أفلام عن المأساة السورية على شاشات مونتريال

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق نشطاء سوريون في مونتريال أول لقاء سينمائي تحت عنوان «سوريا تنظر اليكم». وتضمن اللقاء عروضاً لثلاثة أفلام تسجيلية وثائقية طويلة عن المأساة السورية بشتى ما تشتمل عليه من قتل وتدمير وتهجير ونزوح. وتتميز هذه الأفلام عن الأعمال السينمائية الكبرى ببساطتها وواقعيتها واعتمادها على مدونات وشهادات وشرائط فيديو وصور التقطتها كاميرات الهواتف الجوالة اثناء الحرب والمعارك والقصف. وجرى توليفها وتظهيرها بعمل سينمائي انجزته مجموعة من غير الممثلين المحترفين، المتمثلين بالفنيين والكومبارس. ما بدا معه أن ثمة الآن مبدعين شباناً يشكلون نواة لجيل من السينمائيين لم يمارسوا صناعة السينما من قبل ولم يعرفوا الإخراج ولا الإنتاج. وجل ما ملكت أيديهم لا يتعدى كاميرات صغيرة كانت نفسها هي السينما في السلم والحرب. بهذه البساطة يقدم المخرج زياد كلثوم فيلم «الرقيب الخالد». ويروي فيه رحلة يوم من يوميات الثورة السورية عام 2012 من صباحه الى مسائه. وتسجل كاميرا هاتفه المحمول مجمل ما تنقله خلال انطلاقه الى مركز عمله كجندي احتياطي في إحدى الثكنات العسكرية. ففي الشوارع يتردد دوي المدافع وأزيز الطائرات وصراخ الهاربين. ويشكل تمازج هذه الأصوات الموسيقى التصويرية للفيلم. اما الشهادات التي يأخذها كلثوم من زملائه ومعظمها مستوحى من شعارات التأييد للقائدين «الخالدين» (حافظ وبشار الأسد) كما من الناس الغاضبين والمحبطين الذين يعيشون احياناً الشيء ونقيضه كأن ينتهي خيار الجندي الوطني اما الى قاتل او مقتول، او ان تتحول المرأة العجوز التي تبحث عن لقمة عيشها الى كومبارس، او ان تساور بعض الاشخاص (كروان) في غمرة القصف، مشاعر الحنين الى الزمن الجميل والعودة الى الغناء والشعر والأدب والرسم الكاريكاتوري. وحده المخرج ينأى بنفسه عن أي موقف معارض او موال للنظام او الانتماء الى اي من فصائل الثورة. إنه يجهر فقط بانتمائه لوجع الإنسان السوري والتعبير عن مشاعره بعدة بسيطة قوامها الصورة والعدسة والميكروفون. أما «ماء الفضة» فهو عمل وثائقي يؤرخ للمأساة السورية في شكل سينمائي متميز. وهو ثمرة تعاون بين مخرجين سوريين احدهما اسامة محمد المقيم في باريس بسبب ظروف الثورة والثانية وئام بدرخان المحاصرة في حمص والتي قُدّر لها ان تلتقط مجموعة صور لبعض المحاصرين القاطنين داخل اشلاء الابنية المتصدعة والذين يغامرون بحياتهم للانتقال من شارع الى آخر. لقد استطاع اسامة محمد ورفيقته أن يحوّلا الصور التي ترسلها وئام من سورية ويتلقاها هو في باريس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الى جزء أساسي من خليط يضج بالصور وأشرطة الفيديو والأصوات والجنائز الاحتفالية والتظاهرات والانفعالات والحوارات التي نقلها سوريون وحولوها عبر هواتفهم النقالة على موقع «يوتيوب»، افلاماً ناطقة تجسد الثورة وتقدم سرداً سينمائياً ليوميات يختلط فيها الألم بالفرح والظلم بالأمل. وفي سياق متصل تحاول لواء اليازجي ان تترجم في فيلمها الوثائي الطويل «مسكون» معنى النجاة من الحرب وخيار الحل والترحال، وكلاهما اشد خطراً من الآخر، كالبقاء داخل ما تبقى من هياكل المنازل او الهروب منها والبحث عن الأمان المستحيل في ظل هيستيريا القصف والتدمير والقتل العبثي. هكذا تمضي اليازجي في حمل المشاهدين عبر رحلة سوريالية من خلال تصويرها حياة تسعة أشخاص يترددون بين الصمود والنزوح الى المجهول او الاستعداد الدائم للبحث عن الاستقرار والمصير والأمان المفقود. في مثل هذه الاجواء توثق اليازجي حال القلق والتردد والسباق بين الحياة والموت وأفضلية الروح على الحجر. وتركز على العلاقة الحميمة بين السوريين وبيوتهم التي يعز عليهم ان يودعوها مخافة ان تتحول الى مجرد ذكرى.

مشاركة :