تنتظر جماهير الكرة أربعة أسابيع من الاحتفالات مع انطلاق منافسات بطولة أمم أوروبا الموسعة التي تبشر بتجاوز اللعبة لفضائح الفساد والمخاوف الأمنية التي ألقت بظلالها على الاستعدادات للبطولة. وستكون كل الأعين على فرنسا البلد المضيف، عندما تفتتح المنافسات ضد رومانيا بعد 210 أيام من إطلاق انتحاريين في الموقع نفسه إشارة بدء ليلة مرعبة في أرجاء العاصمة، أسفرت عن مقتل 130 شخصًا. وكان من المفترض أن تكون لحظة فخر لميشال بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وحقق لاعب فرنسا الكبير، الذي قاد بلاده لإحراز اللقب على أرضها في 1984، رغبته بتوسيع البطولة ليشارك فيها 24 فريقًا، وهو رقم قياسي. لكن الإيقاف لأربع سنوات بعد تورطه في فضيحة فساد الاتحاد الدولي (الفيفا) التي هزت اللعبة يعني أنه سيكون من أبرز الغائبين. وقبل 32 عامًا، كان بلاتيني في أوج مسيرته الكروية كلاعب حيث سطع في صفوف يوفنتوس الإيطالي وفاز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات متتالية بين عامي 1983 و1985. والآن، بلغ بلاتيني الستين من عمره لكنه اضطر للاستقالة من رئاسة الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، كما أصبح في أسوأ ظروف ممكنة وسط ادعاءات بتورطه في فضيحة فساد أدت لإيقافه عن ممارسة أي أنشطة تتعلق باللعبة ليكون هذا الإيقاف سببًا في غيابه عن «يورو 2016» التي كان صاحب الاقتراح بزيادة عدد منتخباتها من 16 إلى 24 وعمل على تنفيذها خلال رئاسته لـ«يويفا». ولكنه الآن لا يستطيع حتى الجلوس في مقصورة كبار الشخصيات أو تسليم كأس البطولة للفريق الفائز نظرًا لأنه لم يعد المسؤول الأول في «يويفا». والحقيقة أن هوية من سيسلم كأس البطولة للفريق الفائز باللقب لم تعرف بعد، لا سيما أن «يويفا» لن ينتخب خليفة بلاتيني قبل سبتمبر (أيلول) المقبل. وخلال فعاليات يورو 2016، سيكون أبرز مسؤولي «يويفا» هو الإسباني آنخل ماريا فيار نائب رئيس «يويفا». لكن اليوناني تيودور تيودوريديس القائم بأعمال الأمين العام للاتحاد الأوروبي أشار إلى أنه سيسمح لبلاتيني بحضور المباريات لكن من دون أي صفة رسمية. وقال تيودوريديس: «تلقينا خطابًا من (فيفا) يخبرنا بأن ميشال يمكنه حضور المباريات بصفته الشخصية دون القيام بأي دور رسمي، وفقا لذلك يمكن لـ(يويفا) دعوته لحضور مباريات البطولة». وعاد تيودوريديس ليشير إلى المباراة الافتتاحية بين فرنسا ورومانيا في استاد فرنسا وقال: «فيما يتعلق بيوم الافتتاح لا أعتقد أنه سيحضر». على جانب آخر قال مسؤول بالاتحاد القاري للعبة إن بلاتيني لا يخطط لحضور أي مباريات في هذه المرحلة. وفي ظل هذه الخلفية لا يمكن إلا التمني بأن تنجح البطولة التي ستشهد 51 مباراة في 31 يوما في جميع أنحاء فرنسا من لانس مدينة مناجم الفحم إلى مرسيليا على ساحل البحر المتوسط. وستأمل فرق غير مألوفة أن تثبت أحقيتها في المشاركة والدفاع عن أفكار بلاتيني الذي تعرض لانتقادات من قبل البعض لتفضيله الكمّ على الجودة. لكن الشكل الجديد من المفترض أن يثبت مجددا أن الكبار سيرتقون للقمة حتما، وأن فوز اليونان المفاجئ عام 2004 كان بالتأكيد الاستثناء. على جانب آخر كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أمس، عن رفع قيمة جوائز البطولة ليحصل الفائز باللقب على ثمانية ملايين يورو (1.9 مليون دولار) كما قد يحصد جوائز إجمالية قدرها 27 مليون يورو. ورفع اليويفا قيمة الجوائز المالية من 196 مليون يورو في كأس أمم أوروبا 2012 إلى 301 مليون يورو في نسخة يورو 2016 بفرنسا، علما بأن عدد المنتخبات المشاركة زاد من 16 إلى 24 فريقا. ويحصل كل فريق يشارك في البطولة الأوروبية على 8 ملايين يورو، وفي دور المجموعات فإن نتيجة التعادل تساوي 500 ألف يورو بينما يساوي الانتصار مليون يورو. وتحصل الفرق المتأهلة إلى دور الستة عشر على 5.1 مليون يورو لكل منها، فيما يحصل المتأهلون إلى دور الثمانية على 5.2 مليون يورو لكل منهما مقابل أربعة ملايين يورو لكل متأهل إلى المربع الذهبي، وثمانية ملايين يورو للبطل، وخمسة ملايين يورو للوصيف. والفريق الذي يفوز في جميع مباريات السبع في طريقه للتتويج باللقب سيحصل على 27 مليون يورو.
مشاركة :