هل أصبحت الأمم المتحدة بمثابة المحلل لكل حراك مشبوه؟

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 48
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أن الامم المتحدة قامت بحذف التحالف العربي من القائمة السوداء الذي كانت قد ادرجته ضمن تلك اللائحة زورا وبهتانا. الا ان ذلك الحذف تم بعد إلحاق الضرر الذي استغلته وتستغله وسائل اعلام القوى المناوئة للتحالف لتشويه صورته واهدافه النبيلة التي تتمثل في منع السيطرة الفارسية على اليمن. وفي الحقيقة لا يمكن اعتبار ادراج امين عام الامم المتحدة للتحالف العربي في القائمة السوداء بحجة مقتل الاطفال اليمنيين (الذين كان المتسبب الاول والاخير في قتلهم كلا من الحوثيين والايرانيين) بمعزل عن الاستهداف الاكبر للمنطقة فهذا الادراج قد قدم خدمة لهم حتى وان تم حذفه بعد ذلك. إن هزيمة وسائل الإعلام الايرانية وتلك المرتبطة معها مثل تلك التي يملكها الحوثيون وحزب الله والمليشيات في العراق تتم من خلال خلق إعلام اكثر فعالية واوسع انتشارا بحيث يستطيع ان يطغى عليها ويحيدها نعم الاستهداف جاء نتيجة للتحالف الفارسي - الصهيوني بمباركة أميركية لذلك فإن هذا التشويه لا يمكن الا ان يعتبر جزءا من كل، وهذا يعني ان الامم المتحدة اصبحت بمثابة حصان طروادة يركبه الذين يديرون قراراتها من خلف الكواليس. فايران تدعم الحوثيين في حراكهم غير الشرعي بكل الوسائل والسبل وهم يقومون بتجنيد الاطفال واستعبادهم وارغامهم على حمل السلاح بالاضافة الى استعمالهم دروعا بشرية من خلال التحصن في المدارس والمستشفيات ناهيك عن استهدافهم المتعمد للمدنيين الذين من بينهم الاطفال والشيوخ والنساء وغيرهم من المستضعفين وخير شاهد على ذلك ما يقومون به ضد اهل تعز وغيرها. وهذا يعني ان تقرير الامم المتحدة باليمن مضلل ومجحف حتى وان تم حذفه لان عدم التفريق بين الحق والباطل يعتبر هفوة قاتلة وجزءا من حراك دائب يستهدف المنطقة العربية تقوده القوى الصهيونية المتحالفة مع العنجهية الفارسية واللتان جمع بينهما الحقد والثار القديم على كل من العروبة والاسلام. ولهذا نستطيع القول ان وصول ملالي طهران الى الحكم كان بتدبير وتنسيق مخابرات القوى الكبرى الفاعلة التي تدير حراك الاستهداف في المنطقة بكل حذق من خلال خلط للاوراق حسب خطوات واستراتيجيات محددة لكل منها بديل على رأسها استغلال الطائفية وركوب موجتها وذلك منذ زمن ليس بالقصير حتى ازهرت واينعت كما هو حادث في العراق وسورية ولبنان واليمن. وما الحملة الاعلامية ضد المملكة وعودة اتهام المملكة باحداث 11 سبتمبر الا الواجهة ناهيك عن تجذير الصاق الارهاب بالعرب والمسلمين الا احدى وسائل التبرير لما هو قائم ولما هو قادم وهذا يتضح من خلال: نعم لقد تم الاتفاق مع ايران من خلال محادثات (5 +1) ان يتم تحجيم البرنامج النووي الفارسي وتأجيله مقابل غض الطرف عن التسلح والتدخلات الفارسية في المنطقة. وهذا يعني ان منع ايران من امتلاك السلاح النووي كان من اجل حماية اسرائيل التي لا تقبل ان يمتلك كائن من كان السلاح النووي. اما غض الطرف عن التدخل الفارسي في المنطقة فهو يصطاد عصفورين بضربة واحدة، الاول يضمن استمرار الصراع العربي - الفارسي ويضمن ان يستمر الطرفان بتدمير بعضهما البعض وبالتالي يتم ضمان عدم ظهور قوة اقليمية تهدد امن وسلامة اسرائيل، والثاني يضمن استمرار تصدير السلاح الى المتقاتلين في المنطقة ما يعزز من مداخيل مصانع السلاح لديهم. وفي هذا الصدد تم اطلاق يد ايران في العراق وسورية ولبنان ولكن عاصفة الحزم حرمتهم من تحقيق نفس الاهداف في اليمن. وقبل ذلك وبعده هل يستطيع احد ان ينكر ان تعيين قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني مستشارا للحكومة العراقية يعني انه اصبح المندوب السامي الايراني في العراق او يقول ان ايران لا تحتل العراق؟ ناهيك عما يقوم به في سورية ولبنان بمساعدة مندوبهم هناك حسن زميره. نعم ليس صدفة ان تتسابق كل من وسائل الاعلام والمجالس النيابية في أميركا باستهداف المملكة وكيل الاتهامات لها بل هو شيء مدبر ويعتبر احدى وسائل اعداد الرأي العام هناك من جهة، وتبريرا لما سوف يتم فعله في المستقبل من جهة اخرى. تخاذل السياسة الأميركية وتمييعها لكل الجهود المبذولة لحل مشكلات المنطقة يصب في نطاق سياستها التي تقوم على اساس رسم خريطة جديدة للشرق الاوسط كما صرحوا بذلك مرات عديدة ووسيلتهم لتحقيق ذلك الهدف اشعال الحروب واطالة امد الصراع في المنطقة وتوسيع قاعدته على اساس طائفي وذلك كله خدمة لاسرائيل واجندتها ونكاية بالاسلام وأهله. ان الامم المتحدة اليوم تشبه المحلل للدول الكبرى في تنفيذ اجندتها فعندما تتخذ قرارا صائبا نجدها لاتتمكن من تنفيذه على ارض الواقع اذا كان يتعارض مع توجهات الدول الكبرى او مصلحة اسرائيل وخير مثال على ذلك القرارات التي اتخذت بشأن القضية القلسطينية على مدى اكثر من (68)عاما. ناهيك عن عدم قدرتها على اتخاذ اية قرار صائب اذا كان ذلك يتعارض مع توجهات من يديرونها من خلف الكواليس. ولعل المشهد في كل من سورية والعراق ولبنان وليبيا يشير الى ذلك اما في اليمن فقد صدر القرار الصائب (2216) الذي يلزم الحوثيين بالتراجع عن انقلابهم وتسليم كل من السلاح ومؤسسات الدولة الى الحكومة الشرعية الا ان ذلك القرار لا يزال يراوح مكانه والمفاوضات في الكويت ما زالت تراوح مكانها. وهذا كله يشير الى ان القوى الكبرى لا تريد الوصول الى حل بل تريد استمرار الصراع وتقاسم النفوذ مع ايران في المنطقة من اجل ضمان امن اسرائيل من خلال تفكيك الدول العربية وبعثرتها. على اية حال المملكة بقيادة الملك سلمان – يحفظه الله - ادركت ذلك الملعوب ولذلك قامت وتقوم ببذل جهود سياسية واقتصادية وعسكرية وامنية جبارة بحيث اصبحت المملكة من خلالها قبلة لقادة العالم وذلك من اجل حشد التحالفات ضد ذلك الاستهداف الا ان هناك قصورا اعلاميا خارجيا واضحا لا بد من تفعيله بحيث يصبح سندا لذلك الحراك من ناحية وقوة مؤثرة توصل صوت الحق والعدل والسلام الى كل حدب وصوب داخل المجتمعات المحلية والاقليمية والدولية وخصوصا الغربية قبل غيرها وذلك من خلال استغلال جميع وسائل التقنية المتاحة خصوصا عالم النت الذي اصبح وسيلة اعلامية ناجحة لمن لا وسيلة له لايصال صوته من ناحية ورفع مكانته من ناحية ثانية وتفنيد الاكاذيب وتقديم الحقائق من ناحية ثالثة ليس هذا فحسب بل ان هذا يدخل ضمن توعية تلك الشعوب من خلال الحقائق والارقام ناهيك عن خلق منظومة اعلامية متكاملة قادرة على تحجيم الاعلام الفارسي واختراق الاعلام الغربي الرهيب ولعل بعضا من ذلك يتحقق من خلال: خلق منظومة اعلامية جبارة متعددة القنوات والوسائل متكاملة الجهود وقادرة على منافسة كل المنظومات الاعلامية القائمة على ان تتخذ وضع الهجوم وليس الدفاع فقط بل قادرة على سبق الاحداث بدلا من الاسلوب المتبع حاليا والمتمثل في ردة الفعل بدلا من الفعل نفسه وهذا يدعمه التسلح بالمصداقية والشفافية والسبق ناهيك عن البث بجميع اللغات ذات العلاقة وفي مقدمتها الفارسية بحيث تتفوق عليها