقي. حيث يمتلك تاريخاً مشرفاً في تلك المفاصل الإبداعية. ورغم تقدّم العمر به ومداهمة الأمراض له، إلا أنه مازال يتواصل مع حركة المسرح، من حيث حضوره المستمر للفعاليات والندوات المسرحية أو عبر وجوده مع زملائه الفنانين في دائرة السينما المسرح. ورغم تأكيده غياب المسرح العراقي في الوقت الراهن، إلا أنه يعوّل كثيراً على الطاقات الشابة التي برزت وصار لها حضور لافت. في ما يلي حوار مع الربيعي: } هل لديك أعمال مسرحية جديدة؟ ليس هناك أي جديد. } لماذا؟ لأن المسرح يمتلئ بالناس والجماهير، متى توافرت لهم فرص من عدة نواحٍ، وهذه الفرص تتمثل بالأمان، والوضع السياسي، والاقتصادي، والمالي والمزاجي، لذلك جميع هذه العوامل من شأنها أن تؤخر أو تنغص على المشاهد حضور المسرح، لكن مع ذلك، يمكن أن يكون هناك من يمتلكون حماساً عالياً أو رغبةً أو فضولاً لمشاهدة عرض ما، وقد يكون هذا العرض على جانب كبير من الأهمية والتأثير، لكنه يغيب وسط هذه القلة من الناس، فجهود المخرج، والمؤلف والممثلين تضيع هباءً، إلا إذا كان هناك من يوثقها، والذين كانوا يوثقون مثل هذه الأعمال هم النقاد الذين تجاوز عددهم فيما مضى أكثر من عشرة نقاد، يكتبون في حقول المسرح، ويضعون الفن المسرحي كقضية أساسية لبث وعي ثقافي وفني عالٍ، ويمكن أن يبقى هذا النقد كأرشيف أو كحضور لمن يود أن يتطلع إلى البحث أو الدراسة. } هل لديك نصوص مسرحية؟ نعم لديَّ كتابات عديدة وستصدر في كتاب، كما صدرت لي السيرة الذاتية، والتي تجاوزت ال 375 صفحة، وتناولت فيها البدايات الأولى منذ الولادة، إلى ما انتهيت فيه، من خلال هذه المسيرة هناك تفسير وتوضيح لمعالم عديدة، قد تكون مخفية عن القارئ وأخص بالذكر مدينة الناصرية، حيث ولادتي الأولى، لذلك هناك فصول عديدة تتطرق إلى الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية والمسرحية، على وجه الخصوص، ويمكن أن تبقى كأرشيف متعلق بمدينة كانت تعد من أسهل المدن من المناطق الجنوبية لما تتمتع به من زخم ثقافي وفني على شتى المستويات. وتمتد هذه السيرة من حضوري إلى بغداد ومن ثم انتهاءً بمعهد الفنون الجميلة. } كيف ترى المسرح العراقي في الوقت الراهن؟ المسرح العراقي الآن غائب، وهذا شيء يؤسف له، وذلك للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وأرى أنه سيظل غائباً طالما الأسباب قائمة، المسرح يحتاج إلى طاقات مهيأة وجاهزة ومتحمسة، وهذا يكاد ينعدم، إلا -ربما- من خلال مجموعة من الشباب ممن لديهم رغبة جامحة للمشاركة في العروض، السبب الثاني هو ضعف الإمكانات المادية التي تتيح للمخرج الاختيار الأفضل، وأن المسرحية أصبحت هي صناعة، كما هي السينما، فالمسرح يحتاج إلى ديكور، وموسيقى، وأزياء ومتممات فنية أخرى، وهذه المتممات يصعب توافرها في الوقت الحاضر، ولكنني أعتقد أن الأمور قد تشهد تطوّراً في بعض الأفكار الجديدة للمستقبل. } مثل ماذا؟ رغبة الشباب في أن يكون للفنون دور مؤثر في المستقبل، وهذا ما اطلعت عليه عند حضوري لفعاليات منتدى الشباب المسرحي، الذي حظي بجماهيرية عالية وكبيرة ورغبة شديدة من قبلهم للاشتراك في فعاليات متنوعة، بين الموسيقى والغناء والبانتومايم والدراما التقليدية، والدراما في أشكالها الرمزية أو الخيالية وفي كل الحالات أعتقد أن الشباب قد تتوافر لهم فرص في المستقبل، إذا توافرت الإمكانات المادية وتوافر للمشاهد مزاج معين.

مشاركة :