اقتباس الروايات.. خيانة «تلفزيونية» للأدب

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اقتباس المسلسلات من الرواية العربية ليس جديداً، لكنه في تزايد ملحوظ هذا الموسم وفي المواسم الرمضانية الأخيرة. هل يحاول المنتجون التعكز على قصص روايات أدبية شهيرة كي ينالوا مسبقاً ثقة المتلقي ويورطوه في مشاهدة العمل الدرامي؟. هذه على ما يبدو إحدى الاستراتيجيات التسويقية الجديدة التي بدأت تعتمدها الموجة الجديدة من المسلسلات الخليجية والعربية والتي تكشفها كمية حضور المسلسلات المقتبسة من الروايات الأدبية. شهد تاريخ الدراما العربية، أعمالاً تلفزيونية هامة اقتبست من روايات، منذ الثلاثية الروائية لنجيب محفوظ مروراً بتجسد رواية نهاية رجل شجاع لحنا مينا ووصولاً لرواية شقة الحرية لغازي القصيبي. منذ ذلك الوقت والمسلسلات الدرامية العربية تراهن على النص الروائي المقتبس، كنوع من تجويد وتعميق العمل التلفزيوني. لكن ليس في كل مرة تصيب الطلقة. رواية ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، سُحِلت في ثلاثين حلقة من التمطيط والتمديد المتكلف والمتعمد من أجل توزيع أحداث رواية في 400 صفحة على نص سيناريو مسلسل في 1800 صفحة تقريباً، دون أن ننسى أن رواية مستغانمي من النوع الشعري المقتصد في الأحداث التي هي الشريان المتدفق لأي عمل درامي. الأشكال الآخر الذي يظهر مع هذه الاقتباسات الروائية الرائجة هي حتمية خيانة النص الأصلي، فالأمانة المزعومة للنص المقتبس، ستتهاوي أمام حاجة قاطرة المسلسلات التلفزيونية للمزيد من حطب الأحداث كي تحترق وتدفع بالسرد الدرامي إلى الأمام. وهنا جوهر المشكلة بين نص السيناريو والنص الأصلي للرواية التي في العادة لن تحتمل أن تكون مسلسلاً طويلاً إلا إذا ذهبنا إلى اقتباس ملاحم روائية كبرى كـ الحرب والسلم لتولستوي أوالبؤساء لفكتور هيغو. المسلسلات الخليجية اتجهت هذا الموسم نحو الرواية، مختارة عدداً من النصوص من أشهرها رواية ساق البامبو للكاتب سعود السنعوسي، كمحاولة للخروج من الحالة الكليشيهية والأسطوانية التي دارت فيها هذه المسلسلات. الحلقات الأولى من المسلسل تشي بعمل مغاير، مع بقاء مشكلة الحوارات الصراخية المزمنة في الدراما الخليجية. أما مسلسل حالة خاصة الذي أعلن منتجوه أنه مقتبس من نص روائي لصاحب جائزة نوبل أورهان باموك، تبين مع عرض الحلقة الأولى أن الكاتب اسمه أورهان تورهان، ما يؤكد هذا المنحى التسويقي للمسلسل من أجل كسب ثقة المتلقي قبل عرض المسلسل لا أكثر. فهل تنجح موجة الاقتباسات الروائية في الدراما التلفزيونية لتطعم ذائقة المتلقين بنكهة الأدب أم هي مجرد موجة استهلاكية، سرعان ما ستنحسر؟!. نجيب محفوظ سعاد عبدالله لجأت للرواية في عملها الأخير «ساق البامبو».. أحدث الروايات التلفزيونية

مشاركة :