قال مسؤول أميركي بارز، إن الرئيس باراك أوباما وافق على إعطاء الجيش الأميركي قدرة أكبر لمرافقة ودعم القوات الأفغانية التي تقاتل متمردي حركة «طالبان» في تحرك يهدف لمساعدتهم بشكل أكثر فاعلية في ساحة المعارك. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن القرار سيسمح أيضاً باستخدام أكبر للقوة الجوية الأميركية بما في ذلك دعم جوي وثيق، لكنه أضاف قائلاً: «هذا ليس أمراً شاملاً لاستهداف طالبان». وقال المسؤول إنه بمقتضى السياسة الجديدة فإن قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسن سيكون بمقدوره تقرير متى يكون من المناسب أن يرافق جنود أميركيون قوات أفغانية تقليدية إلى ساحة القتال، وهو شيء يفعلونه حتى الآن مع قوات العمليات الخاصة الأفغانية فقط. وأضاف المسؤول أن السلطات الموسعة يقصد بها فقط أن تستخدم «في تلك الحالات الخاصة التي يمكن لتدخلهم أن يحقق تأثيرات إستراتيجية في ساحة القتال». ويعني ذلك أنه يجب ألا يتوقع أن ترافق قوات أميركية الجنود الأفغان في مهامهم الروتينية. والقرار انحراف عن القواعد الأميركية الحالية للاشتباك في أفغانستان، والتي تفرض قيوداً على قدرة القوات الأميركية على مهاجمة المتمردين. وكان مسموحاً للجيش الأميركي في السابق بالتحرك ضد «طالبان»، «في الظروف الشديدة»، وهي اللحظات التي يكون تقديم المساعدة ضرورياً لمنع انتكاسة كبيرة للجيش الأفغاني. وستسمح السياسة الجديدة للقوات الأميركية بأن ترافق القوات الأفغانية في المراحل الرئيسة في حملتها الهجومية ضد «طالبان». وقال المسؤول إن «القوات الأميركية ستدعم بشكل أكثر فاعلية القوات الأفغانية التقليدية». وسقطت أجزاء كبيرة من أفغانستان بما في ذلك عاصمة إقليم قندوز الشمالي ومناطق كثيرة في إقليم هلمند الجنوبي، أحياناً لفترة قصيرة، على مدى الـ 18 شهراً الماضية، وتخضع مناطق وأقاليم كثيرة أخرى لدرجات متفاوتة من سيطرة «طالبان». والسلطات الجديدة التي أعطاها أوباما للجيش الأميركي قد تمنحه فسحة أكبر لمعالجة أوجه القصور في قوات الأمن الأفغانية. ومع هذا فإن خبراء يحذرون أنه من الصعب التكهن بالموعد الذي سيكون بمقدور أفغانستان الاعتماد على نفسها في قتال «طالبان» ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية الهائلة التي تواجه البلد ونظامه السياسي. وأبلغت أعلى هيئة رقابية للحكومة الأميركية في شأن أفغانستان «رويترز»، أن الولايات المتحدة أهدرت بلايين الدولارت في معونات الإعمار إلى أفغانستان على مدى الأعوام العشرة الماضية، وأن تجدد تمرد «طالبان» الآن يهدد المكاسب التي تحققت.
مشاركة :