من اجل توعية الشعب الايراني الصديق وحضه على التخلص من النظام الشمولي الدكتاتوري الذي اتخذ من التشيع وسيلة وهو ابعد ما يكون عن الدين واتخذ من ولاية الفقيه عصا لقمع معارضيه والاستحواذ على جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وغيرها باسم تلك الولاية المستحدثة والتي يحاول نشرها من خلال اسلوب تصدير الثورة والتي بسببها اصبح الشعب الايراني يعاني من جبروت الظلم والاضطهاد ويعاني من الفقر والمرض ناهيك عن تقتيل ابنائه في مغامرات ومعارك غير محسوبة ليس له فيها ناقة ولا جمل. إن هزيمة وسائل الإعلام الايرانية وتلك المرتبطة معها مثل تلك التي يملكها الحوثيون وحزب الله والمليشيات في العراق تتم من خلال خلق إعلام اكثر فعالية واوسع انتشارا بحيث يستطيع ان يطغى عليها ويحيدها. وقد كتبت عند انطلاق عاصفة الحزم مقالا بعنوان «عاصفة الحزم تحتاج الى ان يرافقها عاصفة حزم اعلامية «. نعم ان العاصفة الاعلامية تحتاج الى إعداد كوادر بشرية قادرة مدعومة بكل وسائل التقنية الحديثة باسرع وقت ممكن وهذا يمكن ان يتم من خلال التدريب الميداني واعادة التدريب واستمراره على كل مستجد لآلاف الشباب المؤهل من جميع التخصصات المباشرة والمساندة وذلك في جميع مجالات العمل الاعلامي المتكامل ومن اجل ان يصبح اكثر فعالية واتقانا ناهيك عن ان ذلك يدخل في باب حل مشكلة البطالة. ان يتم دعم وتأهيل كل سفاراتنا وملحقياتنا ومندوبياتنا في مختلف الدول وفي جميع المنظمات الدولية من خلال امدادها بالخبراء والمختصين في المجالات القانونية والاعلامية والاقتصادية والتنظيمية والقادرين على مخاطبة شعب كل دولة من دول العالم بما يناسبه فكريا وثقافيا واجتماعيا وذلك من اجل دحض الافتراءات ضدنا كعرب ومسلمين من ناحية، ومن اجل بيان وجهة نظرنا من ناحية اخرى ناهيك عن بناء شعبية لنا في تلك الدول ما يجعل من تلك المؤسسات قنوات دفاع نشطة عن نهج المملكة وحراكها العربي الاسلامي السلمي العادلين من اجل تشكيل رأي عام هناك مضاد لحراك الاستهداف الحاصل الذي تتعرض له الدول العربية. ان يتم انشاء جيش سيبر مساند لقطاعات قواتنا المسلحة ووسائل اعلامنا وحراكنا على كافة المستويات وذلك من اجل الوصول الى ما لا تستطيع وسائل الاعلام والتواصل العادية الوصول اليه ناهيك عن ايصال وجهات نظر واقوال المناصرين للحق من ابناء تلك الشعوب الذين لا يسمح الاعلام الموجه هناك بظهورهم او انتشار افكارهم وآرائهم وشهاداتهم ناهيك عن العمل على استهدافهم وعلى راس هؤلاء اولائك الشهود المتخصصون الذين فضحوا احداث 11 سبتمبر 2001 ودحضوها وبينوا انها لعبة استخباراتية مئة بالمئة. ان انشاء جيش السيبر اصبح من اولويات الدول وهذا ما اعلنت عن قيامه اسرائيل الاسبوع المنصرم. وعلى اية حال فان ما قام به الامين العام للامم المتحدة من استعجال بوضع التحالف العربي ضمن القائمة السوداء ثم حذفه منها ومساواته بين الجلاد والضحية واهماله التقارير التي قدمتها الحكومة الشرعية في اليمن وعدم وجود مراقبين امميين محايدين على ارض الواقع باليمن يشير الى ان الحرب باليمن يتم استغلالها كلما طالت من قبل اطراف معينة وهذا يعني انه يجب تسريع الحسم باليمن وعدم الالتفات لمحاولات التمييع التي تمارسها بعض القوى من اجل اهداف مرسومة لا يمنع تحققها الا الحسم السريع وذلك على قاعدة: اضرب على الكايد ولا تسمع كلام العز بالقلطات والرأي الصليب ابطش بهم ما فاد في النجس السلام الكي طبٍ لا فشل طب الطبيب والله المستعان hlohedan@KSU.EDU.SA

مشاركة :