تشير التوقعات إلى استمرار نشاط الرياح السطحية المغبرة في منطقة الخليج العربي اليوم، وتكون في اتجاهات شمالية الى شمالية غربية بسرعات عالية احيانا، ومثيرة للاتربة والغبار بكثافة في بعض المواقع، حيث يعد موسم (البوارح)، السمة الجوية الابرز في هذه الفترة من الصيف خاصة بالمنطقة الشرقية، مؤديةً الى اضطراب وارتفاع امواج البحر، ومن المحتمل ان تبلغ الذروة الاسبوع المقبل بإذن الله، وذلك وفقا لطبيعتها في الهبوب على فترات متباعدة نسبيا، التي تتكرر في مثل هذا الوقت من العام، وقد يمتد تأثيرها الى اجزاء من المنطقة الوسطى، فيما يستمر الطقس حاراً وجافاً في معظم الارجاء، عدا المرتفعات الجبلية جنوبا، ورطبا على سواحل البحر الاحمر، وبحسب هذه التوقعات ترتفع درجات الحرارة في الاواخر من شهر رمضان، ثم تبدأ في الزيادة تدريجيا، حتى تبلغ أعلى مستوياتها في شهر يوليو المقبل، عندما يتهيأ عدد من العوامل الجوية المعتادة صيفا، ومن ثم تنعكس على حالة الطقس بشكل عام. وفي سياق متصل، يوضح الباحث المختص في المناخ والفلك، سلمان آل رمضان، ان اشتداد الحر خلال هذه الفترة، يعد حالة طبيعية بسبب الدخول في عمق الصيف، وهي بداية الفصل الملتهب، التي تستبق موسم حر الانصراف، متوقعا ان يكون بمشيئة الله تعالى بعد 30 يوما على وجه التقريب، ومن أبرز المظاهر الجوية القادمة، اشتداد الرياح الشمالية الغربية، المثيرة للأتربة والغبار نهارا، ودرجات حرارة مرهقة قد تصل لمنتصف الأربعينيات نهارا في المتوسط العام، وبطبيعة الحال تتباين بحسب المواقع، ومدى تأثير سرعة واتجاه الرياح وزيادة الرطوبة، وقال ان اليوم الجمعة، يصادف الدر 300 في (المائة الثالثة من سنة سهيل)، الذي يتزامن مع ظهور نجوم الثريا، فيكون هبوب رياح البوارح المحملة بالغبار الذي يترسب ليلا، وقد بدأ شهر الصيام بنوء الثريا، الذي يستمر 13 يوما، وسيكون له مثلها من نوء الدبران، فتشكل غالبية الشهر المبارك، وفيه يكون الانقلاب الصيفي في نصف الأرض الشمالي، وأطول نهارا عندما تصل الشمس الى أقصى ميلان شمالي. ويأتي ذلك قبل أن تتقلب الشمس للاتجاه الجنوبي، ممثلا لفترة ما يعرف بـ(حر الانصراف)، الذي تتميز الأجواء في أيامه، بالجفاف وكثرة السَموم والغبار، حيث تنشط البوارح، كما يكون فيه أقصى بعد بين الشمس والأرض، دون ان يمنع ذلك من تعامد اشعتها علينا، ويضيف الفلكي آل رمضان، انه يُتوقع في الرابع من شهر يوليو المقبل، ان تبلغ الحرارة أعلى مستوياتها على مدار العام، كما يبدأ موسم الجوزاء بمنزلتي (الهقعة والهنعة) قبل نهاية الشهر، وفي هذا التوقيت على نحوٍ تقريبي، تتضح سيطرة منخفض الهند الموسمي على شبه الجزيرة العربية، فتكون الحرارة مرهقة، وهو ما يعرف بـ(جمرة القيظ) لعدة ايام متواصلة، وعلى السواحل ومع سكون الرياح: يظهر تأثير الرطوبة، وتزداد رياح السَموم ويشتد الحر، ويظهر الرطب الجيد والمنتوجات الزراعية الصيفية. من جهتها أشارت أستاذة علم التغذية بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتورة جميلة محمد هاشمي، الى ان الظواهر الجوية تتوافق في شهر رمضان، مع الصيف والحرارة المرتفعة وموجات الغبار، وجميع هذه العوامل تتطلب وعيا مضاعفا، في كيفية معايشة هذه الاجواء، بما يساعد على الوقاية من المخاطر الصحية، والحذر من التعرض للغبار وأشعة الشمس، فيما يحتاج الكثيرون الى إعادة نظر في نوعية الغذاء، وعدم الاسراف في وجبة الافطار، الذي من خلاله تتحقق الاستفادة المثلى من الصيام وليس العكس، كما ان هذا الشهر يعد فرصة لتعديل السلوكيات في ابعادها المختلفة، وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الوعي، الذي يناط بالاعلام في الدرجة الاولى، ومن شأنه ان يساعد في نشر الثقافة الصحية، وبعض من تقليص حالات عدم الاهتمام بالصحة، وهو الملاحظ للاسف في الانماط المعاشة وبخاصة في الاجازة الصيفية. وبحسب الدكتورة الهاشمي فإن فاعلية الصوم مثبتة بالتجارب، في اكتساب اسلوب غذائي مفيد، بالاضافة الى التخلص من التدخين، ونبهت الى امكانية استفادة المتعاطين، من فرصة شهر رمضان للإقلاع عن هذه العادة، مشيرةً الى نتائج العديد من الدراسات حول فوائد الصوم بصفة عامة، سواء على المدى الطويل أو القصير، الذي يعني التحسن الصحي بشكل عام، وفي نفس الوقت يعد الصوم عاملا ايجابيا بمشيئة الله، في تعزيز المناعة ضد السرطان، بالاضافة الى دوره المباشر في تقليل الالتهابات، وايضا مجال للحماية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية، للمرضى المصابين بارتفاع في نسبة الدهون بالدم، واتضح ذلك في نتائج العديد من الابحاث العلمية، التي تابعت أثر الصوم على المرضى الذين يعانون اضطرابات التمثيل الغذائي والتغذية، مثل مرض السكري وارتفاع دهون الدم، فكان التأثير مبهرا في الحد من هذه الامراض.
مشاركة :