الأخطبوط بوجبا ورقة فرنسا الرابحة

  • 6/9/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس- ا ف ب - سيكون لاعب الوسط الدولي الفرنسي بول بوجبا الذي بات أكثر نضجا بعد تراكم الخبرات، ورقة رابحة في صفوف المنتخب الفرنسي لكرة القدم الساعي الى إحراز لقبه القاري الثالث ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم ألمانيا وإسبانيا. وبات بوجبا جاهزا لحمل المنتخب الوطني على أكتافه في البطولة القارية التي تستضيفها بلاده اعتبارا من اليوم. وبوجبا ليس غريبا على تحمل المسؤولية، حيث كان قائدا لمنتخب بلاده تحت 20 سنة عندما توج بطلا للعالم في هذه الفئة العمرية في تركيا عام 2013، ومنذ ذلك الإنجاز يعتبره النقاد مستقبل المنتخب الفرنسي. وصفه مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب باللاعب الذي يملك كل شيء، لكن مسيرته الدولية شهدت صعودا وهبوطا وتحديدا في كأس العالم الأخيرة في البرازيل 2014 حيث أظهر قلة نضج . فقد وجهت إليه الانتقادات إثر ركله أحد منافسيه وتحديدا لاعب وسط هندوراس ويلسون بالاسيوس في مستهل مشوار فريقه في العرس الكروي وقد طالبه مدربه بإظهار "سيطرة أكبر" على أعصابه . وجدد ديشان الثقة به في مواجهة نيجيريا وكان اللاعب الذي يلقب بـ "الأخطبوط"، على الموعد لأنه أجبر حارس نيجيريا على التصدي لكرة قوية سددها في الشوط الأول قبل أن يفتتح التسجيل لفريقه بكرة رأسية في الدقيقة 79 ليريح أعصاب زملائه وأنصار المنتخب الفرنسي على حد سواء. كما أن بوجبا طرد خلال مباراة منتخب تحت 20 عاما ضد إسبانيا في الدور الأول من كأس العالم للشباب عام 2013 قبل أن يتخطى هذا الأمر ويقود فريقه الى اللقب العالمي. لكن الخبرة التي راكمها بوجبا على مدى السنوات الأخيرة وتحديدا في صفوف يوفنتوس، جعلته أكثر نضجا عشية خوضه البطولة القارية والمباراة الافتتاحية ضد رومانيا. وبدأ عشق لاعب الوسط بوجبا للكرة حين كان في السادسة من عمره حيث لعب مع رواسي-او-بري (1999-2006) قبل الانتقال في الفرق العمرية لتورسي (2006-2007) ولوهافر (2007-2009) ثم عملاق "اولدترافورد" (من 2009 حتى 2011 مع الفريق الرديف و2011-2012 مع الفريق الاول). وما يميز بوجبا عن غيره من النجوم الواعدين هو استعداده للقتال من أجل زملائه والفريق، كما يدرك تماما أنه لم يصل حتى الآن الى مصاف اللاعبين الكبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أو حتى مواطنه فرانك ريبيري الذي اعتزل دوليا. ويعترف بوجبا بأنه يتعين عليه بذل المزيد من الجهود ليصل الى مصاف الكبار ويقول "يجب أن أجيد توقيتا صعوديا (الى منطقة الخصم) بشكل أفضل"، مضيفا "يجب أن أهاجم وأن أدافع، لكن الأهم هو أن أنتبه لطريقة لعبي. أنا لست متحررا في المنتخب بالقدر الذي أنا عليه مع فريقي". ويتميز بوجبا بلياقته البدنية الهائلة وتقنياته العالية وقراءته الجيدة للعب وتسديداته القوية. فبعد قيادته منتخب فرنسا تحت 17 سنة وتحت 18 سنة وتحت 19 سنة وتحت 20 سنة، أصبح اليوم نجم جيله، ويقول عنه أول مدربيه جايل ماهي "بوجبا موهبة استثنائية ولديه قوة بدنية وذهنية هائلة، كما يمتلك تقنيات نادرة وأسلوبا متميزا. اذا التزم بالثبات والصبر والجدية سيصل حتما الى القمة". ولدى وصوله الى يوفنتوس عام 2012، كان الفرنسي-الغيني الذي اختار شقيقاه اللعب مع غينيا، بديلا للثلاثي الأساسي أندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو والتشيلي أرتورو فيدال لكنه مع ذلك لعب 27 مباراة في الدوري خلال موسمه الأول واقتنع مدربه كونتي بعد ذلك بأنه من الصعب التخلي عن هذا اللاعب الذي فاز في تلك الفترة بكأس العالم تحت 20 سنة وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة. وكان ديشان منحه قبل ذلك فرصة اللعب مع منتخب الكبار في مارس 2013 ومنذ ذلك الحين لم يستغن أبدا عن خدماته. ويأمل ديشان أن يكون بوجبا بيضة القبان في المنتخب وأن يقوده الي اللقب القاري كما فعل مع منتخب تحت 20 سنة العام الماضي.

مشاركة :